المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الفصل الثاني: في آداب التلاوة - التحبير لإيضاح معاني التيسير - جـ ٢

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: في أسباب النزول

- ‌(فاتحة الكتاب)

- ‌(سورة البقرة)

- ‌(سورة آل عمران)

- ‌(سورة النساء)

- ‌سورة المائدة

- ‌(سورة الأنعام)

- ‌(سورة الأعراف)

- ‌(سورة الأنفال)

- ‌(سورة براءة)

- ‌(سورة يونس)

- ‌(سورة هود)

- ‌(سورة يوسف)

- ‌(سورة الرعد)

- ‌(سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌(سورة الحجر)

- ‌(سورة النحل)

- ‌(سورة بني إسرائيل)

- ‌(سورة الكهف)

- ‌(سورة مريم)

- ‌(سورة الحج)

- ‌(سورة قد أفلح)

- ‌(سورة النور)

- ‌(سورة الفرقان)

- ‌(سورة الشعراء)

- ‌(سورة النمل)

- ‌(سورة القصص)

- ‌(سورة العنكبوت)

- ‌(سورة الروم)

- ‌(سورة لقمان عليه السلام

- ‌(سورة السجدة)

- ‌(سورة الأحزاب)

- ‌(سورة سبأ)

- ‌(سورة فاطر)

- ‌(سورة يس)

- ‌(سورة الصافات)

- ‌(سورة ص)

- ‌(سورة الزمر)

- ‌(سورة حم المؤمن)

- ‌(سورة حم السجدة

- ‌(سورة حم عسق

- ‌(سورة الزخرف)

- ‌(سورة الدخان)

- ‌(سورة حم الأحقاف)

- ‌(سورة الفتح)

- ‌(سورة الحجرات)

- ‌(سورة ق)

- ‌(سورة والذاريات)

- ‌(سورة والطور)

- ‌(سورة النجم)

- ‌(سورة القمر)

- ‌(سورة الواقعة)

- ‌(سورة الحديد)

- ‌(سورة المجادلة)

- ‌(سورة الحشر)

- ‌(سورة الممتحنة)

- ‌(سورة الصف)

- ‌(سورة الجمعة)

- ‌(سورة المنافقين)

- ‌(سورة التغابن)

- ‌(سورة الطلاق)

- ‌(سورة التحريم)

- ‌(سورة الملك)

- ‌(سورة "ن

- ‌(سورة نوح عليه السلام

- ‌(سورة الجن)

- ‌(سورة المزمل)

- ‌(سورة المدثر)

- ‌(سورة القيامة)

- ‌(سورة والمرسلات)

- ‌(سورة عم)

- ‌(سورة كورت)

- ‌(سورة المطففين)

- ‌(سورة انشقت)

- ‌(سورة سبح [اسم ربك الأعلى

- ‌(سورة الفجر)

- ‌(سورة الشمس)

- ‌(سورة الليل)

- ‌(سورة والضحى)

- ‌(سورة اقرأ)

- ‌(سورة القدر)

- ‌(سورة الزلزلة)

- ‌(سورة التكاثر)

- ‌(سورة أرأيت)

- ‌(سورة الكوثر)

- ‌(سورة النصر)

- ‌(سورة الإخلاص)

- ‌(سورة المعوذتين)

- ‌كتاب: تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: (في التلاوة)

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌[الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌[الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌كتاب: تأليف القرآن [وترتيبه وجمعه

- ‌كتاب: التوبة

- ‌كتاب: تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌كتاب: التفليس

- ‌كتاب: [تمني الموت

- ‌حرف الثاء [

- ‌[كتاب: الثناء والشكر]

الفصل: ‌[الفصل الثاني: في آداب التلاوة

قوله في حديث [جابر](1)"القدح (2) " بكسر القاف، وسكون الدال المهملة النصال قبل أن تراش.

قوله: "ولا يتأجلونه" كان المراد يتعجلون أجر تلاوة سؤال الناس تعجيل شيء من الدنيا، ولا يتأجلونه لا يدخرون أجره.

