المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلا - التحبير لإيضاح معاني التيسير - جـ ٢

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: في أسباب النزول

- ‌(فاتحة الكتاب)

- ‌(سورة البقرة)

- ‌(سورة آل عمران)

- ‌(سورة النساء)

- ‌سورة المائدة

- ‌(سورة الأنعام)

- ‌(سورة الأعراف)

- ‌(سورة الأنفال)

- ‌(سورة براءة)

- ‌(سورة يونس)

- ‌(سورة هود)

- ‌(سورة يوسف)

- ‌(سورة الرعد)

- ‌(سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌(سورة الحجر)

- ‌(سورة النحل)

- ‌(سورة بني إسرائيل)

- ‌(سورة الكهف)

- ‌(سورة مريم)

- ‌(سورة الحج)

- ‌(سورة قد أفلح)

- ‌(سورة النور)

- ‌(سورة الفرقان)

- ‌(سورة الشعراء)

- ‌(سورة النمل)

- ‌(سورة القصص)

- ‌(سورة العنكبوت)

- ‌(سورة الروم)

- ‌(سورة لقمان عليه السلام

- ‌(سورة السجدة)

- ‌(سورة الأحزاب)

- ‌(سورة سبأ)

- ‌(سورة فاطر)

- ‌(سورة يس)

- ‌(سورة الصافات)

- ‌(سورة ص)

- ‌(سورة الزمر)

- ‌(سورة حم المؤمن)

- ‌(سورة حم السجدة

- ‌(سورة حم عسق

- ‌(سورة الزخرف)

- ‌(سورة الدخان)

- ‌(سورة حم الأحقاف)

- ‌(سورة الفتح)

- ‌(سورة الحجرات)

- ‌(سورة ق)

- ‌(سورة والذاريات)

- ‌(سورة والطور)

- ‌(سورة النجم)

- ‌(سورة القمر)

- ‌(سورة الواقعة)

- ‌(سورة الحديد)

- ‌(سورة المجادلة)

- ‌(سورة الحشر)

- ‌(سورة الممتحنة)

- ‌(سورة الصف)

- ‌(سورة الجمعة)

- ‌(سورة المنافقين)

- ‌(سورة التغابن)

- ‌(سورة الطلاق)

- ‌(سورة التحريم)

- ‌(سورة الملك)

- ‌(سورة "ن

- ‌(سورة نوح عليه السلام

- ‌(سورة الجن)

- ‌(سورة المزمل)

- ‌(سورة المدثر)

- ‌(سورة القيامة)

- ‌(سورة والمرسلات)

- ‌(سورة عم)

- ‌(سورة كورت)

- ‌(سورة المطففين)

- ‌(سورة انشقت)

- ‌(سورة سبح [اسم ربك الأعلى

- ‌(سورة الفجر)

- ‌(سورة الشمس)

- ‌(سورة الليل)

- ‌(سورة والضحى)

- ‌(سورة اقرأ)

- ‌(سورة القدر)

- ‌(سورة الزلزلة)

- ‌(سورة التكاثر)

- ‌(سورة أرأيت)

- ‌(سورة الكوثر)

- ‌(سورة النصر)

- ‌(سورة الإخلاص)

- ‌(سورة المعوذتين)

- ‌كتاب: تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: (في التلاوة)

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌[الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌[الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌كتاب: تأليف القرآن [وترتيبه وجمعه

- ‌كتاب: التوبة

- ‌كتاب: تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌كتاب: التفليس

- ‌كتاب: [تمني الموت

- ‌حرف الثاء [

- ‌[كتاب: الثناء والشكر]

الفصل: ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلا

قال السيوطي (1): اختلف في المراد بها على نحو أربعين قولاً بسطتها في الإتقان (2) وأقربها قولان:

أحدهما: أن المراد سبع لغات، وعليه أبو عبيد، وثعلب، والأزهري وآخرون، وصححه ابن عطية، والبيهقي.

والثاني: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة الألفاظ [المختلفة](3) نحو: أقبل وتعال وهلم وعجل وأسرع، وعليه سفيان بن عيينة وخلائق، ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء.

والمختار أن هذا الحديث من المشكل الذي لا يُدري معناه كمتشابه القرآن والحديث، وعليه ابن سعدان النحوي، انتهى.

قوله: "أن أساوره (4) "[458/ ب] بالسين المهملة، أي: أن آخذ برأسه.

قوله: "فتربصت" في البخاري (5): "فتصبرت" وفي رواية مالك (6): "ثم أمهلته"[133/ أ].

‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

1 -

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ -وَأُراهُ قَالَ - وَعُثْمَانَ رضي الله عنهم كَانُوا يَقْرَءُونَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4] بِالْأَلِفْ.

(1) انظر: "فتح الباري"(9/ 27 - 31).

(2)

"الإتقان في علوم القرآن"(1/ 250 - 254).

(3)

في (أ) مختلفة المعاني.

(4)

انظر: "النهاية في غريب الحديث"(1/ 823).

(5)

في صحيحه رقم (4992).

(6)

في "الموطأ"(1/ 201).

ص: 487

أخرجه أبو داود (1) والترمذي (2). [إسناده ضعيف]

وزاد أبو داود: وَأَوَّلُ (3) مَنْ قَرَأَ (مَلِكِ) مَرْوَان.

قوله: "عن أنس" إلى قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال (4): هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الزهري عن أنس بن مالك، إلا من حديث هذا الشيخ أيوب بن سويد المؤمل، قال (5): وقد روى بعض أصحاب الزهري

(1) في "السنن" رقم (4000).

(2)

في "السنن" رقم (2928) بإسناد ضعيف.

(3)

قال ابن كثير في تفسيره (1/ 211) قرأ بعض القراء (مالك) وقرأ آخرون (مَلِك)، وكلاهما صحيح متواتر في السبع.

ثم قال: وقد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئاً غريباً حيث قال: حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرميُّ، حدثنا عبد الوهاب، عن عدي بن الفضل، عن أبي المطرف، عن ابن شهاب، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، وابنه يزيد بن معاوية، كانوا يقرءون:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4] قال ابن شهاب: وأول من أحدث (ملك) مروان.

قال ابن كثير: مروان عنده علم بصحة ما قرأه، لم يطلع عليه ابن شهاب.

وقد أخرج ابن أبي داود في المصاحف (ص 94) عن هشام بن يونس، عن حفص - يعني: ابن غياث - عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} فقطعها وقرأ: (ملك يوم الدين) وروى نحوه (ص 94) عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج الحاكم في "المستدرك"(2/ 232) من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة أنها كانت تقرأ:(مَلِك يوم الدين)، انظر:"معجم القراءات"(1/ 8 - 10)، "جامع البيان"(1/ 154 - 156)، "النشر"(1/ 271).

(4)

في "السنن"(5/ 186).

(5)

أي: الترمذي في "السنن"(5/ 186).

ص: 488

هذا الحديث عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرءون: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4] وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا (1) يقرءون:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 4] انتهى بلفظه.

وفي التقريب (2): أن أيوب بن سويد صدوق يخطئ. انتهى.

2 -

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل لبني إسرائيل: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} [البقرة: 58] " يعني: بالتاء المثناة فوق (3). [صحيح]

3 -

وَعَنْ جَابِر رضي الله عنه أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] بِكَسْرِ الْخَاء" (4). [إسناده حسن]

4 -

وَعَنْ زَيْد بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ: (غيرَ أولي الضرر) [النساء: 95] بِنَصْبِ الرَّاءِ"(5). أخرج الثلاثة أبو داود. [حسن]

(1) انظر: "جامع البيان"(1/ 151 - 152).

(2)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (4006) بسند حسن، وانظر "النشر"(2/ 215)"الكشف عن وجوه القراءات"(1/ 243)، "المحرر الوجيز"(1/ 308).

(3)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (3969).

قلت: وأخرجه مسلم رقم (1218) والترمذي رقم (856) وابن ماجه رقم (2960)، والنسائي رقم (2961 - 2963)، وانظر:"فتح الباري"(8/ 128)"الكشف عن وجوه القراءات"(1/ 264)"الجامع لأحكام القرآن"(2/ 111).

(4)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (2507)(3975) بسند حسن.

انظر: "الجامع لأحكام القرآن"(5/ 343)، "معاني الفراء"(1/ 284)"معجم القراءات"(1/ 135).

(5)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (3975) بسند حسن.

ص: 489

5 -

وَعَنْ مَعاَذ بْنِ جَبَل رضي الله عنه "أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ: هَلْ تَسْتَطِيْعُ رَبَّكَ" أخرجه الترمذي (1). [ضعيف]

قوله في حديث معاذ أنه: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال (2): هذا حديث غريب ولا نعرفه إلا من حديث رشدين وليس إسناده بالقوي ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن أنعم الإفريقي يضعفان في الحديث.

6 -

وَعَن ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنهما: "أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ: (والعينُ بالعين) [المائدة: 45] بِالرَّفْعِ في الْأُوْلَى" أخرجه أبو داود (3) والترمذي (4). [ضعيف]

(1) في "السنن" رقم (2930) وهو حديث ضعيف.

