الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سورة يس)
1 -
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لِكُلِّ شيْءٍ قَلْبٍ وَقَلْبُ الْقُرآنِ يس؛ وَمَنْ قَرَأَهَا كَتَبَ تَعَالَى لهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ [دُوْنَ يَس] (1) ". أخرجه الترمذي (2). [موضوع]
قوله في حديث أنس: "لكل شيء قلب": قلب كل شيء لبه وخالصه.
قوله: "أخرجه الترمذي":
قلت: وقال (3): حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وبالبصرة لا يعرفونه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه.
وهارون بن محمد شيخ مجهول. انتهى. ويريد بهارون أحد رواته فإنه ساقه عنه.
2 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ بَنُو سَلِمَةَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَرَادُوا النُّقْلَةَ إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} (4) فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ آثَارَكُمْ تُكْتَبُ" فَلَمْ يَنْتَقِلُوا.
(1)
كذا في المخطوط، والذي في "جامع الأصول"(8/ 481) زاد في رواية دون يس.
(2)
في "السنن" رقم (2887)، وهو حديث موضوع.
قلت: وأخرجه ابن كثير في "تفسيره"(11/ 342) والدارمي في "فضائل القرآن" رقم (3419).
(3)
في "السنن" رقم (5/ 162) وفيه: هذا حديث غريب ..
(4)
سورة يس آية: (12).
أخرجه الترمذي (1). [صحيح]
قوله: "كانت بنو سلمة": هم بطن كبير من الخزرج، وكانت منازلهم بسلع بينه وبين المسجد قدر ميل.
قوله: "أخرجه الترمذي":
قلت: وقال (2): هذا حديث حسن غريب من حديث الثوري، وأبو سفيان هو طريف السعدي. انتهى. يريد بأبي سفيان أحد رواته.
قال الحافظ في "التقريب"(3): طريف بن شهاب أو ابن سعد السعدي الأشل بالمعجمة، ويقال له: الأعسم بمهملتين، ضعيف.
3 -
وَعَن ابْنِ عبَّاس رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ بِمَدِينةِ أنْطَاكِيَّة فِرْعَونٌ مِنَ الفَرَاعِنةِ، فَبَعَثَ الله تَعالَى إليهم المرسلين، وهُمْ ثلاثةٌ قَدمَ اثنينِ فكذبُوهمَا فقوَّاهم بثالثٍ، فَلَمَّا دَعتْه الرسلُ وَصَدَعَتَ بالذي أمِرت به، وعَابَتْ دينهُ. قال لهم: إنا تطيرنا بكُم. قَالَوا طائركم معكم: أي: مصائبكم (4).
(1) في "السنن" رقم (3226).
وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(19/ 410) وعبد الرزاق في مصنفه رقم (1982) والواحدي في أسباب النزول (ص 274) والحاكم (2/ 428) والبيهقي في "الشعب" رقم (2890) وفي "السنن الكبرى"(10/ 78)، وهو حديث صحيح.
(2)
في "السنن" رقم (5/ 364).
(3)
(1/ 377 رقم 19).
(4)
أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(19/ 414) عن ابن عباس، وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبه قال: كان بمدينة أنطاكية فرعون من الفراعنة
…
".
4 -
وَعَنْه (1) رضي الله عنه فِي قوله تَعَالَى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} إلى قوله: {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)} (2) قال: نَصَح قَومَه حيَّاً وَميَّتَاً. أخرجهما رزين.
قوله: "أخرجهما رزين":
قلت: لم أجدهما في "الدر المنثور"(3) بل الروايات فيه المرسل لهما (4) عيسى [398/ ب]).
(1) أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير القرآن العظيم"(11/ 355).
(2)
سورة يس آية: (20 - 27).
(3)
(7/ 48 - 52).
(4)
قال ابن كثير في "تفسيره"(11/ 357 - 358).
قال المفسرون: بعث الله إليهم جبريل عليه السلام فأخذ بعضادتي باب بلدهم، ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون عن آخرهم، لم تبق فيهم روح تردد في جسد.
وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية، وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلاً من عند المسيح عليه السلام؛ كما نص عليه قتادة وغيره، وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره، وفي ذلك نظر من وجوه:
أحدهما: أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل، لا من جهة المسيح، كما قال تعالى:{إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)} إلى أن قالوا: {رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)} [يس: 14 - 17]، ولو كان هؤلاء من الحوارين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح عليه السلام، والله أعلم.
ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [إبراهيم: 10]. =
5 -
وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدَ عِنْدَ غُرُوب الشَّمسِ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ! أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ؟ " قَالَ: قُلْتُ الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "تَذْهَبُ تَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنَ لهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لهَا، فَيُقَالُ لهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ. فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ
= الثاني: أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم، فكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح؛ ولهذا كانت عند النصاري إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركةٌ، وهن القدس لأنها بلد المسيح، وأنطاكية؛ لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها.
والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة، والأساقفة، والقساوسة، والشمامسة، والرهابين، ثم رومية لأنها مدينة الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأطده، ولما أبتني القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها، كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين، فإذا تقرر أن أنطاكية أول قرية آمنت، فأهل هذه القرية قد ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسلهم، وأنه أهلكهم بصيحة واحدة، فأخذتهم، فالله أعلم.
الثالث: أن قصة أنطاكية مع الحواريين أصحاب المسيح بعد نزول التوراة، وقد ذكر أبو سعيد الخدري وغير واحد من السلف؛ أن الله تعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم، بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين، ذكروه عند قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى} [القصص: 43]، فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية، كا أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضاً.
أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظاً في هذه القصة، مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة، فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية، ولا قبل ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم.
تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} الآية. قال: "أَتَدْرُونَ مَتَى ذَالِكُمْ؟ ذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيَمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ. أخرجه الشيخان (1) والترمذي (2). [صحيح]
قوله في حديث أبي ذر: "تسجد تحت العرش":
قال الخطابي (3): وأما قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (4) فإنه لا يخالف هذا، لأن المذكور في الآية: إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب، ومصيرها تحت العرش للسجود إنما هو بعد غروبها، وليس معنى قوله:{تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أنها تسقط في تلك العين فتغمرها، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكاً، فوجد الشمس تتدلى عند غروبها فوق هذه العين، أو على سمت هذه العين، وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن في البحر [وهو لا يرى الساحل يرى الشمس كأنها تغيب في البحر] (5) وإن كانت حقيقة وراء البحر و (في) ها هنا بمعنى: فوق. أو بمعنى: على، وحروف الصفات تتبدل بعضها مكان بعض.
(1) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (3199) وأطرافه: (4802، 4803، 7424، 7433) ومسلم في "صحيحه" رقم (159).
(2)
في "السنن" رقم (2186، 3227).
وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(19/ 435) والطيالسي رقم (462) وأحمد (5/ 152، 158، 177) والنسائي في الكبرى رقم (11430) وابن حبان رقم (6154) من طريق الأعمش به.
وأخرج مسلم رقم (159) وأبو داود رقم (4002) وابن حبان رقم (6153) من طريق إبراهيم التيمي به.
(3)
في "أعلام الحديث"(3/ 1894 - 1895).
(4)
سورة الكهف آية: (86).
(5)
زيادة من (أ).
وقد اختلف المفسرون في هذا المقام:
فقال جماعة بظاهر الحديث (1)، فعليه أنها إذا غربت كل يوم استقرت تحت العرش إلى أن تطلع.
وقال قتادة (2): ومقاتل (3): بل تجري إلى وقت لها وأجل لا تعداه، وعلى هذا مستقرها انتهاء سيرها، وهو انقضاء الدنيا.
وقال الكلبي (4): تسير في منازلها حتى تنتهي إلى مستقرها الذي لا تجاوزه، ثم ترجع إلى أول منازلها، واختاره ابن قتيبة.
وقال الحافظ ابن حجر (5): ظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه كل يوم وليلة عند سجودها، ومقابل الاستقرار السير الدائم المعبر عنه بالجري والعلم عند الله تعالى.
وروى عبد الرزاق (6) من [399/ ب] طريق وهب بن جابر عن عبد الله بن عمر في هذه الآية قال: "مستقرها أن تطلع، وتردها ذنوب بني آدم، فإذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت، فلا يؤذن لها، فتقول: إن السير بعيد، وإني لا يؤذن لي لا أبلغ، فتحبس ما شاء الله، ثم يقال: "اطلعي من حيث غربت".
قوله: "حين لا ينفع نفساً إيمانها
…
" الآية.
(1) انظر: "جامع البيان"(19/ 434 - 435).
(2)
أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(19/ 435).
(3)
في "تفسيره"(3/ 579 - 580).
(4)
ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن"(15/ 28).
(5)
في "فتح الباري"(8/ 542).
(6)
في "تفسيره"(2/ 142).