المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ قضاء الحوائج وتفريج الكربات: - مجلة البحوث الإسلامية - جـ ٥٥

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المحتويات

- ‌تنبيه:

- ‌أولا: سد الذرائع:

- ‌ثانيا: الحاجز الذي ينبغي أن يكون بين المصلي والمقبرة التي تكون أمامه:

- ‌ استقبال أو استدبار القبلة وقت قضاء الحاجة

- ‌ رجل حينما ينتقض عليه وضوءه بسبب البول يتأخر برؤه

- ‌ توضأ قبل أن يستنجي وبعد أن توضأ استنجى

- ‌ هل يلزم الإنسان أن يستنجي كل مرة يريد أن يتوضأ فيها

- ‌ ينزل من قمة الذكر ماء أبيض أو ماء مثل الصمغ ويتيمم بالتراب

- ‌ حديث: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة

- ‌من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

- ‌حكم صيام الثالث عشر

- ‌الشهر كله محل لصيام ثلاثة أيام وكونها في البيض أفضل

- ‌الأيام البيض تصام على حسب التقويم وللمسلم جمعها وتفريقها

- ‌النوافل يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها

- ‌يستحب صيام الأيام البيض ولو من شعبان

- ‌من لم يكمل صيام الأيام البيض يحسب له أجر ما صام منها

- ‌صيام الاثنين والخميس

- ‌فضل صيام الاثنين والخميس على الأيام البيض

- ‌حكم قضاء الست بعد شوال

- ‌المشروع تقديم القضاء على صوم الست

- ‌صيام الست سنة وليس بواجب ومن لم يستطع إكمالها لعذر شرعي

- ‌لا حرج في وصل صوم القضاء بصوم الست من شوال

- ‌حديث النهي عن صوم يوم السبت غير صحيح

- ‌جواز صوم يوم السبت تطوعا

- ‌حكم إفراد يوم الجمعة بصيام

- ‌ما جاء في صيام عشر ذي الحجة من أحاديث والجمع بينها

- ‌ليلة القدر هي أفضل الليالي

- ‌ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان

- ‌قد ترى ليلة القدر بالعين

- ‌ما هو الاعتكاف

- ‌يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة

- ‌مضاعفة الأعمال الصالحة بمكة

- ‌حكم التفرغ للعبادة في رمضان

- ‌‌‌الماتريديةربيبة الكلابية

- ‌الماتريدية

- ‌ التعريف:

- ‌ النشأة والتطور:

- ‌ مصادر التلقي:

- ‌ الأصول والمبادئ:

- ‌ أشهر الرجال والفرق:

- ‌ الانتشار في العصر الحاضر:

- ‌ التقويم:

- ‌مراجع للتوسع:

- ‌الكلابية

- ‌ التعريف:

- ‌ النشأة والتطور:

- ‌ مصادر التلقي:

- ‌ الأصول والمبادئ:

- ‌ أشهر الرجال والفرق:

- ‌ الانتشار في العصر الحاضر:

- ‌ التقويم:

- ‌ مراجع للتوسع:

- ‌حكم الطهارة من الحدث للطواف

- ‌المقدمة:

- ‌المطلب الأول: المراد بالطهارة:

- ‌المطلب الثاني: أقوال العلماء:

- ‌المطلب الثالث: تحرير رأي ابن تيمية في المسألة:

- ‌المطلب الرابع: الأدلة:

- ‌المطلب الخامس: مناقشة أدلة الجمهور:

- ‌المطلب السادس: الرأي المختار، وسبب الاختيار:

- ‌الخاتمة:

- ‌الرزق: مصدره، أسباب حصوله وزيادته، حلاله وحرامه

- ‌التمهيد:

- ‌الرزق دلالة ومفهوما:

- ‌علاقة الرزق بالقضاء والقدر:

- ‌الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر:

- ‌مصدر الرزق:

- ‌الله طيب لا يقبل إلا طيبا:

- ‌الإنفاق من فضل الله واجب شرعي ودليل إيماني:

- ‌أمر الله عباده الصالحين بالأكل من الطيبات:

- ‌شروط الرزق الحلال:

- ‌أسباب حصول الرزق وزيادته:

- ‌ إقامة الصلاة:

- ‌ تقوى الله:

- ‌ الاستغفار:

- ‌ الإنفاق والسخاء:

- ‌ التوكل على الله:

- ‌ صلة الأرحام:

- ‌ فعل الطاعات:

- ‌ الحج والعمرة:

- ‌ تلاوة القرآن:

- ‌ البكور:

- ‌ التزوج بالنساء الصالحات:

- ‌ إنجاب الأولاد:

- ‌ حمد الله تعالى وشكره على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة:

- ‌ الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والإكثار من ذلك:

