الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سورة الطلاق)
1 -
عَنْ عبد الله بْنَ عَبَّاس رضي الله عنهما: أَنَّه قَرأَ: فَطَلِّقُوهُنَّ لُقُبل عِدتِهِنَّ. أخرجه مالك (1).
وَقَالَ (2): يعني بذلِكَ أنْ يُطلقَ في كلَّ طهرٍ مرةً. وللنسائي (3) عن ابن عباس مثله.
(سورة التحريم)
1 -
عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الْعَسَلَ والْحَلْو، وَكَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ صَلاةَ الْعَصْرِ دَخَلَ عَلَى نِسائِهِ، فَيَدْنُو مِنْ إِحدَاهُنَّ، فَدَخَلَ على حَفْصَةَ رضي الله عنها، فاحْتَبَسَ أَكْثَرَ ممَا كانَ يَحْتَبِسُ، فَغِرْتُ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِي: أَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةً مِنْ عَسَلٍ، فَسَقَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ شَرْبَةً فَقُلْتُ: أَمَا وَالله! لَنَحْتَالَنَّ لَهُ. فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ رضي الله عنها: إِنَّهُ سَيَدْنُو مِنْكِ، فَإِذَا دَنَا مِنْكِ فَقُولِي لَهُ: يَا رسولَ الله؟ أَكَلْتَ مَغافِيرَ فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَكِ: لَا. فَقُولِي لَهُ: مَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ مِنْكَ؟ وَكَانَ يَشْتَدُّ عَلَيْه أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ، فَإِنَّهُ
(1) في "الموطأ"(2/ 587) عن عبد الله بن دينار أنه قال: سمعت عبد الله بن عمر قرأ: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لقبل عدتهن)، وهو موقوف صحيح.
(2)
قاله مالك في "الموطأ"(2/ 587).
• وأثر ابن عباس أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(23/ 23 - 25) وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص 187) وأبو داود رقم (2197) والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 231) والدارقطني (4/ 61) والطبراني في "الكبير" رقم (11139) وعبد الرزاق في "المصنف" رقم (11352)، وهو أثر صحيح.
(3)
قاله مالك في "الموطأ"(2/ 587).
• وأثر ابن عباس أخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(23/ 23 - 25) وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص 187) وأبو داود رقم (2197) والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 187) وأبو داود رقم (2197) والبيهقي في "السنن الكبرى"(7/ 231) والدارقطني (4/ 61) والطبراني في "الكبير" رقم (11139) وعبد الرزاق في "المصنف" رقم (11352)، وهو أثر صحيح.
سَيَقُولُ: سَقَتْنِي حَفْصَةُ شَرْبَةَ عَسَلٍ، فَقُولِي لَهُ: جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ. وَسَأَقُولُ ذَلِكَ، وَقُولِي أَنْتِ يَا صَفِيَّةُ! ذَلكَ. قالَتْ: تَقُولُ سَوْدَةُ: فَوَالله! الذِي لا إلهَ إلَّا هُوَ ما هُوَ إِلَاّ أَنْ قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَادِيَهُ بِمَا أَمَرْتِنِي بِهِ فَرَقًا مِنْكِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا قَالَتْ لَهُ سَوْدَةُ: يا رَسُولَ الله! أَكَلْتَ مَغافِيرَ؟ قَالَ: "لَا" قَالَتْ: فَمَا هَذِهِ الرِّيحُ الَّتِي أَجِدُ مِنْكَ؟ قَالَ: "سَقَتْنِي حَفْصَةُ شرْبَةَ عَسَلٍ" قَالَتْ: لَعَلَّ نَحْلَهُ جَرَسَتْ الْعُرْفُطَ. قَالَتْ عائِشَة رضي الله عنها: فلَمَّا دَارَ إِلَيَّ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلمَّا دارَ إِلَى صَفِيَّةَ قَالَتْ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا دَارَ إِلَى حَفْصَةَ قالَتْ: يَا رَسُولَ الله! أَلا أَسْقِيكَ مِنْهُ؟ قَالَ: "لا حاجَةَ لِي فِيهِ" قالَتْ سَوْدَةُ رضي الله عنها: وَالله لَقَد حَرَمْنَاهُ. فُقُلْتُ لَهَا: اسْكُتِى. أخرجه الخمسة (1) إلا الترمذي. [صحيح]
2 -
وفي رواية (2): "شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ بِنَت جَحْشٍ وَلَنْ أَعُودَ لَهُ". فَنَزَلَتْ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إِلَى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} (3) لحَفْصَةَ وَعَائِشَةَ: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} (4) هُوَ قَوْلُهُ: "بَلْ شرِبْتُ عَسَلاً، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ، وَقَدْ حَلَفْتُ، فَلا تُخْبرِي بِذَلِكَ أَحَدًا". [صحيح]
"المغافير"(5): بغين معجمة وفاء وياء مثناة من تحت: شيء ينضحه العُرْفط حلوٌ كالناطِف له ريح كريهة.
