الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرج البيهقي بسنده من حديث عائشة رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه (1)» . وأخرج مسلم بسنده من حديث عدي بن عميرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوق، كان غلولا يأتي به يوم القيامة (2)» . وأخرج البخاري في صحيحه بسنده من حديث عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته (3)» .
(1) انظر صحيح الجامع رقم 1876، والصحيحة رقم 1113
(2)
صحيح مسلم 3/ 1465 رقم 1833
(3)
انظر فتح الباري 2/ 380 رقم 893
19 -
الجعل والإجارة:
الجعل: ما جعل له على عمل معين، الاسم بالضم، والمصدر بالفتح، يقال: جعل لك جعلا وجعلا، وهو الأجر على الشيء فعلا وقولا (1). والأجر: الجزاء على العمل، والجمع أجور. والإجارة: من أجر يأجر، وهو ما
(1) لسان العرب 11/ 111
أعطيت من أجر في عمل. والأجر: الثواب (1).
قال تعالى: {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} (2).
هذا الجعل من أسباب حصول الرزق بنص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أكثر الأعمال التي يقوم بها الإنسان مقابل مبلغ من المال، بل جرت سنة الله في خلقه أن سخر بعضهم لبعض حتى يحصل التكامل، وحتى تقضى الحاجات وتتنوع الأرزاق، وهذه من الحكم العظيمة التي أقام الله بها عمارة الحياة البشرية.
أما الإجارة فقال تعالى حكاية عن ابنة شعيب: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} (4){قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} (5){قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} (6)
(1) لسان العرب 7/ 10
(2)
سورة يوسف الآية 72
(3)
انظر فتح الباري 10/ 198 رقم 5737
(4)
سورة القصص الآية 26
(5)
سورة القصص الآية 27
(6)
سورة القصص الآية 28
وقال عز وجل: {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} (1)، وقال تعالى حكاية عن موسى للخضر:
{لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} (2).
وأخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة (3)» . وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك، قال:«حجم أبو طيبة النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بصاع أو صاعين من طعام، وكلم مواليه فخفف عن غلته أو ضريبته (4)» . وأخرج البخاري في الصحيح بسنده من حديث عبد الله بن مسعود، قال:«أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر اليهود أن يعملوها ويزرعوها ولهم شطر ما يخرج منها (5)» .
والإجارة عقد يقوم على القدرة والإتقان والأمانة، وهو يحتاج إلى قبول وإيجاب بين المؤجر والمؤجر. والمتأمل في هذا الباب يجد أن حكمة الله ظاهرة في تسخير الناس بعضهم
(1) سورة الطلاق الآية 6
(2)
سورة الكهف الآية 77
(3)
انظر فتح الباري 4/ 441 رقم 2262
(4)
انظر فتح الباري 4/ 458 رقم 2277
(5)
انظر فتح الباري 4/ 462 رقم 3285