الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن كثير: وقوله: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ} (1) يعني: إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب، كما قال تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (2){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (3)، وقال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (4){مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} (5){إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (6)؛ ولذلك قال: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ} (7) قال الثوري: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} (8) أي: لا نكلفك الطلب (9).
ودلالة النص تتمثل في أن الله قد تكفل بالأرزاق كافة، وعلى وجه الخصوص لمن أقام الصلاة، وأمر أهله بها، وداوم على ذلك.
(1) سورة طه الآية 132
(2)
سورة الطلاق الآية 2
(3)
سورة الطلاق الآية 3
(4)
سورة الذاريات الآية 56
(5)
سورة الذاريات الآية 57
(6)
سورة الذاريات الآية 58
(7)
سورة طه الآية 132
(8)
سورة طه الآية 132
(9)
تفسير ابن كثير 5/ 321.
2 -
تقوى الله:
والتقوى هي: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله؛ وأن تترك معصية الله، على نور من الله؛ تخاف عقاب الله. قاله طلق بن حبيب.
وقال عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (1) قال: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر (2).
(1) سورة آل عمران الآية 102
(2)
انظر فتاوى ودروس في الحرم المكي للشيخ ابن عثيمين ص 294.
إن التقوى سبب في حصول الرزق والسعة في الدنيا قبل الآخرة؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (1){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (2)، وقال عز وجل:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (3)، وقال تعالى:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} (4). قال ابن كثير: " أي: ومن يتق الله فيما أمره به، وترك ما نهاه عنه، يجعل له من أمره مخرجا. {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (5) أي: من جهة لا تخطر بباله "(6).
وأخرج أحمد في مسنده من حديث أبي ذر قال: «جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو علي هذه الآية: حتى فرغ من الآية ثم قال: يا أبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم. قال: فجعل يتلو بها ويرددها حتى نعست (8)» .
إن للتقوى في الدنيا فوائد كثيرة، وآثار عظيمة، من أهمها: أنها سبب للخروج من المآزق، وحصول الرزق والسعة من حيث لا يحتسب؛ لأن أرزاق الله متنوعة ومتعددة، والأسباب في الحصول على الأرزاق متنوعة ومتعددة، فإذا اتقى الإنسان ربه فإنه يرزقه رزقا لم يخطر بباله، ويكون بسبب لم يتعمد فعله، أو
(1) سورة الطلاق الآية 2
(2)
سورة الطلاق الآية 3
(3)
سورة الطلاق الآية 4
(4)
سورة الأعراف الآية 96
(5)
سورة الطلاق الآية 3
(6)
تفسير ابن كثير 8/ 172.
(7)
المسند 5/ 178 - 179 وقال عنه الساعاتي في (الفتح الرباني 23/ 36 رقم 80): فالحديث جيد الإسناد.
(8)
سورة الطلاق الآية 2 (7){وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}