الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد روى عنه كثير من شيوخه وأقرانه وتلامذته، منهم الأعمش وَمِسْعَرُ بْنِ كِدَامٍ، وعبد الله [بن] المبارك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني.
انتقل من الكوفة إلى مكة سَنَةَ 163هـ، وبقي في مكة يُحَدِّثُ الحجازيين ويعلمهم القرآن الى أن تغير في آخر عمره «يَعْنِي ضَعُفَ حِفْظُهُ لِكِبَرِ سِنِّهِ» ، ولذلك قال فيه ابن حجر العسقلاني:«ثِقَةٌ حَافِظٌ فَقِيهٌ، إِمَامٌ حُجَّةٌ، إِلَا أَنَّهُ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ بِأَخِرَةٍ، وَكَان رُبَّمَا دَلَّسَ لَكِنْ عَنْ الثِّقَاتِ» .
روى نحو سبعة آلاف حديث، وشهد له الشافعي بالعلم الغزير، فقال:«لَوْلَا مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ لَذَهَبَ عِلْمُ الحِجَازِ» . وقال فيه العجلي: «كُوفِيٌّ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِي الحَدِيثِ» .
كانت وفاته بمكة سنة 198هـ عن إحدى وتسعين سَنَةً (1).
5 - الليث بن سعد:
هو شيخ الديار المصرية، الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، ويكنى «أبا الحارث» .
ولد بِقَرْقَشَنْد سنة 94هـ. كان غَنِيًّا سَخِيًّا، يزيد دخله السنوي عن عشرين ألف دينار، ومع ذلك لم تجب في ماله زكاة، لأنه لشدة سخائه ما كان يبقي عنده نصاب الزكاة.
أكثر البخاري ومسلم من الرواية عنه، ووثقه أحمد بن حنبل،
(1) ترجمة ابن عيينة في " تذكرة الحفاظ ": 1/ 242، و" الوفيات ": 1/ 210، و" ميزان الاعتدال ": 1/ 397.
والشافعي، وسفيان الثوري، والعجلي، وأكثر العلماء. وفيه يقول الشافعي:«اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلَاّ أَنَّهُ ضَيَّعَهُ أَصْحَابُهُ» .
أما الإمام مالك فإنه كلما ذكر في كتبه هذه العبارة: «أَخْبَرَنِي مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ العِلْمِ» فإنه يقصد الليث بن سعد.
كان - كما قال النووي- «يَتَحَاشَى التَّدْلِيسَ فِي رِوَايَتِهِ» ولكنه كان لا يرى بأسا بالإجازة، ولذلك قال فيه أحمد بن معين:«كَانَ يَتَسَاهَلُ فِي السَّمَاعِ وَالشُّيُوخِ» . وقال أحمد بن حنبل: «اللَّيْثُ ثِقَةٌَ، وَلَكِنْ فِي أَخْذِهِ سُهُولَةٌ» .
وقد نَصَّ العلماء على أن أصح الأسانيد في مصر، ما رواه (الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر).
روى الليث عن نافع، والزهري، وسعيد المقبري، ويزيد بن أبي حبيب، وروى عنه عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وغيرهما.
وكانت وفاة الليث سَنَةَ 175هـ (1).
(1) ترجمته في " تاريخ بغداد ": 13/ 3، و" تذكرة الحفاظ ": 1/ 207، و" تهذيب التهذيب ": 8/ 459، و" الوفيات ": 1/ 438.