الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرج الترمذي بسنده من حديث أنس بن مالك، قال:«كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لعلك ترزق به» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح (1).
وأخرج الترمذي بسنده من حديث أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب (2). وقال أبو هريرة: البيت الذي يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة، وتخرج منه الشياطين، ويتسع بأهله، ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن تخرج منه الملائكة، وتحضره الشياطين، ويضيق بأهله، ويقل خيره (3).
إن تلاوة القرآن من أفضل القربات الذي يجازى تاليه بالزيادة في الفضل، وبالشفاء من جميع الأمراض، وبالرحمة، وبالرزق والعطاء، والسعة في البيوت، وكثرة الخير، وهذا كله وغيره يتحقق بحفظ القرآن الكريم وتلاوته وترتيله وتدبره والعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
(1) جامع الترمذي 4/ 574 رقم 2345.
(2)
جامع الترمذي 5/ 184 رقم 2926.
(3)
ذكره الوصابي في كتابه (البركة في فضل السعي والحركة) ص 117.
10 -
البكور:
وهو التبكير في طلب الرزق وطلب العلم
والاجتهاد بالطاعة أول النهار؛ لأن الله يقسم الأرزاق أول النهار، ولأن أول النهار وقت مبارك، ويكون فيه الإنسان أقوى ما يكون وأنشط.
أخرج الترمذي وغيره بسنده من حديث صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها "، قال: وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثر ماله» . قال أبو عيسى: حديث صخر الغامدي: حديث حسن (1).
وأخرج الطبراني بسنده من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة كان في ذمة الله حتى يمسي (2)» .
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب، وما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم دليل على فضله وأهميته، بل وكان يفعل البكور في الأمور المهمة، وخاصة بعث البعوث، فكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار؛ لتحقيق البركة بالنصر والظفر والغنيمة ودحر الأعداء. وفهم ذلك الصحابة رضي الله عنهم فاقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة صخر الغامدي، أثرى من بركة البكور. ثم إن صلاة الفجر مع الجماعة سبب لدخول المصلي في حفظ الله وتوفيقه حتى المساء، ومن يكون في ذمة الله ييسر الله له أموره، ومنها حصوله على الرزق والفضل من الله الرزاق العليم.
(1) جامع الترمذي 3/ 1212، وأخرجه أبو داود برقم 2606، وأحمد 3/ 416، 417.
(2)
انظر صحيح الجامع للألباني رقم 6219 ثم قال عنه: صحيح.