الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سورة بني إسرائيل)
1 -
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أسْرِيَ بِهِ {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء: 60] قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. أخرجه البخاري (1) والترمذي (2). [صحيح]
قوله في حديث ابن عباس: "هي رؤيا عين".
زاد سعيد بن منصور (3) عن سفيان في آخر الحديث: "وليست [360/ ب] رؤيا منام" ولم يصرح بالمرئي، وعند سعيد بن منصور (3) هو ما أري في طريقه إلى بيت المقدس، واستدل به على إطلاق لفظ الرؤيا على من يرى بالعين، وقد أنكره الجريري تبعاً لغيره وقالوا: إنما يقال رؤيا في المنامية، وأما التي في اليقظة فيقال رؤية، وجاء في قول آخر عن ابن عباس (4) قال:"أري أنه دخل مكة هو وأصحابه فلما رده المشركون كان ذلك فتنة لبعض الناس" وجاء فيه قول آخر فروى ابن مردويه (5) من حديث الحسين بن علي رفعه: "إني أريت بني أمية يتعاورون منبري هذا (6) " فقيل: هي دنيا تنالهم، ونزلت الآية.
(1) في صحيحه رقم (4716، 6613، 3888).
(2)
في "السنن" رقم (3134).
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(14/ 641) والنسائي في "الكبرى" رقم (11292).
(3)
عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 309).
(4)
أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(14/ 646).
(5)
عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 310). وانظر: "جامع البيان"(14/ 646).
(6)
قال ابن كثير في تفسيره (9/ 38) وهذا السند ضعيف جداً، فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك، وشيخه أيضاً ضعيف بالكلية. =
وأخرجه ابن أبي عاصم (1) من حديث عمرو بن العاص، ومن حديث (2) يعلى بن مرة، ومن مراسيل (3) ابن المسيب نحوه، وأسانيد الكل ضعيفة.
قوله: "هي شجرة الزقوم".
هذا هو الصحيح، ذكره ابن أبي حاتم (4) عن بضعة عشر من التابعين، والزقوم (5) شجرة غبراء تنبت في السهل، صغيرة الورق، مدورة لا شوك بها، ذفرة مرة يقال: لها نور أبيض ضعيف، ورؤوسها قباح جداً.
قوله: "والترمذي".
وقال (6): حسن صحيح.
= وقال ابن جرير في "جامع البيان"(14/ 646 - 647) وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى به رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الآيات والعبر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلة أسرى به، وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب؛ لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عني الله عز وجل بها، فإذا كان ذلك كذلك فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أريناك ليلة أسرينا بك من مكة إلى بيت المقدس: {إِلَاّ فِتنَةً لِّلنَّاسِ} .
يقول: إلا بلاءً للناس الذين ارتدوا عن الإسلام لما أخبروا بالرؤيا التي رآها عليه الصلاة والسلام، وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا بسماعهم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تمادياً في غيهم وكفراً إلى كفرهم.
(1)
في "السنة"(1/ 201 - 202).
(2)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (7/ 2336 رقم 13323).
(3)
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (7/ 2336 رقم 13324).
(4)
في تفسيره (7/ 2336). وانظر: "جامع البيان"(14/ 650 - 652).
(5)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(1/ 726 - 727).
(6)
في "السنن"(5/ 302).
2 -
وعن ابن مسعود رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: 16] قَالَ: كُنَّا نَقُوْلُ لِلْحَيِّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا كَثُرُوا قَدْ أمِرَ بَنُو فُلَانٍ. أخرجه البخاري (1). [صحيح]
قوله في حديث ابن مسعود: "قد أمر بنو فلان".
أي: كثروا وزادوا. وفي (أمر) بكسر الميم وبفتحها لغتان، وقراءة الجمهور (2) بفتح الميم، وقرأها مجاهد (3) وغيره (4) بالتشديد بمعنى الإمارة، واختار الطبري (5) قراءة الجمهور، واختار في تأويلها حملها على الظاهر، وقال: المعنى أمرنا مترفيها بالطاعة فعصوا ثم أسنده عن ابن عباس (6)، ثم عن سعيد بن جبير (7).
قال ابن حجر (8): وقد أنكر الزمخشري (9) هذا التأويل وبالغ كعادته، وعمدة إنكاره أن حذف ما لا دليل عليه غير جائز، وتعقب (10) بأن السياق [361/ ب] يدل عليه وهو كقولك: أمرته فعصاني، أي: أمرته بطاعتي فعصاني، وكذا أمرته فامتثل. انتهى.
(1) في "صحيحه" رقم (4711).
