الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحيح (1). واتهم ابن كلاب بأنه ابتدع أقواله ليدخل دين النصارى في دين المسلمين إرضاء لأخته النصرانية لما اعترضت على إسلامه، وقد كذب ذلك ابن تيمية (2) والذهبي (3). ولم تشر مصادر ترجمته إلى شيوخه، وأما تلامذته فقد ذكر منهم الذهبي (4): داود الظاهري، والحارث المحاسبي.
(1) لسان الميزان (3/ 291)، إتحاف السادة المتقين (2/ 6).
(2)
منهاج السنة (2/ 397)، ودرء التعارض (6/ 155)، ومجموع الفتاوى (5/ 555، 8/ 115).
(3)
السير (11/ 175).
(4)
السير (11/ 175).
(ب)
النشأة والتطور:
نشأت الكلابية على يد عبد الله بن سعيد بن كلاب الذي عاش في زمن شهد سطوة المعتزلة وتسلطهم واستمالتهم للخلفاء، وبلغ ذلك ذروته في عهد الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، واستمر في عهد المعتصم والواثق إلى أن رفع الله هذا البلاء في زمن المتوكل. وقد وقعت مناظرات ومساجلات بين ابن كلاب وبين المعتزلة والجهمية، وأراد ابن كلاب نصرة عقيدة السلف الصالح بالطرق والبراهين العقلية والأصولية، حتى عده كثير من المؤرخين للفرق من متكلمة أهل السنة والجماعة.
قال المقدسي: الكلابية أصحاب عبد الله بن كلاب، مناظرهم ولسانهم وبدرهم (1).
(1) البدء والتاريخ (5/ 150).
وقال الشهرستاني: حتى انتهى الزمان إلى عبد الله بن سعيد الكلابي، وأبي العباس القلانسي، والحارث بن أسد المحاسبي. وهؤلاء كانوا من جملة السلف، إلا أنهم باشروا علم الكلام، وأيدوا عقائد السلف بحجج كلامية وبراهين أصولية (1) وهذان المذكوران- المحاسبي والقلانسي - وغيرهما، هم من تلامذته الذين نشروا مذهبه، إلى أن تلقف هذا المذهب في القرن الرابع الهجري كل من: أبي منصور الماتريدي المتوفى سنة (333)، وأبي الحسن الأشعري المتوفى سنة (330)، فنشرا أقوال ابن كلاب، وأشاعاها، وهكذا تطور المذهب الكلابي على أيدي هؤلاء ومن جاء بعدهم من الماتريدية والأشعرية، وذلك كما في مسائل العلو والاستواء والرؤية وغيرها على النحو التالي:
(1)
كان ابن كلاب مثبتا للعلو والاستواء، مثبتا للرؤية، بينما نفى الماتريدية والأشعرية صفة العلو، وقالوا: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه. وأولوا الاستواء بأنه الاستيلاء، وأما بخصوص الرؤية فإنهم اشترطوا لها شروطا مخترعة، فقالوا: يرى بلا جهة ولا مسافة. بل إن بعض محققيهم صرحوا بأنه ليس بينهم وبين المعتزلة خلاف في مسألة الرؤية فإنها- عندهم- رؤية قلبية وليست بصرية.
(2)
في الإيمان: كان ابن كلاب يقول في الإيمان: إنه معرفة بالقلب وإقرار باللسان. ويرى صحة إيمان المقلد،
(1) الملل والنحل (1/ 85).