الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي "فتح الباري"(1): وصله الطبري (2) وابن أبي حاتم (3) من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس بلفظه.
(سورة الدخان)
1 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ سُوْرَةَ الدُّخَانَ فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ". أخرجه الترمذي (4). [موضوع]
وقَالَ: أحد رواته ضعيف.
قوله: "أخرجه الترمذي، وقال (5): أحد رواته ضعيف":
أقول: لفظ الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعمر (6) بن أبي خثعم يضعف. قال محمد: هو منكر الحديث.
2 -
وفي رواية له (7): "مَنْ قَرَأَ حم الدُّخَانَ فِي لَيْلَة الجُمُعَةِ غُفِرَ لَه".
قوله: "وفي رواية له": أي: للترمذي.
(1)(8/ 56).
(2)
في "جامع البيان"(20/ 587).
(3)
في "تفسيره"(10/ 3282) رقم (18504).
وأخرج ابن جرير في "جامع البيان"(20/ 587) عن الحسن في قوله: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} قال: لولا أن يكون الناس كفاراً أجمعون، يميلون إلى الدنيا، لجعل الله تبارك وتعالى الذي قال، ثم قال: والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها، وما فعل ذلك، فكيف لو فعله.
(4)
في "السنن" رقم (2888) وهو حديث موضوع.
(5)
في "السنن"(5/ 163).
(6)
انظر "ميزان الاعتدال"(3/ 192 رقم 6091، 6101)"تهذيب التهذيب"(3/ 221).
(7)
أي: للترمذي في "السنن" رقم (2889) وهو حديث ضعيف.
أقول: قال عقبها (1): هذا حديث [406/ ب] لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهشام (2) أبو المقدام يضعَّف، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة، هكذا قال أيوب، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد. انتهى بلفظه.
3 -
وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ ابْن مَسْعود رضي الله عنه وَهُوَ مُضْطَجِعٌ بَيْنَنَا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَنِ! إِنَّ قَاصًّا يَزْعُمُ أَنَّ آيَةَ الدُّخَانِ تَجِيءُ فتَأْخُذُ بِأَنْفَاسِ الْكُفَّارِ، وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، فَقَالَ وَجَلَسَ وَهُوَ غَضْبَانُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! اتَّقُوا الله! مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِمَا يَعْلَمُ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: الله أَعْلَمُ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ لأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: الله أَعْلَمُ، فَإِنَّ الله تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ عليه الصلاة والسلام:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)} (3) إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا فَقَالَ: "اللهمَّ! سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ، فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْمَيْتةَ مِنَ الْجُوعِ، وَيَنْظُرُ أَحَدُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّكَ جِئْتَ تَأْمُرُ النَّاس بِطَاعَةِ الله، وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلكُوا فَادْعُ الله تَعَالَى لَهُمْ. قَالَ: فَهَذا قولُ الله تَعَالَى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)} (4)
(1) أي الترمذي في "السنن"(5/ 163).
(2)
قال ابن حجر في "التقريب"(2/ 318 رقم 79) هشام بن زياد بن أبي يزيد، وهو هشام بن أبي هشام وأبو المقدام، ويقال له أيضاً: هشام بن أبي الوليد المدني، متروك من السادسة.
(3)
سورة ص آية: (68).
(4)
سورة الدخان آية: (10 - 15).
قَالَ عبد الله رضي الله عنه: أَفَيُكْشَفُ عَذابُ الآخِرَةِ؟ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} (1) فَالْبَطْشَةُ يَوْمَ بَدْرٍ. أخرجه الشيخان (2) والترمذي (3).
قوله في حديث ابن مسعود: "أن قاصاً": في "النهاية"(4): هو الذي يأتي بالقصة على وجهها كأنه يتتبع معانيها وألفاظها.
قوله: "من المتكلفين": التكلف (5): هو فعل أو قول ما لا مصلحة فيه بمشقة.
قوله: "سنة": "السنة"(6): القحط والجدب.
قوله: "حصت" بالمهملتين أذهبت، والحص (7) إذهاب الشعر عن الرأس بحلق ومرض.
قوله: "أفيكشف عذاب الآخرة":
أقول: استفهام إنكار على من يقول: إن الدخان يكون يوم القيامة.
(1) سورة الدخان آية: (16).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (1007) وأطرافه (1020، 4693، 4767، 4774، 4809، 4820، 4821، 4822، 4823، 4824، 4825)، ومسلم في "صحيحه" رقم (2798).
(3)
في "السنن" رقم (3254).
(4)
"النهاية في غريب الحديث"(2/ 461).
(5)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 559).
