الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1231 - حديث: "قالوا يا رسول الله: متى وجبت لك النبوة؟ قال: وآدمُ بين الروح والجسد
".
قال الطيبي: قوله: (وآدم) جواب لقولهم: (متى وجبت؟)، أي وجبت في هذه الحالة، فعامل الحال وصاحبها محذوفان.
1232 - حديث: "بعثت لأتم مكارم الأخلاق
".
قال الطيبي: هو من إضافة الصفة إلى الموصوف كقولهم: برد قطيفةٍ، وأخلاق ثيابٍ.
1233 - حديث: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين
".
قال في النهاية: في (غمّ) ضمير الهلال، ويجوز أن يكون (غمّ) مسندًا إلى الظرف، أي فإن كنتم مغمومًا عليكم فأكملوا.
1234 - حديث: "إياكم أن تتخذوا قبور أنبيائكم منابر
".
قال ابن مالك في شرح الكافية: الشائع في التحذير أن يراد به المخاطب، وقد يكون للمتكلم كقول من قال:"إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب". أي: نَحِّ عني حذف الأرنب، ونح حذف الأرنب عن حضرتي.
وقال في توضيحه في قول عمر: (إياي ونعم ابن عوف) شاهد على تحذير الإنسان نفسه، وهو بمنزلة أن يأمر نفسه.
ونظيره: إياي أن يحذف أحدكم الأرنب، وقال ابن النحاس في التعليقة: هذا قول عمر رضي الله عنه، قال شيخنا ابن عمرون: هذا وإن كان تقديره: باعدني عن حذفها عني، فإن المراد النهي عن حذفها لا غير لأن الحذف لا يحل الصيد إذا قتل. والغالب قتل الأرنب بالحذف، ولو قال: لا تحذفوا الأرنب لم يكن فيه من المبالغة في النهي ما في هذا الكلام.
قال: ومما نبه عليه سيبويه: أنه لا يجوز في هذا المعطوف أن يقال بغير واو نحو: إياك والشر.
قال ابن عمرون: لأن الفعل المقدر لا يتعدى إلى اثنين فلا بد من الواو في الثاني، وقد جاء حذفها في الشعر فإن أبدلت الواو بمن نحو: إياك من الأسد، وإياي من أن يحذف، جاز إن تعدى الفعل بمن، ويجوز حينئذ في إياك من أن يحذف أحدكم الأرنب حذف من منها حرف الجر يحذف من أنّ وأنْ قياسًا مطّردًا.
قلت: وعلى هذا يخرّج إيّاي أن تتخذوا، أي: من أن تتخذوا. وقال ابن فلاح في المغني: إنما نهى عمر عن حذف الأرنب بالعصا لأنها إذا ماتت بحذف العصا لم تحل، والتحذير للمخاطبين لا له وفي تقديره وجهان: أحدهما للزَّجاج: أن التقدير إيّاي وإيّاكم أن يحذف أحدكم الأرنب فحذف إياكم لدلالة أحدكم عليه.
والثاني: أنه لا حاجة إلى تقدير إياكم لأنه قد علم أن التحذير للمخاطبين من
قوله: أحدكم: وإنما ذكر نفسه وإن لم يكن داخلاً في التحذير مبالغة في زجرهم عن حذفها كأنه قال: باعدوني عن مشاهدة حذفها.
قال: ولا بد مع الاسم الثاني من حرف العطف أو حرف الجر، نحو قوله عليه الصلاة والسلام:"إياك وما يعتذر منه وإياك والغيبة"، ولا يجوز إياك الأسد، لأنه لا يجوز حذف حرف العطف وحرف الجر من مثل هذا، (حذف الجر منه فيقال: إياك أن تحذف ولا يجوز حذفه من المصدر فلا يقال: إياك الحذف، لأن الحذف معها قياس مطرد لطولها بعلتها وأما حذف حرف العطف معها فلا يجوز كغيرها).
(وأما إياك وأن تحذف الأرنب، وإياك من أن تحذف، فإنه يجوز حذف حرف الجر منه، فيقال إياك أن تحذف، ولا يجوز حذفه من المصدر فلا يقال: إياك الحذف، لأن الحذف معها قياس مطرد لطولها بصلتها وأما حذف حرف العطف معها فلا يجوز كغيرها).
وقال الفارسي في التذكرة: لا يجوز إياك الأسد، بخلاف إياك أن تفعل، فإن سيبويه أجازه إذا أردت إياك أحذر مخافة أن تفعل، ثم حذف المضاف وصح نيابة الثاني عنه في هذا التركيب ونحوه من حيث هو مصدر، بخلاف إياك الأسد.
فأما (إياك المراء) فإنه لم يجز مع أنه مصدر لأن الذي سوغ هناك الحذف الطول، ألا تراهم قالوا:(هو أهل أن يفعل، فأعملوا فيه ما في أهل من معنى الفعل ولم يجيزوا) هو أهل الفعل.
قال ابن هشام في تذكرته: وتقديره: إياك أن تفعل بالمخافة، يقتضي أن نصبه عند