الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبيه يونس، وابن أبي ذيب وغيره.
وروى عنه ابنه وقطن بن إبراهيم، ومحمد بن عقيل الخزاعي وغيرهم، مات يوم السبت لخمس بقين من شعبان سنة تسع ومائتين.
لطائف إسناده:
فيه التحديث بالجمع، والعنعنة، وشيخه من أفراده، ورواته نيسابوريان وهروي نيسابوري وبصريون.
ثم قال: تابعه أبان وعمران عن قتادة، فقال عبد الرحمن، عن شعبة، قال:"لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت"، والأول: أكثر سمع قتادة عبد الله وعبدالله أبا سعيد قوله: عن قتادة، أي: على لفظ المتن، وقد تابع هؤلاء سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، أخرجه عبد بن حميد، عن روح بن عبادة، عنه، ولفظ: أن الناس ليحجوه ويعتمرون ويغرسون النخل بعد خروج يأجوج ومأجوج.
وقوله: "فقال عبد الرحمن: عن شعبة"، يعني قتادة بهذا السند، وقوله:"لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت"، وصله الحاكم عن أحمد بن حنبل، عنه، قال البخاري: والأول أكثر أي: لاتفاق من تقدم ذكره على هذا اللفظ، وانفراد شعبة بما يخالفهم، وإنما قال ذلك لأن ظاهرهما التعارض لأن المفهوم من الأول أن البيت يحج بعد أشراط الساعة، ومن الثاني أنه لا يحج بعدها، ولكن يمكن الجمع بين الحديثين بأنه لا يلزم من حج الناس بعد خروج يأجوج ومأجوج أن يمتنع الحج في وقتٍ ما عند قرب ظهور الساعة، ويظهر -والله أعلم- أن المراد بقوله:"ليحجن البيت"، أي: مكان البيت لما مرَّ من أن الحبشة إذا خربوه لم يعمر بعد ذلك، قلت: لا يلزم أن يكون المراد بالبيت مكانه لإمكان أن يكون التخريب متأخرًا عن زمن الحج، وبعد التخريب لا يحصل حج، وقد مرَّ في الجواب عن معارضة الحديث لآية:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا} الخ، أن هذا التخريب حين لا يبقى على وجه الأرض من يقول: الله الله، وقول البخاري: سمع قتادة عبد الله بن أبي عتبة، وعبد الله سمع أبا سعيد الخدري، غرضه منه هو أنه لم يقع فيه تدليس، وهل أراد بهذا أن كُلاًّ منهما سمع هذا الحديث بخصوصه أو في الجملة؟ فيه احتمال، وقد جاء عن عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة مصرحًا بسماع قتادة من عبد الله بن أبي عتبة في حديث:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها"، وهو عند أحمد وعند أبي عوانة في "مستخرجه" من وجه آخر.
أما متابعة أبان فوصلها الإِمام أحمد عن عفان وغيره.
وأما متابعة عمران فوصلها أحمد أيضًا عن سليمان بن داود الطيالسي وأبو يعلى وابن خزيمة.
ورجال المتابعتين ثلاثة: مرَّ أبان بن يزيد العطار في تعليق بعد السابع والثلاثين من الإيمان، ومرّ قتادة في السادس منه وعمران هو ابن داود بفتح الواو العمي أبو العوام القطان البصري، قال عمرو بن علي: كان ابن مهدي يحدث عنه، وكان يحيى لا يحدث عنه، وقد ذكره يحيى يومًا فأحسن الثناء عليه، وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس بالقوي، وقال مرة: ليس بشيء، لم يرو عنه يحيى بن سعيد، وقال أبو داود: هو من أصحاب الحسن، وما سمعت إلا خيرًا، وقال مرة: ضعيف أفتى في أيام إبراهيم بن عبد الله بن حسن بفتوى شديدة فيها بسفك الدماء، وذلك أن إبراهيم بن عبد الله بن حسن لما خرج يطلب الخلافة استفتاه عن شيء فأفتاه بفتيا قتل فيها رجال مع إبراهيم، وأخوه محمد خرجا على المنصور في طلب الخلافة لأن المنصور كان في زمن بني أمية بايع محمدًا بالخلافة، فلما زالت دولة بني أممة وولي المنصور الخلافة تطلب محمد فقدر فألح في طلبه، فظهر بالمدينة ويايعه قوم، وأرسل أخاه إبراهيم إلى البصرة، فملكها، وبايعه قوم، فقد أنهما قتلا، وقتل معهما جماعة كثيرة، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: هو يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الساجي: صدوق وثّقه عفان، وقال العجلي: بصري ثقة، وقال الحكم: صدوق، وأورد له العقيلي، عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة حديث:"ليس شيء أكرم على الله من الدعاء"، قال: لا يتابع عليه بهذا اللفظ، ولا يعرف إلا به، وقال البخاري: صدوق يهم، وقال ابن شاهين في "الثقات": كان من أخص الناس بقتادة، وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم، روى عن قتادة ومحمد بن سيرين، وأبي جمرة الضبعي وغيرهم، وروى عنه ابن مهدي وأبو داود الطيالسي ومسلم بن قتيبة وغيرهم.
ثم قال المصنف: وعبد الرحمن المراد به ابن مهدي، وقد مرَّ في الأول من استقبال القبلة، ومرَّ شعبة في الثالث من الإيمان.
ثم قال المصنف: