الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويضيق الله الرزق على من يشاء وفق قضائه وقدره المبني على علمه وحكمته على الأوجه التالية:
1 -
إما حماية لعبده منة ورحمة به.
2 -
أو امتحانا له واختبارا.
3 -
أو حرمانا وعذابا.
وهو سبحانه يبسط الرزق لبعض عباده؛ لأنه يعلم أنه لا يصلحه إلا بسط الرزق، ويضيق الرزق على بعض عباده؛ لأنه يعلم أن التضييق عليه في الرزق أصلح له، ولله في قضائه وقدره حكم عظيمة، وكل ما يقدره ويقضيه لعباده فيه الخير والصلاح.
مصدر الرزق:
الله سبحانه وتعالى في علاه، مستو على عرشه، فوق خلقه؛ خيره نازل، والشر ليس إليه؛ القلوب والعقول والأكف تتجه بالعبادة والدعاء إليه في السماء.
فكيف لا يكون أساس ومصدر الرزق من السماء؛ لكن حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن تكون الأرض أيضا من مصادر الرزق؛ قال جل جلاله: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (1).
قال ابن كثير: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} (2) أي المطر، {وَمَا تُوعَدُونَ} (3) أي الجنة (4).
وقال جل وعلا: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ} (5)،
(1) سورة الذاريات الآية 22
(2)
سورة الذاريات الآية 22
(3)
سورة الذاريات الآية 22
(4)
تفسير ابن كثير 7/ 396 ط الشعب
(5)
سورة غافر الآية 13
وقال سبحانه وتعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ} (1) الآية، وقال تعالى:{وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (2)، وقال جل جلاله:{وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} (3). ووردت آيات كثيرة تدل على هذا المعنى.
والرازق هو الله، لكن السماء والأرض سببان قدرهما الله لتيسير وصول رزقه إلى عباده. فمصدر الرزق السماء، ومصدر إخراجه إلى العباد الأرض. ونستخلص من الآيات السابقة وغيرها ما يلي:
1 -
أن الماء أساس الرزق؛ لقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (4). والمصدر الأساسي للماء هو السحاب الذي في السماء.
2 -
أن الله سبحانه وتعالى جعل السماء بناء، والأرض فراشا، لتحقيق الحكمة التي من أجلها خلق الخلق، ولاستمرار الحياة البشرية على وجه الأرض للغاية نفسها.
3 -
إنزال المطر، وإخراج الثمرات، فيه آيات عظيمة لمن ينيب لتوحيد الله وعبادته.
(1) سورة سبأ الآية 24
(2)
سورة الجاثية الآية 5
(3)
سورة البقرة الآية 22
(4)
سورة الأنبياء الآية 30