الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني
القول المبني على مراعاة النظم وظاهر ترتيب الكلام أولى من غيره
صورة القاعدة:
إذا تعاقبت ضمائر متعددة في سياق واحد، واحتمل في مرجعها أقوالاً متعددة فتوحيد مرجعها، وعدم تشتيته هو الأصل والأولى من عودها على مختلف لئلا يتنافر النظم ويتشعب المعنى، ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بدليل واضح وقرينة بينة (1).
شرح مفردات القاعدة:
النظم:
لغة: النظم في اللغة التأليف، نظَمه ينْظِمه نظماً ونظاماً ونظَّمه فانتظم، وتنظّم، ونظمت اللؤلؤ أي جمعته في السلك (2).
اصطلاحاً: هو تعليق الكلم بعضها ببعض، ومهمَّته بناء نتاج النظم التركيبي للكلام في بناء متكامل متآخٍ بحيث يكون كلّ عنصر من عناصر هذا البناء المتكامل آخذًا بحجز بعضه (3).
(1) انظر عقود المرجان في قواعد المنهج الأمثل / أحمد سلامة أبو الفتوح، ص 160، وقواعد الترجيح عند المفسرين / حسين الحربي، ج 2، ص 613.
(2)
لسان العرب / ابن منظور، ج 14، ص 196، مادة: نظم.
(3)
انظر البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن / محمود توفيق سعد، ج 1، ص 278، ودلائل الإعجاز / الجرجاني، ج 1، ص 18.
وقيل هو: تأليف الكلمات والجمل مترتبة المعاني متناسبة الدلالات على حسب ما يقتضيه العقل (1).
الظاهر:
لغة: خلاف الباطن، ظهر يظهر ظهوراً فهو ظاهر وظهير (2) والظاهر الواضح ومنه يقال: ظهر الأمر الفلاني إذا اتضح وانكشف (3).
اصطلاحاً: اللفظ الظاهر ما دل على معنى بالوضع الأصلي أو العرفي ويحتمل غيره احتمالاً مرجوحاً (4).
ولقد اعتنى ابن عاشور بهذه القاعدة ومن قوله: " وإنما وقع التحدي بسورة أي وإن كانت قصيرة دون أن يتحداهم بعدد من الآيات لأن من أفانين البلاغة ما مرجعه إلى مجموع نظم الكلام وصوغه بسبب الغرض الذي سيق فيه من فواتح الكلام وخواتمه "(5).
وقال معلقاً على بعض الأقوال في موضع: " وهذا بعيد من اللفظ ومن النظم وفيه تفكيك لاتصال نظم الكلام وانتقال بدون مناسبة "(6).
وقال ابن عاشور: " في تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
(1) التعريفات / الجرجاني، ص 185.
(2)
لسان العرب / ابن منظور، ج 8، 276، مادة: ظهر.
(3)
الإحكام في أصول القرآن / ابن حزم، ج 1، ص 260.
(4)
الإحكام في أصول القرآن / ابن حزم، ج 1، ص 260.
(5)
التحرير والتنوير، ج 1، ص 104.
(6)
التحرير والتنوير، ج 12، ص 112.