الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما جرى مجراه، الألف في الأحوال كلها، لأنه عندهم بمنزلة المقصور، ومن لغتهم أيضًا قصر الأب والأخ، كقول ابن مسعود لأبي جهل:(أنت أبا جهل). وعلى لغتهم قرأ غير أبي عمرو: (إنّ هذان لساحران). ومن شواهد هذه اللغة قول بعض الصحابة: (وفرَّقَنا اثنا عشر رجلا)، لأن (اثني عشر) حال من النون والألف. وقول أم رومان:(بينا أنا مع عائشة (جالستان)(فجالستان) حال، وكان حقه لو جاء على اللغة المشهورة أن يكون بالياء لكنه جاء على اللغة الحارثية. ومما جاء عليها قوله عليه السلام:(إيّاكم وهاتان (الكعبتان) الموسومتان). وقوله عليه السلام: (إنّي وإيّاكَ وهذان وهذا في مكان واحد يوم القيامة).
ومنها قول الراجز:
طاروا عَلاهنَّ فَشُلْ علاها
…
واشدد بمثنى حقبٍ حَقْواها
776 - حديث: "رُفِع القلم عن ثلاثٍ: عن الصبيّ حتّى يبلغَ، وعن النائم حتّى يستيقظ وعن المجنون حتّى يفيقَ
".
قال الشيخ تقي الدين السُّبْكِيّ في كتاب "إبراز الحكم": هذه غايات مستقبلة
المغيّا (بها)، و (هو) قوله (رفع) ماضي، والماضي لا يجوز أن تكون غايته مستقبلة، فلا تقول: سرت أمس حتى تطلع الشمس غدًا، لأن مقتضى الفعل ماضيًا كون أجزاء المغيّا جميعًا ماضية والغاية ظرف المغيّا، ويستحيل أن يكون المستقبل ظرفًا للماضي، لأن الآن بينهما. والغاية إمّا داخلة في المغيّا (فتكون) ماضية أيضًا، وإمّا خارجة عنه مجاوزة له، فيصح أن يكون الآن غاية للماضي، وإمّا أن تكون منفصلة حتى يكون المنفصل المستقبل عن الماضي غاية له، فكيف قال: رفع القلم عن الصبي حتى يبلغ.
قال: وهذا السؤال أنا حركته، وجوابه بالتزام حذف، أو مجاز حتى يصح الكلام، فيحتمل أن يقدر رفع القلم عن الصبي فلا يزال مرتفعًا حتى يبلغ. أو: فهو مرتفع (حتى يبلغ) فيبقى الفعل الماضي على حقيقته، والمغيّا محذوف به ينتظم الكلام، ويحتمل أن يقال ذلك في الغاية وهي قوله: حتى يبلغ، والمعنى بلوغه، لأن هذا إخبار عن حكم يستدعي حكم الله به في الأزل، وأنه رفع عن كل من ثبت له حكم الصبي في وقت ما حتى بلوغه، فيشمل ذلك من كان صبيًا وبلغ [في الماضي ومن هو صبي الآن ويبلغ في المستقبل، ومن يصير صبيًّا ويبلغ بعد ذلك].