المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقد روى عن ابن عباس شيء من هذا على الاختصار - التحبير لإيضاح معاني التيسير - جـ ٢

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الثاني: في أسباب النزول

- ‌(فاتحة الكتاب)

- ‌(سورة البقرة)

- ‌(سورة آل عمران)

- ‌(سورة النساء)

- ‌سورة المائدة

- ‌(سورة الأنعام)

- ‌(سورة الأعراف)

- ‌(سورة الأنفال)

- ‌(سورة براءة)

- ‌(سورة يونس)

- ‌(سورة هود)

- ‌(سورة يوسف)

- ‌(سورة الرعد)

- ‌(سورة إبراهيم عليه السلام

- ‌(سورة الحجر)

- ‌(سورة النحل)

- ‌(سورة بني إسرائيل)

- ‌(سورة الكهف)

- ‌(سورة مريم)

- ‌(سورة الحج)

- ‌(سورة قد أفلح)

- ‌(سورة النور)

- ‌(سورة الفرقان)

- ‌(سورة الشعراء)

- ‌(سورة النمل)

- ‌(سورة القصص)

- ‌(سورة العنكبوت)

- ‌(سورة الروم)

- ‌(سورة لقمان عليه السلام

- ‌(سورة السجدة)

- ‌(سورة الأحزاب)

- ‌(سورة سبأ)

- ‌(سورة فاطر)

- ‌(سورة يس)

- ‌(سورة الصافات)

- ‌(سورة ص)

- ‌(سورة الزمر)

- ‌(سورة حم المؤمن)

- ‌(سورة حم السجدة

- ‌(سورة حم عسق

- ‌(سورة الزخرف)

- ‌(سورة الدخان)

- ‌(سورة حم الأحقاف)

- ‌(سورة الفتح)

- ‌(سورة الحجرات)

- ‌(سورة ق)

- ‌(سورة والذاريات)

- ‌(سورة والطور)

- ‌(سورة النجم)

- ‌(سورة القمر)

- ‌(سورة الواقعة)

- ‌(سورة الحديد)

- ‌(سورة المجادلة)

- ‌(سورة الحشر)

- ‌(سورة الممتحنة)

- ‌(سورة الصف)

- ‌(سورة الجمعة)

- ‌(سورة المنافقين)

- ‌(سورة التغابن)

- ‌(سورة الطلاق)

- ‌(سورة التحريم)

- ‌(سورة الملك)

- ‌(سورة "ن

- ‌(سورة نوح عليه السلام

- ‌(سورة الجن)

- ‌(سورة المزمل)

- ‌(سورة المدثر)

- ‌(سورة القيامة)

- ‌(سورة والمرسلات)

- ‌(سورة عم)

- ‌(سورة كورت)

- ‌(سورة المطففين)

- ‌(سورة انشقت)

- ‌(سورة سبح [اسم ربك الأعلى

- ‌(سورة الفجر)

- ‌(سورة الشمس)

- ‌(سورة الليل)

- ‌(سورة والضحى)

- ‌(سورة اقرأ)

- ‌(سورة القدر)

- ‌(سورة الزلزلة)

- ‌(سورة التكاثر)

- ‌(سورة أرأيت)

- ‌(سورة الكوثر)

- ‌(سورة النصر)

- ‌(سورة الإخلاص)

- ‌(سورة المعوذتين)

- ‌كتاب: تلاوة القرآن وقراءته

- ‌الباب الأول: (في التلاوة)

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها

- ‌[الفصل الثاني: في آداب التلاوة

- ‌[الفصل الثالث: في تحزيب القرآن وأوراده

- ‌الباب الثاني: في القراءات

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من القراءات مفصلاً

- ‌كتاب: تأليف القرآن [وترتيبه وجمعه

- ‌كتاب: التوبة

- ‌كتاب: تعبير الرؤيا

- ‌الفصل الأول: في ذكر الرؤيا وآدابها

- ‌الفصل الثاني: فيما جاء من الرؤيا المفسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

- ‌كتاب: التفليس

- ‌كتاب: [تمني الموت

- ‌حرف الثاء [

- ‌[كتاب: الثناء والشكر]

الفصل: وقد روى عن ابن عباس شيء من هذا على الاختصار

وقد روى عن ابن عباس شيء من هذا على الاختصار من غير هذا الوجه. انتهى بلفظه.

ورواية ابن عباس هي التي ساقها المصنف ونسبها إلى الشيخين والترمذي (1)، ثم ساق حديث ابن عباس، ثم قال (2) بعد سياقه ببعض مغايرة للفظه هنا: هذا حديث حسن غريب، وهو حديث ابن أبي زائدة ومحمد بن أبي القاسم كوفي قيل: إنه صالح الحديث. انتهى.