قراءة الجمهور: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} [المائدة: 112] بالياء، وضم الباء، ورجح الطبري هذه القراءة.

وقرأ الكسائي، وعلي، ومعاذ بن جبل، وابن عباس، والأعمش، ومجاهد، وابن جبير، وعائشة، وجماعة من الصحابة والتابعين:(هل تستطيع ربك) بالتاء، ونصب الباء، وهي خطاب لعيسى، أي:(هل تستطيع) سؤال ربك، وهو على التعظيم.

انظر: "الكشف عن وجوه القراءات"(1/ 422)"الجامع لأحكام القرآن"(6/ 264)"معاني الفراء"(2/ 352)، "جامع البيان"(9/ 118).

(2)

في "السنن"(5/ 186).

(3)

في "السنن" رقم (3976).

(4)

في "السنن" رقم (2929) وهو حديث ضعيف.

قرأ الكسائي وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو عبيد: "والعينُ

والأنفُ

والأذن

" برفع العين وما بعدها، والواو عطفت جملاً اسمية على أن واسمها باعتبار المعنى، والمحل مرفوع.

انظر: "مشكل إعراب القرآن"(1/ 231)، "جامع الأحكام"(6/ 193)"روح المعاني"(6/ 147)"الكشف عن وجوه القراءات"(1/ 424). =

ص: 490

7 -

وعن أبي بن كعب رضي الله عنه "أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا) بِالتَّاء". أخرجه أبو داود (1). [شاذ مرفوعاً، حسن موقوفًا]

8 -

وَعَنْ أَسْماء بِنْت (2) يَزِيْد وَأُمَّ سَلَمَةَ رضي الله عنها "أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ". أخرجه أبو داود (3) والترمذي. [حسن]

= وقرأ نافع، وحمزة، وعاصم، وخلف، ويعقوب، والأعمش: "والعينَ

والأنفَ

والأذنَ .. والسنَّ

والجروحَ

" بالنصب في العين وما بعدها من المعاطيف على التشريك في عمل "إن" النصب، وخبر "إن" هو المجرور.

والجروح خبر "قصاص" وهو من عطف الجمل، عطف الاسم على الاسم، والخبر على الخبر، مثل قوله: إن زيداً قائم، وعمراً قاعدٌ. انظر:"معجم القراءات"(2/ 279)، "روح المعاني"(6/ 147).

(1)

في "السنن" رقم (3981) وهو شاذ مرفوعاً، حسن موقوفاً.

قراءة الجمهور: "فليفرحوا" بالياء أمراً للغائب، وهي رواية عن ابن عامر.

انظر: "روح المعاني"(11/ 141)"الكشف عن وجوه القراءات"(1/ 520)، "الجامع لأحكام القرآن"(8/ 354).

(2)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (3982) وهو حديث صحيح.

(3)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (3983) والترمذي في "السنن" رقم (2931، 2932) وهو حديث حسن.

قرأ الكسائي، ويعقوب، وسهل، وعلي، وأنس، وابن عباس، وعروة، وعكرمة، وعائشة، وأم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم:" (إنه عَمِلَ غير صالح) ".

وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وابن مسعود، والشعبي، والحسن، وأبو جعفر، وشيبة، والأعمش، وابن سيرين:{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46]، جعله نفسه العمل مبالغة في دقه، ورجح الطبري هذه القراءة، وقال الفراء:"وعامة القراء عليه". =

ص: 491

9 -

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٌ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَرَأَ (هِيْتَ لَكَ)؛ و: (بَلْ عَجِبْتُ ويَسْخَرُونَ)، يَعْنِي: بِالرَّفْعِ. أخرجه البخاري وأبو داود (1). [صحيح]

قوله في حديث ابن مسعود: "بل عجبتُ" إلى قوله: "بالرفع" قرأ حمزة والكسائي بضم التاء وهي قراءة (2)[459/ ب] ابن مسعود وابن عباس.

= انظر: "جامع البيان"(12/ 433)"الكشف عن وجوه القراءات"(1/ 503)"روح المعاني"(1/ 69)"معاني الفراء"(2/ 17).

(1)

أخرجه البخاري في صحيحه رقم (4692) وأبو داود رقم (4005).

(2)

أخرجه البخاري في صحيحه رقم (4692).

قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر:(عجبت) بتاء الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم. والمعنى: عجبت من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة، وهم يسخرون منك ومن تعجبك، وقرأ حمزة، والكسائي، وابن سعدان، وابن مقسم، وأبو بكر، وطلحة، وابن أبي ليلى، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود النخعي، وابن وثاب، والسلمي، وخلف، وطلحة، وسفيان، والأعمش، وابن عباس، وأبو عبيد وغيرهم (عجبتُ) بالضم.

وقال الفراء في "معاني القرآن"(2/ 384) قرأها الناس بنصب التاء، ورفعها أحب إلي؛ لأنها قراءة علي، وابن مسعود، وعبد الله بن عباس.

انظر: "الجامع" لأحكام القرآن" (15/ 69) "روح المعاني" (23/ 76)، "الكشف عن وجوه القراءات" (2/ 223) "جامع البيان" (19/ 513 - 514).

قال ابن جرير في "جامع البيان"(19/ 503 - 514):

"قوله: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)} [الصافات: 12] اختلف القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الكوفة:(بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ) بضم التاء من {عَجِبْتَ} بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة، وبعض قراء الكوفة:{بَلْ عَجِبْتَ} بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن. =

ص: 492

والعجب من الله ليس كالتعجب من الآدميين كما قال تعالى: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [التوبة: 79] وقال: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] فالعجب من الآدميين إكباره وتعظيمه، والعجب (1) من الله فيكون بمعنى الإنكار والذم، وقد يكون بمعنى الاستحسان

= والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ؛ فمصيب.

فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟! قيل: إنها وإن اختلف معنياهما؛ فكل واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسخر المشركون بما قالوه" اهـ

وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة في كتابه "حجة القراءات"(ص 606) "قرأ حمزة والكسائي: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)} [الصافات: 12]، بضم التاء، وقرأ الباقون بفتح التاء

"، ثم قال: قال أبو عبيد قوله: {بَلْ عَجِبْتَ}؛ بالنصب: بل عجبت يا محمد من جهلهم وتكذيبهم وهم يسخرون منك، ومن قرأ: {عَجِبْتَ} فهو إخبار عن الله عز وجل" اهـ.

وقد صحت القراءة بالضم عن ابن مسعود رضي الله عنه.

(1)

العجب: صفة من صفات الله عز وجل الفعلية الخبرية الثابتة له بالكتاب والسنة.

الدليل من الكتاب:

قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)} وقد تقدم شرحها.

قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد: 5].

نقل ابن جرير في تفسير هذه الآية بإسناده إلى قتادة قوله: "قوله: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} إن عجبت يا محمَّد؛ فعجب: {قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} عجب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت. =

ص: 493

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال ابن زنجلة في "حجة القراءات"(ص 607) بعد ذكر قراءة {بَلْ عَجِبْتَ} بالضم، قال أبو عبيد: والشاهد لها مع هذه الأخبار قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} فأخبر جل جلاله أنه عجيب.

الدليل من السنة:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لقد عجب الله عز وجل أو ضحك - من فلان وفلانة" رواه البخاري (4889)، ومسلم (2054) بلفظ:"قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة".

حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل". رواه البخاري. (3010).

روى الحاكم في "المستدرك"(2/ 430) ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات"(2/ 225)؛ بسند صحيح، عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة؛ قال:"قرأ عبد الله - يعني: ابن مسعود رضي الله عنه: (بل عجبتُ ويسخرون)؛ قال شريح: إن الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم، قال الأعمش: فذكرت لإبراهيم، فقال: إن شريحاً كان يعجبه رأيه، إن عبد الله كان أعلم من شريح، وكان عبد الله يقرأها: (بل عجبتُ)، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

قال أبو يعلى الفراء في "إبطال التأويلات"(ص 245) بعد أن ذكر ثلاثة أحاديث في إثبات صفة العجب: "اعلم أن الكلام في هذا الحديث - يعني: الثالث - كالكلام في الذي قبله، وأنه لا يمتنع إطلاق ذلك عليه وحمله على ظاهره؛ إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأنا لا نثبت عجباً هو تعظيم لأمر دهمه استعظمه لم يكن عمالاً به؛ لأنه مما لا يليق بصفاته بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من صفاته".

وقال قوام السنة الأصبهاني في "الحجة"(2/ 457): "وقال قوم: لا يوصف الله بأنه يعجب؛ لأن العجب ممن يعلم ما لم يكن يعلم، واحتج مثبت هذه الصفة بالحديث، وبقراءة أهل الكوفة:(بل عجبتُ ويسخرون) على أنه إخبار من الله عز وجل عن نفسه).

وقال ابن أبي عاصم في "السنة"(1/ 249): "باب: في تعجب ربنا من بعض ما يصنع عباده مما يتقرب به إليه" ثم سرد جملة من الأحاديث التي تثبت هذه الصفة لله عز وجل.

انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإِسلام ابن تيمية (4/ 181، 6/ 123 و124).

ص: 494

والرضا كما جاء في الحديث: "عجب ربكم من شاب ليست له صبوة (1) "، وسئل الجنيد عن هذه الآية فقال: إن الله لا يعجب من شيء، ولكن الله وافق رسوله لما عجب فقال:{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5] أي: هو كما تقوله، أفاده البغوي (2).

قوله في حديث أسماء بنت يزيد: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال (3): هذا حديث غريب قد رواه غير واحد عن ثابت البناني، وقد روي هذا الحديث أيضاً عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، وسمعت عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أم سلمة الأنصارية.

قال أبو عيسى (4): كلا [الحديثين](5) عندي واحد، وقد روى شهر بن حوشب غير حديث عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد روى عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا. انتهى.

10 -

وَعَنْ أُبَيّ بْنِ كَعْب رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: (قد بلغت من لدني عذرا) [الكهف: 76] مُثَقّلَةً"(6). [صحيح]

(1) أخرجه أحمد (4/ 151) والطبراني في "الكبير"(رقم 853) وأبو يعلى في مسنده رقم (1749) وابن أبي عاصم في السنة رقم (571) وابن عدي في "الكامل"(4/ 1465، 1466) والقضاعي في "مسند الشهاب" رقم (576) من طرق، وهو حديث حسن لغيره.

(2)

في "معالم التنزيل"(7/ 36).

(3)

أي: الترمذي في "السنن"(5/ 187).

(4)

في "السنن"(5/ 187).

(5)

في (أ. ب) الحديث، وما أثبتناه من "سنن الترمذي"(5/ 187).

(6)

أخرجه أبو داود رقم (3985) والترمذي رقم (2933) وهو حديث صحيح. =

ص: 495

قوله في حديث أبي بن كعب: "أخرجه أبو داود والترمذي".

قلت: وقال (1): هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأمية بن خالد ثقة، وأبو الجارية العبدي شيخ مجهول [و](2) لا نعرف اسمه، انتهى كلامه.

وأبو الجارية أحد رواته ففيه مجهول.

11 -

وَعَنْهُ رضي الله عنه: "أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: فِي عَيْنٍ حَمِيْئَةٍ"(3). [صحيح موقوف]

قوله: "وعنه" أي: أبي بن كعب.

وقوله: "أخرجهما أبو داود والترمذي".

قلت: وقال (4): هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والصحيح ما روي عن ابن عباس قراءته، ويروى أن ابن عباس وعمرو بن العاص اختلفا في قراءة هذه الآية، وارتفعا إلى كعب الأحبار في ذلك، فلو كانت عنده رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لاستغنى [460/ ب] بروايته ولم يحتج إلى كعب. انتهى.

= انظر: "الكشف عن وجوه القراءات"(2/ 69)، "روح المعاني"(16/ 2)"الجامع لأحكام القرآن"(11/ 23).

(1)

في "السنن"(5/ 188).

(2)

زيادة من (أ).

(3)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (3986) والترمذي رقم (2934) وهو صحيح موقوفاً على ابن عباس.

انظر: "الجامع لأحكام القرآن"(11/ 49)"النشر"(2/ 314)"روح المعاني"(16/ 31)"الكشف عن وجوه القراءات"(2/ 73).

(4)

في "السنن"(5/ 188).

ص: 496

12 -

وَعَنْ عُمْرَان بْنِ الْحُصَيْن رضي الله عنهما: "أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: 2] " أخرجه الترمذي (1). [صحيح]

قوله: في رواية عمران بن الحصين: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال (2): هذا حديث حسن، وهكذا روى الحكم بن عبد الملك عن قتادة، ولا نعرف لقتادة سماعاً من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أنس وأبي الطفيل، وهذا عندي مختصراً لما يروى عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} [النساء: 1]

الحديث بطوله، وحديث الحكم بن عبد الملك عندي مختصر من هذا الحديث. انتهى كلامه. وقد ساق الحديث عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن عمران بن حصين، ثم ذكر ما تراه من أن قتادة لم يسمع من عمران بن الحصين فهو منقطع.

13 -

وَعَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [النور: 1] يَعْنِي: مُخَفَّفَةُ الرَّاء" أخرجه أبو داود (3). [صحيح]

(1) في "السنن" رقم (2941) وهو حديث صحيح.