(6)
"الفائق" للزمخشري (2/ 202) و"المجموع المغيث"(2/ 141).
(7)
"النهاية في غريب الحديث"(1/ 387).
قال ابن مسعود (1): وهو قول باطل؛ لأنه تعالى قال: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15)} (2).
ومعلوم أن كشف العذاب وعودهم لا يكون في الآخرة، إنما هو في الدنيا.
واعلم أن هذا الذي أنكره ابن مسعود قد جاء عن علي عليه السلام فأخرج عبد الرزاق (3) وابن أبي حاتم (4) من طريق الحارث عن علي عليه السلام قال: "آية الدخان لم تمض بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وتنفح الكافر حتى ينفذ".
وفي رواية عن الحسن (5) بلاغاً عنه صلى الله عليه وسلم وفيه: "أن الدخان إذا جاء نفح الكافر حتى يخرج من كل مسمع من مسامعه [407/ ب] ".
4 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ بَابَانِ: بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ، فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيْهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ} (6). أخرجه الترمذي (7). [ضعيف]
قوله في حديث أنس: "أخرجه الترمذي":
(1) انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير (12/ 336)"فتح الباري"(8/ 572).
(2)
سورة الدخان آية: (15).
(3)
في "تفسيره"(2/ 206).
(4)
في "تفسيره"(10/ 3288 رقم 18534).
(5)
أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(21/ 19) وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 407) إلى عبد بن حميد وابن جرير.
(6)
سورة الدخان آية: (29).
(7)
في "السنن" رقم (3255) وهو حديث ضعيف.
قلت: وقال (1): هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث. انتهى.
5 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه في قَوْلِهِ تَعالَى: {كَالْمُهْلِ} قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم "كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فَإِذا قَرَّبَهُ إِلَى وَجْهِهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ فِيهِ". أخرجه الترمذي (2)[ضعيف]
"عَكَرِ الزَّيْتِ" بالتحريك: دُبْسُه (3)، ودَرَنَهُ الذي يرسُب في أسْفلِه.
"وفروة الوجه"(4): جلدته.
قوله في حديث أبي سعيد: "أخرجه الترمذي":
قلت: وراجعنا الترمذي فلم نجده ذكر حديث أبي سعيد في تفسير سورة الدخان [117/ أ]، بل ذكر في تفسير (5) سورة سأل سائل في قوله تعالى:[{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ](6) كَالْمُهْلِ (8)} فساقه هنالك بلفظه، ثمَّ قال (7): هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين. انتهى بلفظه ولم يسق في سورة سأل سواه، والعجب أن ابن الأثير (8) ساقه هنا ولم يأت في سورة سأل بحديث، وتبعه "المصنف".
(1) في "السنن"(5/ 380).
(2)
في "السنن" رقم (3322) في باب ومن سورة سأل سائل، وفي باب: ما جاء في صفة شراب أهل الجنة رقم (2581، 2584)، وهو حديث ضعيف.
(3)
انظر "النهاية في غريب الحديث"(2/ 243)"المجموع المغيث"(2/ 487).
(4)
قاله ابن الأثير في "جامع الأصول"(2/ 352).
(5)
في "السنن" رقم (3322)، وهو حديث ضعيف.
(6)
زيادة من (أ).
(7)
في "السنن"(5/ 426).
(8)
في "جامع الأصول"(2/ 352 رقم 802).
قوله: "سورة الأحقاف":
أقول: سقط تفسير سورة الجاثية وهو ثابت في صحيح البخاري (1) وأخرج فيها حديث أبي هريرة في قوله: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} فقال: حدثنا الحميدي قال: أنا سفيان قال: حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" انتهى بلفظه.
قال القرطبي (2): معناه: يخاطبني مرّ القول ما يتأذَّى به من يجوز في حقه التأذي والله منزه عن أن يصل إليه الأذى، وإنما هو من التوسع في الكلام، والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله.
قوله: "وأنا الدهر":
قال الخطابي (3): أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وإنما الدهر زمان جعل ظرفاً لمواقع الأمور، وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر، فقالوا: بؤساً للدهر ذماً له.
وقوله: [408/ ب]: "أنا الدهر":
قال النووي (4): بالرفع في ضبط الأكثرين والمحققين. ويقال: بالنصب على الظرف والرفع الأكثر.
(1) في "صحيحه" رقم (4826) وطرفاه في (6171، 7491) وأخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (2246).
(2)
في "المفهم"(5/ 547) وانظر "فتح الباري"(8/ 575).
(3)
ذكره الحافظ في "الفتح"(8/ 575).
(4)
في شرح "صحيح مسلم"(15/ 3 - 4).