الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وقال (1): هذا حديث حسن غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرد سهيل بهذا الحديث عن ثابت، انتهى، وفي التقريب (2): سهيل هو ابن عبد الله القُطَعي، بضم القاف وفتح الطاء، ضعيف.
(سورة القيامة)
1 -
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما في قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} [القيامة: 16] قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، فَكَانَ يحرِّكُ بِهِ شَفَتَيْهِ فَنَزَلَ:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)} [القيامة: 16 - 17] قَالَ: جَمْعُهُ لَهُ في صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)} قَالَ: فاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ بَعْدَ ذَلِكَ اسْتَمَعَ: فَإِذا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا قَرَأَهُ. أخرجه الخمسة (3) إلا أبا داود. [صحيح]
قوله: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من الوحي [434/ ب] شدة".
قال ابن حجر في "الفتح (4) ": هذه الجملة توطئة لبيان سبب النزول، وكانت الشدة تحصل عند نزول الوحي لثقل القول كما تقدم.
(1) في "السنن"(5/ 430).
(2)
(1/ 338 رقم 576).
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (5) وأطرافه (4927، 4928، 4929، 5044، 7524) ومسلم رقم (448) والترمذي رقم (3329) والنسائي رقم (935).
(4)
(8/ 682).
قوله: "فكان يحرك به شفتيه" في رواية البخاري (1)"لسانه وشفتيه"، وفي رواية الاقتصار على الشفتين (2)، وفي أخرى (3) على اللسان، والجميع مراد؛ لأن التحريكتين متلازمان.
قوله: "إن علينا جمعه" بأن نجمعه في صدرك، أي: لنحفظه.
قوله: "فإذا قرأناه" أي: قرأه عليك الملك "فاتبع قرآنه" أي: إذا أنزلناه فاستمع.
قوله: "ثم إن علينا بيانه" أي: نبينه بلسانك، واستدل به (4) على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب لما يقتضيه (ثم) من التراخي، [ثم والجمهور](5) قاله ابن حجر (6). وهذا لا يتم إلا بتأويل البيان ببيان المعنى، وإلا ماذا حمل على أن المراد استمرار حفظه له وظهوره على لسانه فلا.
(1) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (4929) ومسلم رقم (448).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (5) و (4928) ومسلم رقم (448).
(3)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (4927).
(4)
انظر: "إرشاد الفحول"(ص 574 - 575) بتحقيقي، "البحر المحيط"(3/ 494)"تيسير التحرير"(3/ 174).
(5)
كذا في المخطوط غير واضحة، ولعلها وهو مذهب الجمهور من أهل السنة، قاله ابن حجر في "الفتح"(8/ 683).
(6)
في "فتح الباري"(8/ 683).