انظر: "معاني القرآن" للفراء (2/ 214)، "فتح الباري"(8/ 335)"الجامع لأحكام القرآن"(12/ 5)، "الكشف عن وجوه القراءات"(2/ 116)، "روح المعاني"(17/ 113).

(2)

في "السنن"(5/ 192).

(3)

في "السنن" رقم (4008) وهو حديث صحيح.

قرأ نافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم، والأعمش، وابن أبي عبلة والسلمي، وابن مسعود، والحسن، وعكرمة، والضحاك، والزهري، وأبو جعفر، وابن يعمر "وفرضناها" مخففة الراء والمعنى: جعلناها واجبة مقطوعاً بها. =

ص: 497

14 -

وَعَنْهَا رضي الله عنها: أَنَّهَا كَانَتْ تَقَرَأُ: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} [النور: 15] وَتَقُوْلُ: الْولْقُ الْكَذبُ. أخرجه البخاري (1). [صحيح]

قوله في حديث عائشة (2) أنها قرأت: {تَلِقَّوْنَهُ} أي: بكسر اللام وتخفيف القاف من الولْق، بسكون اللام، وهو الكذب، وبفتحها أيضاً، والقراءة (3) المشهورة {تَلَقَّوْنَهُ} أي: يرويه بعضكم عن بعض من التلقي للشيء، وهو أخذه وقبوله.

15 -

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أنَّهُ قَرَأَ عَلَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: {مِنْ ضَعْفٍ} [الروم: 54]، فَقَالَ:(من ضُعف). أخرجه أبو داود (4) والترمذي (5). [حسن]

= وقرأ أبو عمر، وعبد الله بن مسعود، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد، وقتادة وابن محيصن اليزيدي، "وفرّضناها" بالتشديد على أنه تكثير من الفرائض، أو على تأكيد إيجاب العمل بما فيها.

انظر: "الكشف عن وجوه القراءات"(2/ 132)، "روح المعاني"(18/ 75)"الجامع لأحكام القرآن"(12/ 158).

(1)

في صحيحه رقم (4752).

(2)

انظر: "روح المعاني"(18/ 119)"الجامع لأحكام القرآن"(12/ 204)، "فتح الباري"(8/ 483 - 484)، "زاد المسير"(6/ 21).

(3)

انظر: "النشر"(2/ 2 - 3)"المحرر الوجيز"(1/ 461)، "الجامع لأحكام القرآن"(12/ 204).

(4)

في "السنن" رقم (3978).

(5)

في "السنن" رقم (2936)، وهو حديث حسن.

قرأ أبو بكر وحفص بخلف عنه، عن عاصم، وحمزة، والأعمش، وعبد الله بن مسعود، وأبو رجاء "ضَعْف" بفتح الضاد في الثلاثة.

وهي لغة تميم [من ضعفٍ

من بعد ضعفٍ

ضَعفاً]، وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائي، وحفص، في اختياره لا عن عاصم، وعيسى بن عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، والجحدري، والضحاك، وأبو عبد الرحمن، وخلف "ضُعْفٍ" بضم الضاد في الثلاثة، وهي لغة قريش. =

ص: 498

قوله في حديث ابن عمر أنه قرأ عليه صلى الله عليه وسلم: {مِنْ ضَعْفٍ} أي: بفتح الضاد، فرد صلى الله عليه وسلم[عليه](1) بضمها.

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: وأخرجه (2) من طريق أخرى، ثم قال (3): هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق. انتهى.

وفي التقريب (4): فضيل بن مرزوق صدوق يهم. انتهى.

16 -

وَعَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ} [الزخرف: 77]، قَالَ أَبُو دَاوُد: يَعْنِي بَلَا تَرْخِيمٍ، قَالَ سُفْيَانَ: في قِرَاءَةِ عبد الله: (وَنَادُوْا يَا مَالٍ) مرخماً. أخرجه الأربعة (5) إلا النسائي. [صحيح]

17 -

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: أَقْرَأْنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)(6). [صحيح]

= انظر: "روح المعاني"(21/ 58 - 59)"الجامع لأحكام القرآن (14/ 46) "الكشف عن وجوه القراءات" (2/ 186).

(1)

زيادة من (أ).

(2)

في "السنن" رقم (2936 م).

(3)

في "السنن"(5/ 189).

(4)

(2/ 113 رقم 73).

(5)

أخرجه البخاري رقم (3230) ومسلم رقم (871) وأبو داود رقم (3992) والترمذي رقم (508). انظر: "روح المعاني"(25/ 102)"الجامع لأحكام القرآن"(16/ 116)"فتح الباري"(8/ 437)"فتح القدير"(4/ 565).