‌[الفصل الثاني: في آداب التلاوة

(3)]

1 -

عَنِ اْلبَرَاء رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْواتِكُمْ" أخرجه أبو داود (4) والنسائي (5). [صحيح]

قلت: وأخرجه البخاري (6) في آخر صحيحه ترجمة، والمراد بقوله:"زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ" رفع الصوت بالقراءة، والله أعلم.

قوله: قلت: وأخرجه البخاري في آخر صحيحه ترجمة.

أقول: لفظه في صحيحه: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة""زينوا القرآن بأصواتكم". انتهى.

(1) في هامش (ب) كذا في "الأم" وفي المتن عن عمر.

(2)

انظر: "النهاية في غريب الحديث"(2/ 420)"المجموع المغيث"(2/ 673).

(3)

زيادة من (ب).

(4)

في "السنن" رقم (1468) وهو حديث صحيح.

(5)

في "السنن" رقم (1015).

(6)

في صحيحه (13/ 518 - الباب رقم 52 - مع الفتح).

ص: 474

فلم يخرجه البخاري بل ذكره معلقاً، قال الحافظ في "الفتح (1) " هذا من الأحاديث التي علقها البخاري، ولم يصلها في موضع آخر من كتابه، وقد أخرجه في كتاب "خلق الأفعال (2) " من رواية عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بهذا، وأخرجه أحمد (3)، وأبو داود (4)، والنسائي (5)، وابن ماجه (6)، والدارمي (7)، وابن خزيمة (8)، وابن حبان (9)، في صحيحهما من هذا الوجه وساق جماعة من الأئمة أخرجوه.

قال ابن بطال (10): المراد [و](11)"زينوا القرآن بأصواتكم" المد والترتيل، انتهى.

والمصنف قال: المراد بالتزين: رفع الصوت بالقراءة وفي النهاية (12): "زينوا [453/ ب] القرآن بأصواتكم" قيل: هو مقلوب، أي: زينوا أصواتكم بالقرآن، والمراد ابهجوا بقراءته وتزينوا به، وليس ذلك على تطريب القول والتخزين كقوله: "ليس منا من لم

(1)(13/ 519).

(2)

(ص 50).

(3)

في "المسند"(4/ 283، 285، 296، 304).

(4)

في "السنن" رقم (1468).

(5)

في "السنن" رقم (1015).

(6)

في "السنن" رقم (1342).

(7)

في "السنن" رقم (3501).

(8)

في "صحيحه" رقم (1556).

(9)

في "صحيحه" رقم (749)، وهو حديث صحيح.

(10)

في شرحه لصحيح البخاري (10/ 542 - 543).

(11)

زيادة من (ب).

(12)

"النهاية في غريب الحديث"(1/ 740 - 741).

ص: 475

يتغن بالقرآن" أي: يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطرب، هكذا قال الهروي (1) والخطابي (2) ومن تقدمهما، وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه الحث على الترتيل الذي نعرفه من قوله: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)} (3)، فكأن الزينة للمرتل لا للقرآن كما يقال: ويل للشعر من رواية السوء، فهو راجع إلى الراوي لا للشعر، فكأنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يلام عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأداء، وحث لغيره على التوقي من ذلك، فكذلك قوله: "زينوا القرآن" (4) يدل على ما يزين من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب، وقيل: أراد بالقرآن القراءة، أي: زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم ويشهد له حديث أبي موسى وقوله صلى الله عليه وسلم: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" (5) فقال: لو علمت أنك تسمعه لحبرته تحبيراً، أي: حسنته تحسيناً، ويؤيد ذلك تأييداً لا شبهة فيه حديث (6) ابن

(1) في "غريب الحديث"(2/ 233).

(2)

في "غريب الحديث"(1/ 129).

(3)

سورة المزمل الآية (4).

(4)

تقدم تخريجه، وهو حديث صحيح.

(5)

أخرجه البخاري في صحيحه رقم (5048) ومسلم رقم (1848).

(6)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7531).

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 171) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف.

وأخرجه البزار في مسنده رقم (2330 - كشف) من حديث أنس رضي الله عنه قال البزار: تفرد به عبد الله بن المحرز، وهو ضعيف الحديث.

وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 171) وقال: رواه البزار وفيه عبد الله بن المحرز وهو متروك.

ص: 476

عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لكل شيء حلية، وحلية القرآن حسن الصوت"، انتهى كلام النهاية (1)، ولم أجد تفسير تزيين القرآن برفع الصوت بقراءته إلا للمصنف.

2 -

وعن حذيفة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وَأَصْواتِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَلحُونَ أَهْلِ الْعِشْقِ وَلحُونَ أَهْلِ الْكِتابَيْنِ، وَسَيَجِيءُ بَعْدِي قَوْمٌ يُرَجِّعُونُ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيعَ الْغِناءِ والنَّوْحِ لا يُجَاوِزُ حَناجِرَهُمْ مَفْتُونَةٌ قُلُوبُهُمْ وَقُلُوبُ الَّذِينَ يُعْجِبْهُمْ شَأْنُهُمْ"(2). أخرجه رزين.

وقوله: "وإياكم ولحون أهل العشق" اللحون والألحان جمع لحن، وهو التطريب وترجيع الصوت، وتحسين القراءة للقرآن أو الشعر أو الغناء.

قال ابن الأثير (3): ويشبه أن يكن هذا الذي يفعله قرآء زماننا بين يدي الوعاظ، وفي المجالس من اللحون الأعجمية، التي يقرأون بها مما نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)"النهاية في غريب الحديث"(1/ 740 - 741).

(2)

أخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (7223).

وأورده الهيثمي في "المجمع"(7/ 169) وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه راو لم يسم.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 111 رقم 160) ثم قال: هذا حديث لا يصح وأبو محمد مجهول، وبقية يروي عن الضعفاء ويدلسهم.

وأورده الذهبي في "الميزان"(1/ 553) عن رجل عن حذيفة، وقال: تفرد عنه بقية، ليس بمعتمد، والخبر منكر.

وأخرجه البيهقي في "الشعب" رقم (2649) وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" رقم (106).

(3)

في "النهاية في غريب الحديث"(2/ 594 - 595).

ص: 477

3 -

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِراءَةِ فَكَشَفَ السِّتْرَ فَقَالَ: "أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ يُناجِي رَبَّهُ فَلا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ في الْقِراءَةِ". أَوْ قالَ: "في الصَّلَاةِ". أخرجه أبو داود (1). [صحيح]

4 -

وَعَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَامَ رَجُلاً مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"كَأَيَّنْ مِنْ آيَةٍ أَذْكَرَنِيهَا اللَيْلَةَ كُنْتُ أَسْقَطْتُهَا". أخرجه الشيخان (2) وأبو داود (3) وهذا لفظه. [صحيح]

قوله [454/ ب] في حديث عائشة: "قام رجل" هو عبد الله بن يزيد الخطمي قاله عبد الغني بن سعيد، قال الجمهور (4): يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم أن ينسى شيئاً بعد التبليغ لكنه لا يقرَّ عليه.

5 -

وَعَنْ أُمِّ هَانِئ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ قِراءَةَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا عَلَى عَرِيْشِي. أخرجه النسائي (5). [حسن]

6 -

وَعَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالَّلْيلِ، أَكانَ يُسِرُّ بِالْقِراءَةِ أَمْ يَجْهَرُ؟ قَالَتْ: "كُلَّ ذَلِكَ قَدْ كانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا أَسَرَّ، وَرُبَّمَا جَهَرَ،

(1) في "السنن" رقم (1332) وهو حديث صحيح.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(7/ 288 - 289 رقم 8038).

(2)

أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (2655) و (5037) ومسلم رقم (788).

(3)

في "السنن" رقم (1332، 3970).

(4)

انظر: "فتح الباري"(9/ 85 - 86).

(5)

في "السنن" رقم (1013) وهو حديث حسن.