(2)
"الجامع لأحكام القرآن"(10/ 234) النشر (2/ 306)"الحجة" لابن خالويه (214).
(3)
انظر: "فتح الباري"(8/ 394) النشر (2/ 306).
(4)
كحميد والأعمش، انظر:"جامع البيان"(14/ 527).
(5)
في "جامع البيان"(14/ 532).
(6)
أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(14/ 527).
(7)
أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(14/ 528).
(8)
في "فتح الباري"(8/ 395).
(9)
في "الكشاف"(3/ 500).
(10)
ذكره الحافظ في "الفتح"(8/ 395).
3 -
وَعَنْهُ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} قَالَ: كَانَ نَفَرٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الجنِّ فَأَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الجنِّ. وَاسْتَمْسَكَ الْآخَرُون بِعِبَادَتِهِمْ فَنَزَلَتْ. أخرجه الشيخان (1). [صحيح]
قوله في حديث ابن مسعود أيضاً: "واستمسك الآخرون بدينهم".
أي: استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن، والجن لا يرضون بذلك، لكونهم أسلموا وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة.
4 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71]، قَالَ:"يُدْعَى أَحَدُهُمْ فَيُعْطَى كتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَيُبَيَّضُ وَجْهُهُ، وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلأْلأُ فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ الَّذِيْنَ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُونَ: اللهمَّ ائْتِنَا بِهَذَا! فَيَأْتِيَهُمْ فَيَقُولُ: أَبْشِرُوا! لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلُ هَذَا، هَذَا الْمَتْبُوعُ عَلَى الهُدَى، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُعْطَى كتَابَهُ بِشَمالِهِ، وَيُسَوَّدُ وَجْهُهُ، وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَيُلْبَسُ تَاجًا مِنْ نَارٍ، فَإِذَا رَآهُ أَصْحَاُبهُ يَقُوْلُوْن: نَعُوذُ بِالله مِنْ شَرِّ هَذَا: اللهمَّ لَا تَأْتِنَا بِهِ، فَيَأْتِيهِمْ فَيَقُولُونَ: اللهمَّ أَخِّرْهُ! فَيَقُولُ لَهُمْ: أَبْعَدَكُمُ الله، فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا". أخرجه الترمذي (2). [ضعيف]
قوله [105/ أ] في حديث أبي هريرة: "تاج من نار".
(1) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (4715) ومسلم في "صحيحه" رقم (3030).
وانظر: "جامع البيان"(14/ 632).
(2)
في "السنن" رقم (3136) وهو حديث ضعيف.
الذي في الجامع (1): "من قار" بالقاف، ولم أجد لفظ:"من نار" ولا "من قار" في الترمذي (2)، ولعله سَقَطَ غلطا على كاتبه.
قوله: "أخرجه الترمذي".
قلت: وقال (3) عقب إخراجه: هذا حديث حسن غريب، والسدي اسمه: إسماعيل بن عبد الرحمن. انتهى.
وفي التقريب (4): السدي بضم المهملة وتشديد الدال المهملة، أبو محمد الكوفي، صدوق يهم، ورمي بالتشيع. انتهى. [362/ ب].
5 -
وَعَنِ ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّهُ كَانَ يَقولُ: دَلُوكُ الشَّمْسِ مَيْلُهَا. أخرجه مالك (5). [موقوف صحيح]
6 -
وَلَهُ (6) عَنِ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: دُلُوكُ الشَّمْسِ إِذَا فَاءَ الْفَيْءُ، وَغَسَقُ اللَّيْلِ: اجْتِمَاعُ اللَّيْلِ وَظُلْمَتُهُ.
(1)(2/ 214) وفيه: تاجاً من نار.
(2)
في السنن (5/ 302 - 303 رقم 3136) وفيه فيلبسُ تاجاً.
(3)
في "السنن"(5/ 303).
(4)
(1/ 71 - 72 رقم 531).
(5)
في "الموطأ"(1/ 11 رقم 19) وهو موقوف صحيح.
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(15/ 25) وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 336) وابن المنذر في "الأوسط"(2/ 322).
(6)
أي: لمالك في "الموطأ"(1/ 11 رقم 20) وهو موقوف ضعيف.
7 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)} [الإسراء: 78] قَالَ صلى الله عليه وسلم: "تَشْهَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ". أخرجه الترمذي وصححه (1). [صحيح]
8 -
وعنه رضي الله عنه قَالَ: "سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ فَقَالَ: هُوَ الشَّفَاعَةُ". أخرجه الترمذي (2). [حسن]
9 -
وَعَنِ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلَانُ اشْفَعْ لنَا حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَيَّ فَذَلِكَ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ" أخرجه البخاري (3). [صحيح]
(1) في "السنن" رقم (3135).
