الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدعى لهم وعليهم لا تفسد صلاته.
رجاله ستة:
قد مرّوا، مرّ أبو اليمان وشعيب في السابع من بدء الوحي، ومرّ الزهري في الثالث منه، ومرّ أبو سلمة في الرابع منه، ومرّ أبو بكر بن عبد الرحمن في الستين من أبواب صفة الصلاة هذه، ومرّ أبو هريرة في الثاني من الإيمان. وفي الحديث ذكر الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وها أنا أذكر تعريفهم إن شاء الله تعالى.
الأول: الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أخو خالد بن الوليد أُسر يوم بدر كافرًا قيل أسره عبد الله بن جحش وقيل أسره سليط بن قيس المازني الأنصاري قدم في فدائه خالد وهشام وكان هشام شقيقه أُمهما آمنة أو عاتكة بنت حرملة وتمنع عبد الله بن جحش حتى افتكاه بأربعة آلاف درهم وجعل خالد يريد أن لا يبلغ ذلك فقال له هشام: إنه ليس بابن أُمك والله لو أني فيه إلا كذا وكذا لفعلت ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جحش لا تقبل في فدائه إلا سكة أبيه الوليد وكانت السكة درعى فضفاضة وسيفًا وبيضة فأبى ذلك خالد وطاع هشام لأنه شقيقه فقومت السكة بمائة دينار فطاعا بها وسلماها إلى عبد الله بن جحش فلما افتدى أسلم وعاتبوه في ذلك وقيل له: هلاّ أسلمت قبل أن تفتدى وأنت مع المسلمين فقال: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الأسر ولما أسلم حبسه أخواله فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في القنوت كما ثبت في الصحيح ثم أفلت من إسارهم ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وشهد عمرة القضية ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم لما اعتمر خرج خالد من مكة حتى لا يرى المسلمين دخلوا مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للوليد: لو أتانا خالد لاكرمناه وما مثله سقط عليه الإِسلام في عقله فكتب الوليد بذلك إلى خالد فكان سبب هجرته حكاه الواقدي وأخرج الطبراني أن الوليد بن الوليد كان محبوسًا وأراد أن يهاجر فباع مالًا له بالطائف ثم وجد غفلة من القوم فخرج هو وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام مشاة يخافون الطلب فسعوا حتى تعبوا وقصر الوليد فقال:
يا قدمي ألحقاني بالقوم
…
ولا تعداني كسلًا بعد اليوم
فلما كان عند الأحراس نكب فقال:
هل أنت إلا اصبع دميت
…
وفي سبيل الله ما لقيت
فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله حسرت وأنا ميت فكفني في فضل ثوبك واجعله مما يلي جلدك ومات فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه ودخل إلى أُم سلمة وبين يديها صبي وهي تقول: ابك الوليد بن الوليد بن المغيرة: فقال: إن كدتم لتتخذن الوليد حنانًا فسماه عبد الله وقيل: إنه لما فر من الأسر مات ببير أبي عتبة قبل أن يدخل المدينة على ميل منها قال ابن عبد البر: والصحيح الأول وذكر الزبير بن بكار أن أُم سلمة لما مات الوليد قالت:
يا عين فابكي للوليد
…
بن الوليد بن المغيرة
قد كان غيثًا في السنين
…
ورحمة فينا وميرة
ضخم الدسيعة ماجد
…
يسمو إلى طلب الوتيرة
مثل الوليد بن الوليد
…
أبي الوليد كفى العشيرة
وقد أخرج أحمد في مسنده له حديثًا أنه قال: يا رسول الله إني أجد وحشة في منامي فقال: "إذا اضطجعت للنوم فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأعوذ بك ربِّ أن يحضرون" وقد أخرجه أبو داود من رواية ابن إسحاق.
الثاني: سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي كان من مهاجرة الحبشة وكان من خيار الصحابة وفضلائهم وكانوا خمسة أُخوة أبو جهل والحارث والعاص وخالد وسلمة، فأما أبو جهل والعاص قتلا ببدر كافرين وأُسر خالد يومئذ ثم فدي ومات كافرًا وأسلم الحارث وسلمة وكانا من خيار الصحابة وكان سلمة قديم الإِسلام وحبس بمكة وعذب في الله وروى عبد الرزاق قال: فر عياش بن ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد من المشركين فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بمخرجهم فدعا لهم لما رفع رأسه من الركوع وروى ابن سعد أن سلمة لما فرّ من قريش قالت أُم ضباعة بنت عامر بن قرط:
لا هم رب الكعبة المحرمة
…
أظهر على كل عدوٍ سلمة
له يدان في الأُمور المبهمة
…
كف بها يروي وكف منعنمة
وروى ابن إسحاق من حديث أُم سلمة أنها قالت لامرأة سلمة بن هشام: مالي لا أرى سلمة يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كلما خرج صاح به الناس يا فرار وكان ذلك عقب غزوة مؤتة وزاد الواقدي إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بل هو الكرار" قال: ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الشام فاستشهد بمرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة في أول خلافة عمر وذكر موسى بن عقبة أنه استشهد بأجنادين وصوبه أحمد.
الثالث: عياش بن أبي ربيعة واسم أبي ربيعة عمرو ويلقب ذا الرمحين بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن قيل: يكنى أبا عبد الله ابن عم خالد بن الوليد وأخو أبي جهل لأُمه أُمهما الجلاس واسمها أسماء بنت مخربة وهو أخو عبد الله بن أبي ربيعة لأبيه وأُمه.
كان إسلامه قديمًا قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم هاجر إلى الحبشة مع زوجته أسماء بنت سلمة بن مخربة وولدت له بها ابنه عبد الله ثم هاجر إلى المدينة حين هاجر عمر بن الخطاب فجمع بين الهجرتين فقدم عليه أخواه لأُمه أبو جهل والحارث ابنا هشام فذكرا له أن أُمه حلفت أن لا يمس رأسها دهن ولا تستظل حتى تراه فرجع معهما فأوثقاه رباطًا وحبساه بمكة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له قال أبو عمر: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا يدعو للمستضعفين بمكة ويسمي منهم الوليد وسلمة وعياش.