(6)

أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (3993) والترمذي رقم (2940) وهو حديث صحيح.

ص: 499

18 -

وَعَنْ عَائِشَةُ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: (فَرُوْحٌ وَرَيْحَانٌ)(1) ". أخرجهما أبو داود والترمذي، وصحح الأول. [صحيح]

قوله: "وصحح الأول".

قلت: قال (2): حسن صحيح، وقال (3) في الثاني: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور. انتهى.

قلت: في التقريب (4): هارون بن موسى الأزدي العتكي مولاهم الأعور النحوي البصري، ثقة مقرئ، إلا أنه رمي بالقدر. انتهى.

19 -

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: (مذكر) فَرَدَّهَا عَلَيَّ: {مُدَّكِرٍ (15)} بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ أخرجه الخمسة (5) إلا النسائي. [صحيح]

(1) أخرجه أبو داود رقم (3991) والترمذي رقم (2938) وهو حديث صحيح.

قرأ الجمهور: "فَرَوحٌ" بفتح الراء، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وابن عباس، وابن يعمر، والحسن، وقتادة، ونوح القارئ، والضحاك، والأشهب العقيلي، وشعيب بن الحجاب، وسليمان التميمي وغيرهم، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق، وابن أبي سريج، عن الكسائي "فَرُوح" بضم الراء.

انظر: "روح المعاني"(27/ 160) تأويل مشكل القرآن (ص 487 - 488)، "الجامع لأحكام القرآن"(17/ 232)، "النشر"(2/ 92)، "زاد المسير"(8/ 156 - 157).

(2)

في "السنن"(5/ 192).

(3)

في "السنن"(5/ 190).

(4)

(2/ 313 رقم 39).

(5)

أخرجه البخاري رقم (3341) ومسلم رقم (281/ 823)، وأبو داود رقم (3994)، والترمذي رقم (2937).

انظر: "معاني القرآن" للفراء (3/ 107)، "روح المعاني"(27/ 83)، "معجم القراءات"(9/ 224 - 225).

ص: 500

قوله في حديث ابن مسعود [134/ أ][461/ ب]: "أخرجه الأربعة".

قلت: لفظ الترمذي (1) أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مدكر. انتهى. وليس فيه أنه قرأ ابن مسعود فرد عليه.

20 -

وَعَنِ ابْنِ شَهابٍ: أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَقْرَأُ: (إِذَا نُودِيَ لِلصلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ الله). أخرجه مالك (2). [موقوف صحيح]

21 -

وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: "إِنَّ الله أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ"، فَقَرَأَ عَلَيْهِ:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] وَقَرَأَ فِيهَا: "إِنَّ الدِّينِ عِنْدَ الله الْحَنِيفِيَّةُ الْمُسْلِمَةُ لَا الْيَهُودِيَّةُ وَلَا الْمَجُوسِيَّةُ، وَمَنْ يَعْمَلْ خَيْرًا فَلَنْ يُكْفَرَهُ". وَقَرَأَ عَلَيْهِ: "لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ كَانَ لَهُ ثَانِيًا لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَاّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ الله عَلَى مَنْ تَابَ". أخرجه الترمذي (3) وصححه. [إسناده حسن]

(1) في "السنن"(5/ 190 رقم 2937).

(2)

في "الموطأ"(1/ 106 رقم 13) وهو موقوف صحيح.

قرأ الجمهور "فاسعوا" من السعي.

وقرأ علي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وابن عمر، وابن الزبير، وأبو العالية، والسلمي، ومسروق، وطاوس، وسالم بن عبد الله، وطلحة بخلاف، وابن شهاب، وابن شنبوذ "فامضوا".

قال أبو حيان في "البحر المحيط"(8/ 268) "وينبغي أن يحمل على التفسير من حيث إنه لا يراد بالسعي هنا الإسراع في المشي، ففسَّروه بالمضي، ولا يكون قرآناً لمخالفته سواد ما أجمع عليه المسلمون.

انظر: "زاد المسير"(8/ 264)، "روح المعاني"(28/ 102)، "معاني الفراء"(3/ 156)، "الجامع لأحكام القرآن"(18/ 102).

(3)

في "السنن" رقم (3898) بسند حسن. =

ص: 501

قوله في حديث أبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك".

توهم كثير من الناظرين أن المراد أن آخذ عنك قراءة السورة كأخذ التلميذ على شيخه، وليس هذا بمراد، بل المراد أن أملي عليك هذه السورة تسمعها مني كما كان صلى الله عليه وسلم يقرأ على أصحابه، أي: يقرئهم، وإنما خص أُبيا بأن الله أمره أن يملي عليه السورة بخصوصه فضيلة لأُبي، ولذا بكى وقال: وسماني الله، ففي رواية أقرائه الشيخين (1) وغيرهما (2) أنه قال أُبي: وسماني ربك. قال: "نعم" فبكى.