قلت: وقد أوضحنا الحديث وقررنا معناه في "ذيل الأبحاث المسددة"(3) تقريراً يطابق معنى الآية مطابقة ظاهرة [299/ ب]

(سورة الأنعام)

1 -

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّا لَا نُكَذِّبُكَ، وَلَكِنْ نُكَذِّبُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى:{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)} أخرجه الترمذي (4). [ضعيف]

قوله في [رواية](5) علي: [فأنزل الله تعالى](6): {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} .

(1) في "السنن"(5/ 259) الحديث رقم (3060)، وهو حديث صحيح.

(2)

الترمذي في "السنن"(5/ 259).

(3)

(ص 483 - 485).

(4)

في "السنن" رقم (3064) وهو حديث ضعيف.

(5)

في (أ) حديث.

(6)

زيادة من (أ).

ص: 121

أقول: قرئ بالتشديد والتخفيف من كذبه إذا جعله كاذباً في زعمه، [وأكذبه إذا وجده كاذباً، والمعنى: أن تكذيبك أمر راجع إلى الله؛ لأنك رسوله المصدق بالمعجزات، فهم لا يكذبونك في الحقيقة، وإنما يكذبون الله بجحد آياته](1).

[قلت: ثم ساق رواية أخرى (2) بمعنى هذه التي عن علي عليه السلام فيها عن ناجيه أن أبا جهل فذكره نحوه فيه عن علي، وهذا أصح](3).

2 -

وَعَنْ سَعْدٍ بن أَبِي وَقَّاص رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ نَفَرٍ فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ لَا يَجْتَرئُونَ عَلَيْنَا. قَالَ: وَكُنْتُ أَنَا وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وَبِلَالٌ، وَرَجُلَانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا فَوَقَعَ فِى نَفْسِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ [الله] أَنْ يَقَعَ، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الآية. أخرجه مسلم (4). [صحيح]

(1) زيادة من (أ).

(2)

أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (3064 م).

(3)

في (أ) ما نصه: أقول: أخرجه من طريقين أحدهما عن ناجية بن كعب عن علي عليه السلام والثانية عن ناجية أن أبا جهل.

قال الترمذي: وهي أصح. انتهى.

وناجية بالنون والجيم والمثناة التحتية في "التقريب": ناجية بن كعب الأسدي عن علي عليه السلام ثقة.

انظر "التقريب"(2/ 294 رقم 6).

(4)

في "صحيحه" رقم (2413).

قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(9/ 262) وابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1298) وابن ماجه رقم (4128)، وهو حديث صحيح.

ص: 122

قوله: [في حديث سعد بن أبي وقاص: لا](1) أسميهما.

[قلت:](2) سماهما في رواية عمار بن ياسر وصهيب.

قوله: "فحدث نفسه":

أقول: أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّث نفسه، أي: يطرد من ذكر، وكأنه فهمه من قرينة الحال.

وقوله: "لا يجترئون علينا" من الجراءة أي: لا يسلكون علينا مسالك أهل الجراءة والإقدام بسبب قربهم منك، وفي الآية ثناء عظيم على الستة الفقراء، وإخبار بأنهم يريدون وجه الله بدعائهم، وهي مثل قوله تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إلى قوله: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَ} الآية (3).

3 -

وَعَنْ سَعْدِ أيْضَاً رضي الله عنه قَالَ: فِي هَذِهِ الآيَةِ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قَالَ: فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَمَا إِنَّهَا كَائِنَةٌ وَلَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ". أخرجه الترمذي (4). [ضعيف]

والمراد بالتأويل هنا: الوجود والوقوع، لا التفسير ونحوه.

قوله: "أخرجه الترمذي":

قلت: وقال (5): حسن غريب.

(1) زيادة من (ب).

(2)

في (ب) أقول.

(3)

زيادة من (أ).

(4)

في "السنن" رقم (3066) وهو حديث ضعيف.

(5)

في "السنن"(5/ 262).

ص: 123

4 -

وَعَن جَابِرَ بْنَ عبد الله رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَمَّا نَزَلَتْ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قَالَ: "أَعُوذُ بِوَجْهِكَ". {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قَالَ: "أَعُوذُ بِوَجْهِكَ" فَلَمَّا نَزَلَتْ: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} قَالَ: "هَاتَانِ أَهْوَنُ - أَوْ - هَاتَانِ أَيْسَرُ". أخرجه البخاري (1) والترمذي (2). [صحيح]

[قوله: "شيعاً":

[قال](3) في "النهاية"(4) الشيع: الفرق، أي: يجعلكم فرقاً مختلفين، الشيعة: الفرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، وقد غلب على هذا الاسم كل من يتولى علياً عليه السلام وأهل بيته حتى صار لهم علماً، فإذا قيل: فلان من الشيعة عُرف أنه منهم، وتجمع الشيعة على شيع وأصلها من المشايعة، وهي المتابعة. انتهى.