ص: 478

فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للهِّ الَّذِي جَعَلَ في الْأَمْرِ سَعَةً". أخرجه أصحاب السنن (1)، وصححه الترمذي. [صحيح]

7 -

وَعَنْ قَتَادَةُ قَالَ: سَأَلْتُ أنَسًا رضي الله عنه عَنْ قِراءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ يَمُدُّ مَدًّا، ثُمَّ قَرَأَ: بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يَمُدُّ بِسْمِ الله، وَيمُدُّ بِالرَّحْمَنِ، وَيَمُدُّ بِالرَّحِيمِ. أخرجه البخاري (2) وأبو داود (3) والنسائي (4). [صحيح]

[قوله في حديث أنس: "كان يمد مداً".

قال الحافظ (5): المد عند القرآء على ضربين؛ أصلي وهو إشباع [455/ ب] الحرف الذي بعد ألف، أو واو، أو ياء؛ وغير أصلي؛ وهو ما إذا عقب الحرف الذي هذه صفته همزة وهو متصل ومنفصل، فالمتصل ما كان من نفس الكلمة، والمنفصل ما كان من كلمة أخرى، فالأول يؤتى فيه بالألف والواو والياء، ممكنات من غير زيادة، والثاني: يزاد في تمكين الألف والواو، والياء من غير إسراف، والمذهب الأعدل أن يمد كل حرف منها ضعفي ما كان يمده أولاً، وقد يزاد على ذلك قليلاً، وأما الإفراط فهو غير محمود، انتهى كلامه.

قوله: "يمد بسم الله ويمد الرحمن" أي: يمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة، والميم التي قبل النون من الرحمن والحاء من الرحيم] (6).

(1) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (1437) والترمذي في "السنن" رقم (448، 2924) والنسائي رقم (1662) وابن ماجه رقم (1354)، وهو حديث صحيح.

(2)

في صحيحه رقم (5045، 5046).

(3)

في "السنن" رقم (1465).

(4)

في "السنن" رقم (1014)، وأخرجه ابن ماجه رقم (1353)، وهو حديث صحيح.

(5)

في "فتح الباري"(9/ 91).

(6)

شرح هذا الحديث متأخر في (ب. أ) وقد قدمناه لتقدم الحديث.

ص: 479

8 -

وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا نَعَتَتْ قِرَاءَةَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قِراءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفَاً حَرْفَاً. أخرجه أصحاب السنن (1)، واللفظ للنسائي. [إسناده ضعيف]

9 -

وفي أخرى عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى ناقَتهِ يَقْرَأُ سوْرَةُ الْفَتْحِ وَيُرَجِّعُ في قِراءَتِهِ. أخرجه الشيخان (2) وأبو داود (3). [صحيح]

[قوله في حدث ابن مغفل: ترجم له البخاري (4) باب القراءة على الدابة.

قال ابن بطال (5): إنما أراد بهذه الترجمة أن القراءة على الدابة سنة موجودة، وأصل هذه السنة قوله تعالى:{لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ} (6) الآية، انتهى.

وذكر البخاري حديث ابن مغفل في عدة أبواب، وهو عبد الله بن مغفل المزني الصحابي ابن الصحابي، وكان عبد الله من أهل بيعة الرضوان، وقال: إني لممن رفع أغصان الشجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو مُغَفَّل، بضم الميم وفتح الغين المعجمة والفاء المشددة ذكره ابن عبد البر (7) في الصحابة.

(1) أخرجه أبو داود رقم (1466) والترمذي رقم (2923) والنسائي رقم (1628) و (1629) بإسناد ضعيف.

(2)

البخاري في صحيحه رقم (4281) ومسلم رقم (794).

(3)

في "السنن" رقم (1467).

(4)

في صحيحه (9/ 183 الباب رقم 24 - مع الفتح).

(5)

في شرحه لصحيح البخاري (1/ 268 - 269).

(6)

سورة الزخرف الآية (13).

(7)

في "الاستيعاب" رقم (2626 - الأعلام).

ص: 480

قوله: "يرجع" الترجيح هو تقارب ضروب [132/ أ] في القراءة، واصله الترديد وفيه قدر زائد على الترتيل (1)].

10 -

وَفِي أُخْرَى عَنْ عَائِشَةُ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة: 1 - 2] يُرَتِّلُ آيَةً آيَةً (2) ". أخرجه رزين.

11 -

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "قْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ"، فَقُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أنْزِلَ؟ فَقَالَ: "إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي" فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةِ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ هَذِهِ الْآَيَةَ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} [النساء: 41] فَقَالَ: حَسْبُكَ، فالْتَفَتُّ فَإِذَا عَيْناهُ تَذْرِفانِ". أخرجه الخمسة (3) إلا النسائي. [صحيح]

قوله في حديث ابن مسعود: "إني أحب أن أسمعه من غيري".

(1) هذا الشرح مقدم في (أ. ب) وقد أخرناه لتأخر الحديث.

(2)

لم أجده.

وقد أخرج ابن كثير في تفسيره (1/ 181) وأبو داود في "السنن" رقم (4001) والترمذي رقم (2927) وفي "الشمائل"(2/ 131) والحاكم (1/ 232) وأحمد في "المسند"(6/ 302) والدارقطني (1/ 111) من حديث أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} [الفاتحة: 1 - 4]. وهو حديث صحيح.

(3)

أخرجه البخاري رقم (4582) ومسلم رقم (800) وأبو داود رقم (3668) والترمذي رقم (3025).

ص: 481

قال ابن بطال (1): لأن المستمع أقوى على التدبر ونفسه أجلى وأبسط لذلك من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها.

قال النووي (2): وفيه استحباب طلب القراءة من الحافظ للاستماع؛ لأن الاستماع أنفع في التدبر والتفهم، وفيه تواضع أهل العلم والفضل ولو مع اتباعهم.

قوله: "فإذا عيناه تذرفان".

قال النووي (3): البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين، وشعار الصالحين.

قال الغزالي (3): يستحب البكاء مع القراءة وعندها، وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف بتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود ثم ينظر ببصيرة في ذلك فإن لم يحضره حزن فليبك على فقد ذلك [456/ ب] فإنه من المصائب، قال ابن بطال (4): إنما بكى صلى الله عليه وسلم عند تلاوة هذه الآية؛ لأنه مثل بنفسه أهوال القيامة وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بالتصديق وسؤاله الشفاعة لأهل الموقف، وهو أمر يحق له البكاء. انتهى.

والذي يظهر أنه بكاء رحمة لأمته؛ لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم، وعملهم قد لا يكون مستقيماً فقد يُفضي إلى تعذيبهم، قاله في "فتح الباري"(5).

(1) في شرحه لصحيح البخاري (10/ 277 - 278).

(2)

في شرحه لصحيح مسلم (6/ 88).

(3)

ذكره الحافظ في "الفتح"(9/ 98).

(4)

في شرحه لصحيح البخاري (10/ 281)

(5)

(9/ 99).

ص: 482

12 -

وَعَن أَسْمَاءِ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ يُغْشَى عَلَيْهِ وَلا يَصْعَقُ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآن، وَإِنَّمَا كَانُوا يَبْكُونَ وَيَقْشَعُّرونَ، ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله (1). أخرجه رزين.

13 -

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ قَرَأَ مِنْكُمْ بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)} [التين: 1] فانْتَهَى إِلَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)} [التين: 8] فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، وَمَنْ قَرَأَ {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)} [القيامة: 1] فَانْتَهَى إِلَى: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} [القيامة: 40] فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَعِزَّةِ رَبّنَا، وَمَنْ قَرَأَ {وَالْمُرْسَلَاتِ} [المرسلات: 1] فَبَلَغَ: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} [المرسلات: 50]، فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِالله تَعَالَى". أخرجه أبو داود (2) بطوله، والترمذي (3) إلى الشاهدين. [ضعيف]

14 -

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم "إِذا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ ما يَقُولُ فَلْيَضْطَجعْ". أخرجه مسلم (4) وأبو داود (5). [صحيح]

(1) أخرجه البغوي في تفسيره (7/ 116) وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن"(15/ 249) وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(7/ 222) لسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم، وابن عساكر.

(2)

في "السنن" رقم (881).

(3)

في "السنن" رقم (3347)، وهو حديث ضعيف.

(4)

في صحيحه رقم (787).

(5)

في "السنن" رقم (1311)، وهو حديث صحيح.

ص: 483