(1) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (4912) وأطرافه في (5216، 5267، 5268، 5431، 5599، 5614، 5682، 6691، 6972) ومسلم رقم (1474) وأبو داود رقم (3715) والنسائي في "السنن" رقم (3421، 3795، 3958).
(2)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (6691) وابن كثير في "تفسيره"(14/ 50).
(3)
سورة التحريم آية: (4).
(4)
سورة التحريم آية: (3).
(5)
قال ابن الأثير في "جامع الأصول"(2/ 400) وفي "النهاية في غريب الحديث"(2/ 312).
ومعنى: "جَرَسَت"(1) أكلت.
"والعرفط"(2): شجر من العضاه زهرته مدحرجة. "والعضاه"(3) كل شجرة تعظم، ولها شوك كالطلح، والسمر، والسلم، ونحو ذلك، "والفرق"(4) بفتح الراء الخوف والفزع.
قوله في حديث عائشة: "يحب الحلواء" هو بالمد والقصر لغتان: كل حلو يؤكل، وقيل: خاص بما دخلته الصنعة، وقال ابن سيده (5): هو ما عولج من الطعام بحلاوة، وذكر الثعالبي (6): أن الحلواء التي كان يحبها صلى الله عليه وسلم هي المجيع بوزن عظيم، وهي تمر يعجن بلبن.
قوله: "على حفصة فاحتبس عندها
…
" إلى آخره:
في "صحيح مسلم"(7) أن التي [429/ ب] شرب عندها العسل زينب، وأن [المتظاهرتين](8) عائشة، وحفصة.
(1)"النهاية في غريب الحديث"(1/ 255).
(2)
قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث"(2/ 191) العُرفط بالضم: شجر الطلح، وله صمغ كريه الرائحة، فإذا أكلته النَّحل حصل في عسلها من ريحه.
وانظر "الفائق" للزمخشري (3/ 221).
(3)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 221).
(4)
انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 365).
(5)
في "المحكم والمحيط الأعظم"(4/ 3).
(6)
انظر: "تهذيب اللغة"(5/ 232 - 233).
(7)
في "صحيحه" رقم (20/ 1474).
وأخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (4912، 5267، 6691).
(8)
في (أ، ب) المتظاهر والصواب ما أثبتناه من مصادر الحديث.
وكذلك ثبت في حديث (1) عمر بن الخطاب، وابن عباس أن المتظاهرتين عائشة، وحفصة.
وذكر مسلم (2) في رواية أخرى أن حفصة هي التي شرب عندها العسل، وأن عائشة وسودة وصفية هن اللواتي تظاهرن عليه. قال (3): والأول أصح فإنه أومى بالقرآن، فإنه ذكر قال:{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} فذكر اثنتين لا ثلاثاً.
كما أن الصحيح في نزول الآية أنها في قصة (4) العسل لا في قصة مارية المذكور في غير الصحيحين (5)، ولم تأت قصة مارية من طريق صحيح، هذا كلام القاضي عياض في شرح مسلم (6)، ثم قال: والصواب أن شرب العسل كان عند زينب.
قوله: "لنحتالن له".
من الحيلة بكسر الحاء المهملة ومثناة تحتية، وهي ما يتوصل به إلى مقصود بطريق خفي.
قوله: "أن أناديه": بالموحدة، ويروى بالنون من المناداة.
(1) أخرجه أحمد (1/ 33 - 34).
وانظر: "تفسير ابن كثير"(14/ 52 - 53)"جامع البيان"(23/ 95 - 97).
(2)
في "صحيحه" رقم (21/ 1473).
وأخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (5216، 5268، 5431، 5599، 5614، 5682، 6972).
(3)
قاله القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم"(7/ 29).
(4)
انظر: "فتح الباري"(9/ 374، 377).
(5)
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" رقم (1113).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ورواه الطبراني في "الأوسط" من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عمه، وقال الذهبي: مجهول وخبره ساقط.
(6)
في "إكمال المعلم بفوائد مسلم"(7/ 29).