قوله: "يلبسكم": يخلطكم من الالتباس] (5).

قوله: "هاتان أهون أو أيسر"[أقول](6) هو شك من الراوي [300/ ب] والضمير (7) يعود على الكلام الأخير. أي: خصلة الالتباس، وخصلة إذاقة بعضهم بأس بعض هذا، وقد

(1) في "صحيحه" رقم (4628) و (7313).

(2)

في "السنن" رقم (3065).

قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(9/ 302) وأحمد (22/ 218) وعبد الرزاق في تفسيره (2/ 211) وابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1311) رقم (7410).

(3)

في (ب) أقول.

(4)

(1/ 905).

(5)

ما بين الحاصرتين زيادة من (أ).

(6)

زيادة من (أ).

(7)

انظر "فتح الباري"(8/ 293).

ص: 124

روي ابن مردويه (1) ما يفسر حديث جابر ولفظه عنه من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعاً، فرفع عنهم اثنتين، وأبى أن يرفع عنهم اثنتين دعوت الله أن يرفع عنهم الرجم من السماء والخسف من الأرض، ولا يلبسهم شيعاً، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الخسف والرجم وأبى أن يرفع عنهم الآخرين".

فيستفاد [بهذه](2) الرواية [77/ أ][المراد](3) بقوله: "أو من فوقكم

أو من تحت أرجلكم":

وأخرج (4) من طريق ابن عباس أن المراد بالفوق حبس المطر، وبالتحت منع الثمرات.

قال ابن حجر (5): والأول هو المعتمد. قال: وفي الحديث دليل على أن الرجم والخسف لا يقعان في هذه الأمة، وفيه نظر فقد روى أحمد (6) والطبري (7) من حديث أبي بن كعب في هذه الآية:{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: هن أربع وكلهن واقع لا محالة فمضت اثنتان بعد وفاة نبيهم بعد خمس وعشرين سنة ألبسوا شيعاً، وذاق بعضهم بأن بأس بعض، وبقيت اثنتان يأتيان لا محالة الخسف والرجم.

(1) ذكره ابن حجر في "فتح الباري"(8/ 292).

(2)

كذا في المخطوط (أ - ب) والذي في "فتح الباري" من هذه.

(3)

في (أ - ب) فراغ، وما أثبتناه من "الفتح"(8/ 292).

(4)

ذكره الحافظ في "الفتح"(8/ 292).

(5)

في "الفتح"(8/ 292).

(6)

في "المسند"(5/ 134 - 135).

(7)

في "جامع البيان"(9/ 309 - 310).

ص: 125

وقد (1) أعل هذا الحديث بأن أبي بن كعب لم يدرك سنة خمس وعشرين من الوفاة النبوية فكأن حديثه انتهى عند قوله: "لا محالة" والباقي كلام بعض الرواة، وقد أورد (2) إعلال آخر، وأجاب عنه وأطال في ذلك.

5 -

وَعَنْ ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله! أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا قَولَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)} " أخرجه الشيخان (3) والترمذي (4). [صحيح]

حديث: " {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} ":

أقول: وجه المشقة ظاهرة إذ الظلم يعم كل معصية حتى الصغائر كما قال تعالى [301/ ب] لموسى عليه السلام: "إلا من ظلم نفسه

" الآية. فإن المراد من ارتكب صغيرة؛ لأنه في صفات الأنبياء، وهم لا يأتون إلا صغار الذنوب ففسر صلى الله عليه وسلم المراد من الظلم هنا وهو أنه أريد به الفرد الكامل، وهو الشرك من باب العام المراد به الخاص، واتفق عليه من عدا الوعيدية كالزمخشري (5)، فإنه لم يفسره بذلك التفسير النبوي، وأبى من تفسير الظلم بالشرك

(1) ذكره الحافظ في "الفتح"(8/ 292).

(2)

أي ابن حجر في "الفتح"(8/ 292) حيث قال: وأعل أيضاً بأنه مخالف لحديث جابر وغيره، وأجيب: بأن طريق الجمع أن الإعاذة المذكورة في حديث جابر وغيره مقيدة بزمان مخصوص وهو وجود الصحابة والقرون الفاضلة، وأما بعد ذلك فيجوز وقوع ذلك فيهم.

(3)

أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (33) ومسلم رقم (124).

(4)

في "السنن" رقم (3067).