وفي تفسيره بأن يتلمذ له تفسير بالعرف الطارئ على الناس أنه يقال [قرأ](3) عليه إذا تتلمذ له وأخذ عنه، وفي حواشي التيسير نقلاً على هذا التفسير العرفي واستنباطات غير صحيحة.

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: لم يخرجه هنا في القراءات، بل أخرجه في مناقب (4) أبي بن كعب، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير هذا الوجه، رواه عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن"،

= قلت: وأخرجه أحمد (5/ 132)، والطيالسي رقم (539)، والشاشي رقم (1484، 1485، 1486، 1487)، والحاكم (2/ 224)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 187)، والضياء في "المختارة" رقم (1162).

(1)

أخرجه البخاري في صحيحه رقم (3809، 4959) ومسلم رقم (246/ 799).

(2)

كأحمد في "المسند"(3/ 130) والترمذي رقم (3792) وأبو يعلى في مسنده رقم (2995)، والبغوي في "معالم التنزيل"(4/ 54).

(3)

في (ب) اقرأ.

(4)

في "السنن"(5/ 711).

ص: 502

وقد روى قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبي: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن". انتهى كلامه.

ومما يدل على أن المراد بأن يقرأ عليه هو ما فسرناه به، ما أخرجه أحمد (1) وغيره (2) عن [أبي] (3) حبَّة البدري أنه قال جبريل لما نزلت:{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] إلى آخرها: يا رسول الله! إن ربك يأمرك أن تقرئها أُبياً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم[462/ ب] لأُبي: إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة، قال أُبي: قد ذكرت ثمة، قال: نعم، فبكى.

وما أخرجه أحمد (4) عن أُبي بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك" فقرأ علي: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] السورة.

وأخرج ابن مردويه (5) عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا أبي! إني أمرت أن أقرئك سورة فأقرئنيها".

قوله: "ولو أن لابن آدم وادياً

" إلى آخره، كان أبي يرى أنه من القرآن كما أخرجه أحمد (6) عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى عمر يسأله، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة، وإلى رجليه أخرى، هل يرى عليه من البؤس ثم قال عمر: كم مالك؟ قال: أربعون من الإبل، قال ابن عباس: قلت: صدق الله ورسوله، لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث، ولا

(1) في "المسند"(3/ 489).

(2)

كالطبراني في "الكبير"(ج 22 رقم 823)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(10/ 520)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" رقم (1965)، وهو حديث صحيح لغيره.

(3)

زيادة من (أ).

(4)

في "المسند"(5/ 132) وقد تقدم تخريجه.

(5)

عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 586 - 587).

(6)

في "المسند"(5/ 118)، بإسناد صحيح.

ص: 503

يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب، فقال: ما هذا؟ قال: هكذا أقرأني أبي، قال: فمرّ بن إليه، فجاء إلى أبي، فقال: ما يقول هذا؟ قال أبي: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [أفأثبتها](1) في المصحف؟ قال: نعم، إلا أنه قد ورد عن ابن عباس (2) ما يدل على تشكك أُبي في أنها آية.

فأخرج ابن الضريس (3) عن ابن عباس قال: قلت: يا أمير المؤمنين! إن أبياً يزعم أنك تركت آية من كتاب الله لم تكتبها، قال: والله لأسألن أبياً، فإن أنكر لتكذبن، فلما صلى صلاة الغداة، غدا على أُبي فأذن له وطرح له وسادة وقال: يزعم هذا أنك تزعم أني تركت آية من كتاب الله لم أكتبها، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب" قال: أنكتبها؟ قال: لا أنهاك، قال: فكأن أبياً شك، أقول: أحديث أم قرآن (4) منزل. [463/ ب]

(1) في (ب) فأثبتها.

(2)

أخرجه أحمد في "المسند"(5/ 118)، والضياء في "المختارة" رقم (1206)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 9 - 91)، وهو حديث صحيح.

(3)

عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(8/ 587).

(4)

قال الحافظ في "الفتح"(11/ 257 - 258) "

وهذا يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به عن الله تعالى على أنه من القرآن، ويحتمل أن يكون من الأحاديث القدسية، والله أعلم، وعلى الأول فهو مما نسخت تلاوته جزماً، وإن كان حكمه مستمراً .... ".

ص: 504