الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دعوة إلى مساعدة مسلمي كوسوفا
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطلع عليه من المسلمين من الملوك والأمراء والأغنياء، وفقهم الله لكل خير، وجعلنا وإياهم ممن يعين على نوائب الحق، آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فمما لا يخفى على الجميع ما أصيب به الشعب الكوسوفي من الظلم والعدوان والقتل والتشريد من الصرب المعتدين. ولا شك أن ذلك يوجب على المسلمين عموما التعاون مع إخوانهم المسلمين في كوسوفا، والوقوف في صفهم، وإمدادهم بأنواع المساعدة، بواسطة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، وبواسطة مؤسسة الحرمين الخيرية بالمملكة أيضا؛ لأن الجهتين المذكورتين قائمتان بنشاط متواصل في نصر إخوانهم في كوسوفا، وإمدادهم بأنواع المساعدة، وقد قال الله عز وجل:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} (1)، وقال سبحانه:
(1) سورة التوبة الآية 71
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (1)، وقال عز وجل:{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} (2)، وقال سبحانه:{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (3)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه (4)» ، وقال عليه الصلاة والسلام:«مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (5)» ،
وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته (6)» .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وأسأل الله أن يخذل أعداء الإسلام ويجعل كيدهم في
(1) سورة المائدة الآية 2
(2)
سورة الأنفال الآية 72
(3)
سورة محمد الآية 7
(4)
رواه البخاري في (المظالم والغصب) باب نصر المظلوم برقم (2266)، ومسلم في (البر والصلة والآداب) باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم برقم (4684).
(5)
رواه البخاري في (الأدب) باب رحمة الناس والبهائم برقم (5552)، ومسلم في (البر والصلة والآداب) باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم برقم (4685).
(6)
رواه البخاري في (المظالم والغصب) باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه برقم (2262)، ومسلم في (البر والصلة والآداب) باب تحريم الظلم برقم (4677).
نحورهم، وأن ينصر المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق ويكفيهم شر أعدائهم، وأن يعينهم على التمسك بدينهم والثبات عليه، وأن يكفيهم شر الأعداء، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.