الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولمسلم كتب كثيرة منها " صحيحه " المشهور، وكتاب " العلل "، وكتاب " أوهام المحدثين "، وكتاب " من ليس له إلا راو واحد "، وكتاب " طبقات التابعين "، وكتاب " المخضرمين "، وكتاب " المسند الكبير " على أسماء الرجال، وكتاب " الجامع الكبير " على الأبواب.
و" صحيح مسلم " مع " صحيح البخاري " هما أصح الكتب بعد القرآن المجيد، وقد تلقتهما الأمة بالقبول، والأكثرون على أن " البخاري " أصحهما.
وكان مسلم شديد الاعتزاز بـ " صحيحه " لما بذل في جمعه من الجهد، فإنه صَنَّفَهُ من ثلاث مائة ألف حديث مسموعة، وكان من أجل ذلك يقول:«لَوْ أَنَّ أَهْلَ الحَدِيثِ يَكْتُبُونَ [الحَدِيثَ] مِائَتَيْ سَنَةٍ، فَمَدَارُهُمْ عَلَى هَذَا المُسْنَدِ» - يعني صحيحه.
توفي مسلم رحمه الله بنيسابور سَنَةَ 261 هـ، عن خمس وخمسين سنة (1).
4 - الإمام الترمذي:
هو الإمام الحافظ الناقد محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ الترمذي، ويكنى أبا عيسى، ولد سَنَةَ 200 هـ، ودخل بُخَارَى وَحَدَّثَ بها، وتنقل في كثير من البلدان، فسمع من الخراسانيين والحجازيين والعراقيين.
روى عن البخاري، ومسلم، وإسماعيل بن موسى السدي. وروى عنه كثيرون منهم الهيثم بن كليب الشاشي، ومكحول بن الفضل، ومحمد بن محبوب المحبوبي المروزي راوي كتابه " الجامع " المعروف بـ " السنن ".
(1) ترجمة مسلم في " تذكرة الحفاظ ": 2/ 150، و" تهذيب التهذيب ": 10/ 126، و" الوفيات ": 2/ 91.
وله كتب كثيرة منها: كتاب " العلل "، وكتاب " الشمائل "، وكتاب " أسماء الصحابة "، وكتاب " الأسماء والكنى "، وأشهر كتبه بلا ريب " جامعه " المسمى بـ " السنن ". وقد ذكرنا في (فصل الحديث الحسن) أن " سنن الترمذي أصل في الحديث الحسن. وفي كتابه هذا أربعة أقسام: قسم مقطوع بصحته، وقسم على شرط أبي داوود والنسائي، وقسم أظهر علته، وقسم رابع أبان عنه وقال فيه:«مَا أَخْرَجْتُ فِي كِتَابِي هَذَا إِلَاّ حَدِيثًا قَدْ عَمِلَ بِه بَعْضُ الفُقَهَاءِ» .
ومن مزايا " سنن الترمذي " ما أشار إليه عبد الله بن محمد الأنصاري بقوله: «كِتَابُ التِّرْمِذِيِّ عِنْدِي أَنْوَرُ مَن كِتَابِ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ. فَقَال لَه مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيِّ: " وَلِمَ؟ " فَقَالَ:" لأَنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَى الفَائِدَةِ مِنْهُمَا إِلَاّ مَنْ هُوَ مِنْ أَهْلِ المَعْرِفَةِ التَّامَّةِ بِهَذَا الفَنِّ، وَكِتَابُ التِّرْمِذِيِّ قََدْ شَرَحَ أَحَادِيثُه وَبَيَّنَهَا فَيَصِلُ إِلَيْهَا كُلُّ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مِنَ الفُقَهَاءِ وَالمُحَدِّثِينَ وَغَيْرُهُمْ» . وكان الترمذي يعرف قدر كتابه فيقول: «صَنَّفْتُ هَذَا الكِتَابَ، وَعَرَضْتُهُ عَلَى عُلَمَاءِ الحِجَازِ، وَالعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ، فَرَضُوا بِه، وَمَنْ كَانَ هَذَا الكِتَابُ فِي بَيْتِهِ، فَكَأَنَّمَا فِي بَيْتِهِ نَبِيٌّ يَتَكَلَّمُ» !.
أصيب في بصره في أخريات حياته، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 279 هـ (1).
(1) ترجمة الترمذي في " تهذيب الأسماء ": 9/ 387، و" تذكرة الحفاظ ": 2/ 187، و" نكت الهميان ": ص 264.