الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسكينة عند الإفاضة وإشارته لهم بالسوط
الحديث الحادي والخمسون والمائة
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ، قال: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، قال: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى وَالِبَةَ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ دَفَعَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَرَفَةَ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ زَجْرًا شَدِيدًا، وَضَرْبًا وَصَوْتًا لِلإِبِلِ، فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ". أَوْضَعُوا: أَسْرَعُوا. خِلَالَكُمْ: مِنَ التَّخَلُّلِ بَيْنَكُمْ، وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا: بَيْنَهُمَا.
وقوله: "مولى المطلب" أي: ابن عبد الله بن حنطب.
وقوله: "مولى والبة" بكسر اللام بعدها موحدة خفيفة، بطن من بني أسد.
وقوله: "زجرًا" بفتح الزاي وسكون الجيم بعدها راء، أي: صياحًا لحثّ الإبل.
وقوله: "وضربًا"، زاد في رواية كريمة: وصوتًا، وكأنها تصحيف من قوله: وضربا فظُنتْ معطوفة.
وقوله: "عليكم بالسكينة" أي: في السير، والمراد السير بالرفق وعدم المزاحمة، فإن البر ليس بالإيضاع، أي: السير السريع، ويقال: هو سير مثل الخبب، فبين عليه الصلاة والسلام أن تكلف الإسراع في السير ليس من البر، أي: مما يتقرب به، ومن هذا أخذ عمر بن عبد العزيز قوله: لما خطب بعرفة: ليس السابق من سبق بعيره وفرسه، ولكن السابق من غفر له، وقال المهلب: إنما نهاهم عن الإسراع إبقاءً عليهم لئلا يجحفوا بأنفسهم مع بعد المسافة.
وقوله: "أوضعوا": أسرعوا، هو من كلام المصنف، وهو قول أبي عبيدة في المجاز.
وقوله: "خلالكم" من التخلل بينكم هو أيضًا من قول أبي عبيدة، ولفظه: ولأوضعوا،