(5)

قال الزمخشري في "الكشاف"(2/ 369): أي: لم يخلطوا إيمانهم بمعصية تفسقهم، وأبى تفسير الظلم بالكفر لفظ اللبس. =

ص: 126

لفظ اللبس، وأبدل الشرك بالكفر تتميماً لمراده، وأورده أنه لا يجتمع الإيمان والكفر، واللبس يقتضي الاختلاط والاجتماع، وقد أخطأ مذهبه فإن الفاسق غير مؤمن عنده فقد لزمه ما فرَّ منه وخاب السعي وما بعد التفسير النبوي وصحته، مجال.

6 -

وَعَنْ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَتَى أُنَاسٌ إِلَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله! إِنَّا نَأْكُلُ مَا نَقْتُلُ وَلَا نَأْكُلُ مَا يَقْتُلُ الله تَعالَى، فَأَنْزَلَ الله تَعالَى:{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118)} إِلَى قَوْلِهِ: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)} . أخرجه أصحاب السنن (1)[صحيح]

7 -

وفي رواية لأبي داود (2) في قوله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} قَالَ: يَقُولُونَ: مَا ذَبَحَ الله - يعنون الميتة - لِمَ لَا تَأْكُلُونَهُ؟ فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121)} ، ثم نزل:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} . [صحيح]

= قال ابن المنير في الانتصاف: وقد ورد أن الآية لما نزلت عظمت على الصحابة، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه، فقال عليه الصلاة والسلام: "إنما هو الظلم في قول لقمان: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)} وإنما هو يروم بذلك تنزيله على معتقده في وجوب وعيد العصاة، وأنهم لا حظ لهم من الأمن كالكفار، ويجعل هذه الآية تقتضي تخصيص الأمر بالجامعين الأمرين: الإيمان والبراءة من المعاصي، ونحن نسلم ذلك، ولا يلزم أن يكون الخوف اللاحق للعصاة هو الخوف اللاحق للكفار، لأن العصاة من المؤمنين إنما يخافون العذاب المؤقت، وهم آمنون من الخلود، وأما الكفار فغير آمنين بوجه ما.

(1)

أخرجه أبو داود رقم (2819) والترمذي في "السنن" رقم (3069) والنسائي رقم (4437) وابن ماجه رقم (3173) وهو حديث صحيح.

(2)

في "السنن" رقم (2818) وهو حديث صحيح.

ص: 127

8 -

وله في أخرى (1): {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} ، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} فَنُسِخَ وَاسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ:{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} . [حسن]

9 -

وعند النسائي (2) قَالَ: خَاصَمَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَقَالُوا: مَا ذَبَحَ الله فَلَا تَأْكُلُوه، وَمَا ذَبَحْتُمْ أنتُمْ أَكَلْتُمُوهُ. [صحيح]

قوله في حديث ابن عباس: "أخرجه أصحاب السنن":

أقول: وقال الترمذي (3): وهذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضاً، ورواه بعضهم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.

10 -

وعنه رضي الله عنه قَالَ: إِذَا سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ فَاقْرَأْ مَا فَوْقَ الثَّلَاثِينَ وَالمِائَة مِنْ سُورَةِ الأَنْعَامِ: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} إِلَى قَوْلِهِ: {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140)} أخرجه البخاري (4). [صحيح]

11 -

وعَن ابن مَسْعود رضي الله عنه قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الصَّحِيفَةِ الَّتِي عَلَيْهَا خَاتَمُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَلْيَقْرَأْ هَؤُلَاءِ الآيَاتِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} الآية إِلَى قَوْلِهِ: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)} . أخرجه الترمذي (5). [صحيح]

(1) أي: لأبي داود في "السنن" رقم (2817) وهو حديث حسن.

(2)

في "السنن" رقم (4437) وهو حديث صحيح.

(3)

في "السنن"(5/ 264).

(4)

في "صحيحه" رقم (3524).

(5)

في "السنن" رقم (3070) وهو حديث صحيح.

ص: 128

قوله: "إلى الصحيفة التي عليها [302/ ب] خاتم محمد" يعني: أنها محكمة في كل شريعة لا نسخ فيها.

قوله: "أخرجه الترمذي":

قلت: وقال (1): هذا حديث حسن غريب.

12 -

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لمْ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ". أخرجه مسلم (2) والترمذي (3). [صحيح]

قوله: "أخرجه مسلم والترمذي":

قلت: وقال (4): هذا حديث حسن صحيح.

13 -

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِه تَعَالَى: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} قَالَ: "طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا" أخرجه الترمذي (5). [صحيح]

قوله: "أخرجه الترمذي":

قلت: وقال (6): حسن غريب.

(1) في "السنن"(5/ 264).

(2)

في "صحيحه" رقم (158).

(3)

في "السنن" رقم (3072)، وهو حديث صحيح.

(4)

في "السنن"(5/ 264).

(5)

في "السنن" رقم (3071) وهو حديث صحيح.

(6)

في "السنن"(5/ 264).

ص: 129