الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له: يا عبد الله، لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا، فإني أنظر إلى ما يخرج منها، فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثا، وأرد فيها ثلثه (1)».
وهذا الحديث اشتمل على طاعات عدة؛ منها: النفقة على النفس والعيال من غير إسراف أو مخيلة. ومنها: تخصيص جزء من ثمار هذه الحديقة للفقراء والمساكين والسائلين وابن السبيل؛ مبتغيا بذلك وجه الله متوكلا عليه سبحانه؛ ولذلك تكفل عز وجل بسقي حديقته دون غيرها بطريقة عجيبة حتى لا يتضرر ما بداخلها من ثمار ومزروعات.
وهذا فيه دلالة على أن الله يرزق من يشاء، بأسباب ومن دون أسباب وفق حكمته، وهذا بفعل الطاعات، ومنها الإنفاق من أعظم أسباب حصول الأرزاق.
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2288 رقم 2984.
8 -
الحج والعمرة:
وهي عبادة مخصوصة بهيئة مخصوصة، في زمن مخصوص، في مكان مخصوص، يشترك فيها البدن والمال، من أداها وهو مستطيع، ولم يضيع بها حقا، وكانت مبرورة، فإنه يزيد بها رزقه ويغفر بها ذنبه؛ قال تعالى:{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (1){لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (2){وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (3)، وقال عز وجل:{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (4){لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (5).
(1) سورة الحج الآية 32
(2)
سورة الحج الآية 33
(3)
سورة الحج الآية 34
(4)
سورة الحج الآية 27
(5)
سورة الحج الآية 28