قلت: وأخرجه البخاري رقم (648) ومسلم رقم (649) وابن جرير في "جامع البيان"(15/ 33) وأحمد (16/ 126) وابن ماجه رقم (670) والنسائي في "الكبرى" رقم (11293) وفي "التفسير" رقم (313) والبخاري في "القراءة خلف الإمام"(251) والحاكم (1/ 210، 211) والبيهقي في "الشعب" رقم (3835) وابن خزيمة في صحيحه رقم (1474).
(2)
في "السنن" رقم (3137) وهو حديث حسن.
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(15/ 47) وأحمد (5/ 458)، والبيهقي في الشعب رقم (299، 302).
(3)
في "صحيحه" رقم (4718).
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(15/ 50) والنسائي في "الكبرى" رقم (11295) وفي "التفسير"(315).
10 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُوْلُ صلى الله عليه وسلم بِالْهِجْرَةِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} [الإسراء: 80] الآية" أخرجه الترمذي وصححه (1). [إسناده ضعيف]
11 -
وَعَنْ ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِنَفَرٍ مِنِ الْيَهُودُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا تَسْأَلُوهُ لَا يُسْمِعْكُمْ مَا تَكْرَهُونَ، فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ! حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ، فَقَامَ سَاعَةً يَنْظُرُ فَعَرَفْتُ أنَهُ يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85] ". أخرجه الشيخان (2) والترمذي (3). [صحيح]
وَفِي رِوَاية: وَمَا أُوتُوا. قَالَ الْأَعْمَشُ (4): هَكَذَا فِي قِرَاءَتِنَا.
(1) في "السنن" رقم (3139) بسند ضعيف.
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(15/ 54) وأحمد (3/ 417) والحاكم (3/ 3) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 516، 517) وابن عدي في "الكامل"(6/ 2072).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (125، 4721، 7297، 7456، 7462) ومسلم رقم (2794).
(3)
في "السنن" رقم (3141).
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(15/ 67) والواحدى في "أسباب النزول"(ص 220) وأحمد (6/ 214).
(4)
قاله الحافظ في "الفتح"(8/ 404).
12 -
وَفِي رِوَاية أُخْرى للتِّرمِذِيّ (1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالُوا: أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا، أُوتينَا التَّوْرَاةُ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ عِلْمَاً كَثِيرًا، فَأُنْزِلَتْ:{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف: 109] الآيَةِ. [إسناده صحيح]
قوله في حديث ابن مسعود [في حديثه](2): "إن نفراً من اليهود سألوه صلى الله عليه وسلم عن الروح".
قال الخطابي (3): اختلفوا في الروح التي سألوه عنها:
قال بعضهم: الروح هنا جبريل.
وقال بعضهم: ملك من الملائكة بصفة وصفوه عظيم الخلقة.
قال وهب ذهب أكثر أهل التأويل إلى أنهم سألوه عن الروح الذي تكون به الحياة.
وقال أهل النظر (4): إنما سألوه عن كيفية الروح ومسلكه في بدن الإنسان، وكيف امتزاجه بالجسم، واتصال الحياة به، وهذا شيء لا يعلمه إلا الله، نقله البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات (5) " وذكر السهيلي (6) الخلاف بين العلماء في أن النفس هي أو غيرها. انتهى.
(1) في "السنن" رقم (3140) بسند صحيح.
(2)
زيادة من (أ).
(3)
في "أعلام الحديث"(3/ 1873 - 1874).
(4)
قاله الخطاب في "أعلام الحديث"(3/ 1874).
وذكره ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 402).
(5)
(2/ 212/ 213).
(6)
في "الروض الأنف"(2/ 61 - 63).
قلت: وحققنا الحق في المسألة في كتاب "جمع الشتيت (1) "[فقلنا في نظمه (2)].
13 -
وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رضي الله عنه: أَنَّ يَهُودِيَّيْنِ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ نَسْأَلُهُ، قَالَ لَا تَقُلْ لَهُ نَبِيٌّ، فَإِنَّهُ إِنْ سَمِعَهَا كَانَتْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ، فَأَتَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَاهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} [الإسراء: 101] فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلَاّ بِالْحَقِّ، وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى سُلْطَانٍ فَيَقْتُلَهُ، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً، وَلَا تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ، وَعَلَيْكُمُ مَعْشَرَ الْيَهُودَ خَاصَّةً أَنْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ"، فَقَبَّلَا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، قَالَ "فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تُسْلِمَا؟ " قَالَا: إِنَّ دَاوُدَ عليه السلام دَعَا الله تَعَالَى أَنْ لَا يَزَالَ فِي ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ أَسْلَمْنَا أَنْ تَقتُلَنَا الْيَهُودُ. أخرجه الترمذي (3) والنسائي (4). [ضعيف]
"وَالزَّحْفُ" القتال، والمراد به: الجهاد في سبيل الله.
