الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتمر، وقرأ علي (1) وابن عباس {كَالْقَصْرِ (32)} بفتح الصاد، أي: أعناق الفحل، والقصر (2) العنق.
وقوله: "جمالات" بكسر الجيم لجمع الجمال، "وصفر" جمع الأصفر، يعني: لون النار، وقيل: الصفر معناها السود كما في الغريب (3)، جاء في الحديث: "إن شرر نار جهنم [435/ ب] سود كالقير، والعرب تسمي سواد الإبل صفر؛ لأنه مشوب بسوادها شيء من الصفرة.
قوله: "حبال السفن".
قال الخطابي (4): فأما حبال السفن فإنما هو إذا قُرئ جمالات بالضم.
(سورة عم)
1 -
عن عكرمة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)} [النبأ: 34] قال: ملأى متتابعة. أخرجه البخاري (5). [صحيح]
(1) انظر: "جامع البيان"(23/ 604)"فتح الباري"(8/ 528)"روح المعاني"(29/ 222)"الجامع لأحكام القرآن"(19/ 164).
(2)
قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث"(2/ 459) القصر قصر النخل، وهو ما غلظ من أسلفها أو أعناق الإبل واحدتها قصرة.
(3)
انظر: "مفردات ألفاظ القرآن"(ص 487). "جامع البيان"(23/ 605 - 608).
(4)
في "غريب الحديث"(1/ 254).
(5)
في "صحيحه" رقم (3839).
وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(24/ 42) والحاكم (2/ 512) والبيهقي في "البعث والنشور" رقم (358).
[قوله](1): سورة عبس
1 -
عَن عُرْوَةَ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أُنْزِلَ {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} [عبس: 1] فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى: أَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ الله! أَرْشِدْنِي، وَعِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الآخَرِ وَيَقُولُ: أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْسًا؟ فَيُقالُ لَا، فَفِي هَذا أُنْزِلَ. أخرجه مالك (2) والترمذي (3). [صحيح]
سقط تفسيره سورة النازعات، وهو ثابت في البخاري.
قوله: "ابن أم مكتوم الأعمى".
أقول: اسمه عبد الله بن سريح بن مالك بن ربيعة الفهري، من بني عامر بن لؤي وأم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبد الله، وفي "الفتح (4) ": أن اسم ابن أم مكتوم عمرو وقيل: كان اسمه الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو قرشي عامري أسلم قديماً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكرمه ويستخلفه على المدينة، وشهد القادسية في خلافة عمر واستشهد بها، وقيل: بل رجع إلى المدينة فمات بها، قال السهيلي في "الروض (5) " في قوله:{أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} [عبس: 2] من القصة: أنه لا غيبة في ذكر الرجل بما ظهر في خلقه من عمى أو عرج إلا أن يقصد به الإزدراءُ وفي ذكره إياه بالعمى من الحكمة والإشارة اللطيفة البينة على موضع الغيب؛ لأنه
(1) زيادة من (أ).
(2)
في "الموطأ"(1/ 203 رقم 8).
(3)
في "السنن" رقم (3331) وهو حديث صحيح.
وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان"(24/ 103) وأبو يعلى في "مسنده" رقم (4848) والواحدي في "أسباب النزول"(ص 322) والحاكم (2/ 514).
(4)
(2/ 99 - 100).
(5)
(2/ 118 - 119).
قال: {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} [عبس: 2] فذكر المجيء مع العمى، وذلك ينبي عن تجشم كلفة، ومن تجشم القصد إليك على ضعف فحقك الإقبال عليه لا الإعراض عنه، هذا مع أنه لم يكن ابن أم مكتوم آمن بعد ألا تراه يقول:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)} [عبس: 3] ولو كان قد صح إيمانه لم يعرض عنه صلى الله عليه وسلم، ولو أعرض عنه لكان العتب أشد، وكذلك لم يكن ليخبر عنه ويسميه بالاسم المشتق من العمى دون الاسم المشتق من الإيمان والإِسلام، لو كان قد دخل في الإيمان [436/ ب] قبل ذلك وإنما دخل بعد نزول الآية.
قوله: "من عظماء المشركين" هو الوليد بن المغيرة وقيل: أمية بن خلف، وقيل: عتبة وشيبة ابنا ربيعة (1): وقيل: عتبة وأبو جهل وعباس.
قوله: "أخرجه مالك والترمذي".
قلت: وقال الترمذي (2): هذا حديث غريب، وروى بعضهم هذا الحديث عن هشام ابن عروة عن أبيه قال: أنزل {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} [عبس: 1] في ابن أم مكتوم ولم يذكر فيه عن عائشة انتهى. أي: فيكون منقطعاً.
2 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُم تُحْشَرُونَ حُفاةً عُراةً غُرْلًا"، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ:"أيُبْصِرُ أَوْ يَرَى بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ؟ قَالَ: "يَا فُلانَةُ! {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)} [عبس: 37] ". أخرجه الترمذي (3). [صحيح]
(1) انظر: "جامع البيان"(24/ 106 - 107).
(2)
في "السنن"(5/ 432).
(3)
في "السنن" رقم (2423، 3167، 3332).
قلت: وأخرجه البخاري رقم (3349) ومسلم رقم (2860) والنسائي رقم (2081، 2082، 2087).