الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول العبد: أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني، إلى من تدعني (1)» . وأخرج البخاري في صحيحه من «حديث المعرور بن سويد، قال: لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببت رجلا فعيرته بأمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر، أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم (2)» .
الرجل في الإسلام هو المكلف بالإنفاق على النفس، وعلى الزوجة والأولاد، والخدم، والبهائم التي تحت يده. وهذه النفقة جعلها الله واجبة على الرجل، والزوج، والأب، والمالك. وإلا فمن ينفق على الضعفة من النساء والأولاد والمماليك وغير ذلك؟ وهذا من رحمة الله ولطفه بعباده أن سخر بعضهم لبعض، وكلف بعضهم بالإنفاق على بعض.
(1) انظر فتح الباري 9/ 50 رقم 5355
(2)
انظر فتح الباري 1/ 84 رقم 30
25 -
التجارة والسفر لابتغاء الرزق:
وهو الاسترباح بالبيع والشراء في كل ما هو مباح؛ قال تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ} (1)، وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (2)،
(1) سورة البقرة الآية 275
(2)
سورة الملك الآية 15
وقال سبحانه: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} (1)، وقال تعالى:{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} (2){إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} (3){فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} (4){الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (5).
وأخرج البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما (6)» .
وقال الشاعر:
تغرب على اسم الله في طلب العلا
…
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم ، واكتساب معيشة
…
وعلم ، وآداب ، وصحبة ماجد (7)
إن الخروج من المنزل بهدف الاكتساب، والمشي في الأرض، والضرب فيها، سبب من أسباب حصول الرزق. هذه سنة الله في خلقه، بل دلالة النصوص السابقة وغيرها واضحة في أمر الله لعباده بطلب الرزق بواسطة التجارة بالرحلة وبالسعي في الأرض.
(1) سورة المزمل الآية 20
(2)
سورة قريش الآية 1
(3)
سورة قريش الآية 2
(4)
سورة قريش الآية 3
(5)
سورة قريش الآية 4
(6)
انظر فتح الباري 4/ 309 رقم 2079
(7)
ذكره الوصابي في كتابه (البركة في فضل السعي والحركة) ص202