الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعليمية، وتربوية، وتدريبية، لما سيليها من مراحل.
والرعي من المهن المعروفة منذ القدم، وهو سبب هام من أسباب الرزق الحلال المبارك.
27 -
الزراعة وإحياء الموات:
الزراعة: وهي بذر الحب، وقيل: نبات كل شيء يحرث، والزراعة: موضع الزرع، وهي عمارة الأرض واستخدامها لاستخراج ثمار ما يزرع بها.
أما إحياء الموات: فهو استصلاحها والاستفادة منها. . . (1) قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (2) وقال عز وجل: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (3)
وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} (4){يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (5)
وقال جل شأنه: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ} (6)
(1) لسان العرب 8/ 141.
(2)
سورة الأنعام الآية 141
(3)
سورة الرعد الآية 4
(4)
سورة النحل الآية 10
(5)
سورة النحل الآية 11
(6)
سورة السجدة الآية 27
وقال تعالى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} (2){وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} (3)
وقال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} (4){وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} (5){رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} (6)
وقال عز وجل: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} (8) وقال سبحانه: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} (9){أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} (10){ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} (11){فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} (12){وَعِنَبًا وَقَضْبًا} (13){وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا} (14){وَحَدَائِقَ غُلْبًا} (15){وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} (16){مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} (17)
وأخرج مسلم في الصحيح بسنده من حديث جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل
(1) سورة الزمر الآية 21
(2)
سورة الدخان الآية 25
(3)
سورة الدخان الآية 26
(4)
سورة ق الآية 9
(5)
سورة ق الآية 10
(6)
سورة ق الآية 11
(7)
سورة الأنعام الآية 99
(8)
سورة المؤمنون الآية 20
(9)
سورة عبس الآية 24
(10)
سورة عبس الآية 25
(11)
سورة عبس الآية 26
(12)
سورة عبس الآية 27
(13)
سورة عبس الآية 28
(14)
سورة عبس الآية 29
(15)
سورة عبس الآية 30
(16)
سورة عبس الآية 31
(17)
سورة عبس الآية 32
منه له صدقة وما سرق منه له صدقة وما أكل السبع منه فهو له صدقة وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة (1)».
وأخرج أحمد والطيالسي والبخاري في (الأدب المفرد) وغيرهم من حديث أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل (2)» .
وأخرج ابن جرير من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن معقل بن يسار، قال: دخل رجل على عثمان بن عفان وهو يغرس غراسا، فقال له: يا أمير المؤمنين، الغرس، وهذه الساعة قد جاءت؟ فقال: أن تأتي وأنا من المصلحين خير وأحب إلي من أن تأتي وأنا من المفسدين (3).
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله، قال:«كان لرجال فضول أرضين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له فضل أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه، فإن أبى فليمسك أرضه (4)» .
وقال البخاري: باب من أحيا أرضا مواتا.
ورأى ذلك علي في أرض الخراب بالكوفة موات.
وقال عمر: من أحيا أرضا ميتة فهي له.
ويروى عن عمرو بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال في
(1) صحيح مسلم 3/ 1188 رقم 1552، وأخرج البخاري بنحوه، انظر فتح الباري رقم 2320.
(2)
مسند أحمد 3/ 183، 184، 191، وانظر الصحيحة للألباني 1/ 11 رقم 9 ثم قال: إسناد صحيح على شرط مسلم.
(3)
انظر كنز العمال 3/ 909 رقم 9137.
(4)
صحيح مسلم 3/ 1176 رقم 89.
غير حق مسلم: وليس لعرق ظالم فيه حق.
ويروى فيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم (1).
وأخرج الترمذي بسنده من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحيا أرضا ميتة فهي له (2)» وقال عنه أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرج الترمذي بسنده من حديث ابن عمر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع (3)» . قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
إن الزراعة من أعظم مصادر الرزق وطرقه وأسبابه، وهي مهنة قديمة يعرفها كل البشر، بل الحياة لا تقوم إلا على المنتجات الزراعية في الدرجة الأولى، بل جعل الله البركة والخير والنماء فيما تخرج الأرض، وأمر سبحانه عباده بإنشاء الجنات، والحدائق، والبساتين، وزراعة أنواع المزروعات: من حبوب، وفواكه، وخضروات، وتمور، وحمضيات، وغير ذلك.
والفرق بين المؤمن والكافر في الزراعة، أن المؤمن يحتسب أمر الزراعة عند الله، ويكتب له أجر زراعته، وأجر ما يؤكل منها، أما الكافر فهو يطغى بها ويتجبر، ويستخدمها كأداة للضغط، والاستعمار، وإذلال الشعوب، والدول، والأمم.
والله سبحانه وتعالى هو الذي أنزل الماء، وأخرج به من الأرض ثمرات كل شيء، متاعا ورزقا للعباد إلى حين.
(1) انظر فتح الباري 5/ 18 رقم 15.
(2)
جامع الترمذي 3/ 655 رقم 1379.
(3)
جامع الترمذي 3/ 658 رقم 1383.