قوله في حديث صفوان بن عسال: "كانت له أربعة أعين".
(1) وهي الرسالة رقم (21) من "عون القدير من فتاوى ورسائل ابن الأمير" جمع الشتيت شرح أبيات التثبيت.
(2)
زيادة من (أ) وما بعدها بياض بمقدار سطر.
(3)
في "السنن" ر قم (2733، 3144).
(4)
في "السنن" رقم (4078).
قلت: وأخرجه أحمد (3/ 21) وابن ماجه رقم (3705) والحاكم (1/ 9) وابن جرير في "جامع البيان"(15/ 103) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(9/ 2851 رقم 16161) والطبراني رقم (7396) وابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 289) وهو حديث ضعيف.
كناية عن شدة السرور؛ لأنه يزداد به قوة البصر حتى كأن كل عين عن عينين، كما أن الحزن ينقص منه البصر بدليل قوله تعالى:{وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ} (1).
قوله: "لا تشركوا بالله شيئاً".
هذا يدل على أنه أريد بالآيات الأحكام العامة للملل [363/ ب] كلها، الثابتة في كل الشرائع سميت بذلك؛ لأنها تدل على حال من يتعاطى متعلقها في الآخرة من السعادة والشقاوة.
وقال في "جامع البيان (2) ": قال بعض المحدثين: لعل ذينك اليهوديين إنما سألا عن العشر الكلمات، فاشتبه على الراوي بالتسع الآيات، فإن هذا الوصايا ليس فيها حجج على
(1) سورة يوسف الآية (84).
(2)
لم أقف عليه في "جامع البيان".
قال ابن كثير في تفسيره (9/ 88 - 89) وهو حديث مشكل، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات بالعشر الكلمات فإنها وصايا في التوراة لا تعلق لها بقيام الحجة على فرعون. والله أعلم.
ثم قال ابن كثير: ولهذا قال موسى لفرعون: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} أي: حججاً وأدلى على صدق ما جئتك به، {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)} أي: هالكاً، قاله مجاهد وقتادة، وقال ابن عباس: ملعوناً، وقال أيضاً هو والضحاك:{مَثْبُورًا (102)} أي: مغلوباً، والهالك - كما قال مجاهد - يشمل هذا كله، قال عبد الله بن الزبعري:
إذْ أُجارِي الشيطان في سَنن الغَيِّ
…
ومَنْ مَالَ مَيْلَهُ مَثْبُورُ
[يعني: هالك] وقرأ بعضهم برفع التاء من قوله: {عَلِمْتَ} وروي ذلك عن علي بن أبي طالب، ولكن قراءة الجمهور بفتح التاء على الخطاب لفرعون، كما قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ =
فرعون، وأي مناسبة بين هذا، وبين إقامة البراهين عليه، ويدل عليه الآي التي بعده:{مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ} [الإسراء: 102].
قوله: "وعليكم معشر اليهود" إلى آخره.
حكم مستأنف زائد على الجواب غير فيه سياق الكلام.
قوله: "أخرجه الترمذي".
قلت: وقال (1): هذا حديث حسن صحيح.
14 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] الآية، قَالَ: نَزَلَتْ وَالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ سَمِعَهُ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ وَمَنْ أنزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ الله تَعَالَى:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} [الإسراء: 110] أَيْ: بِقِرَاءَتَكَ فَيَسْمَعَهَا الْمُشْرِكُونَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلَا
= مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)}.
فهذا كله مما يدل على أن المراد بالتسع الآيات إنما هي ما تقدم ذكره من العصا، واليد، والسنين، ونقص من الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، التي فيها حجج وبراهين على فرعون وقومه، وخوارق ودلائل على صدق موسى ووجود الفاعل المختار الذي أرسله.
وليس المراد منها كما ورد في هذا الحديث؛ فإن هذه الوصايا ليس فيها حجج على فرعون وقومه، وأي مناسبة بين هذا وبين إقامة البراهين على فرعون؟! وما جاء هذا الوهم إلا من قبل عبد الله بن سلمة؛ فإن له بعض ما ينكر، والله أعلم.
ولعل ذينك اليهوديين إنما سألا عن العشر الكلمات فاشتبه على الراوي بالتسع الآيات، فحصل وهم في ذلك، والله أعلم.
(1)
في "السنن"(5/ 306).