- ‌ قضاء الحوائج وتفريج الكربات:

- ‌ الدعاء:

- ‌ الغنائم والفيء:

- ‌ العمل الوظيفي:

- ‌ الجعل والإجارة:

- ‌ الوصايا:

- ‌ الإرث:

- ‌ الصداق:

- ‌ ما يأخذه المحتاج من أموال الزكاة والصدقة:

- ‌ ما يؤخذ من النفقة الواجبة:

- ‌ التجارة والسفر لابتغاء الرزق:

- ‌ الرعي:

- ‌ الزراعة وإحياء الموات:

- ‌ الصيد:

- ‌ الاحتطاب:

- ‌ اللقطة:

- ‌ استخراج ما في باطن الأرض من معادن:

- ‌ الصناعة:

- ‌الأسباب المنقصة للرزق:

- ‌الرزق الحرام:

- ‌مسألة التحلل الأول في الحج

- ‌اختلاف أهل العلم فيما يحصل به التحلل الأول للمحرم:

- ‌حصول التحلل الأول برمي جمرة العقبة وحدها:

- ‌حصول التحلل الأول بفعل اثنين من الثلاثة: الرمي والحلق أو التقصير والطواف بالبيت:

- ‌أدلة مذاهب أهل العلم في التحلل الأول من الإحرام:

- ‌مسألة: هل يتم التحلل بدون السعي لمن عليه سعي

- ‌مسألة: بأي شيء يكون التحلل من العمرة

- ‌بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءعن حكم الزواج المدني

- ‌دعوة إلى مساعدة مسلمي كوسوفا

- ‌حديث شريف

الفصل: ‌ قضاء الحوائج وتفريج الكربات:

وفضله، وقد أمر الله بالصلاة والسلام على رسوله، فقال:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (1). والله سبحانه وتعالى يعطي العبد مسألته إذا قدم لها بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرج الترمذي بسنده من حديث عبد الله بن مسعود قال: «كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه (2)» . ثم قال: حديث حسن صحيح.

ودلالة هذا النص تتمثل في أن كل ما يسأله العبد من ربه يجيبه، ويحقق له مسألته، ومن هذا الرزق، وهو من الأمور المهمة للإنسان في الحياة الدنيا.

وذكر ابن القيم في (جلاء الأفهام) أربعين فائدة وثمرة تحصل للمصلي عليه صلى الله عليه وسلم، نذكر هنا ما له علاقة بهذا البحث:

أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه، أنها سبب لكفاية الله العبد ما أهمه، أنها سبب لقضاء الحوائج، أنها زكاة للمصلي، وطهارة له، أنها سبب لنفي الفقر (3).

(1) سورة الأحزاب الآية 56

(2)

جامع الترمذي 2/ 488 رقم 593.

(3)

جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيم ص 262 - 270.

ص: 279

15 -

‌ قضاء الحوائج وتفريج الكربات:

وهو التيسير على المعسرين بالإعفاء أو الإمهال، وإعانة المسلمين، ورحمة

ص: 279

المخلوقين، ونصرة المظلومين.

إن الإنسان في هذه الحياة تعترضه مشكلات، ويحتاج إلى حاجات، ويمر بكربات، ويتمنى أن يبقى مستورا أمام البريات؛ ولذلك شرع الله قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وستر العورات، والعون على الملمات.

أخرج البخاري بسنده من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة (1)» .

وأخرج مسلم بسنده من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. . . (2)» وأخرج ابن أبي الدنيا بسنده من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يكن في حاجة أخيه، يكن الله في حاجته (3)» . وأخرج

(1) انظر فتح الباري 5/ 97 رقم 2442، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1996 رقم 2580

(2)

صحيح مسلم 4/ 2074 رقم 2699

(3)

قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ص 46 بتحقيق محمد عطا ثم عزاه إلى السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالصحة

ص: 280

أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم من حديث أبي الدرداء قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبغوني الضعفاء، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم (1)» .

وأنشد بعضهم في هذا المعنى فقال:

إذا شئت أن تبقي من الله نعمة

عليك فسارع في حوائج خلقه

ولا تعصين الله ما نلت ثروة

فيحظر عنك الله واسع رزقه (2)

إن من لطف الله ورحمته بعباده أن جعل بعضهم يحنو على بعض، بل أمرهم بعدم ظلم بعضهم لبعض، وبعدم خذلان بعضهم لبعض، ووعد من يكون في حاجة أخيه أن يكون هو سبحانه القوي العزيز في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن كان في عون أخيه كان الله في عونه. والمسلم أحوج ما يحتاج إلى ربه في هذه الحياة؛ لأن الله على كل شيء قدير، ولأنه- أي الإنسان- أضعف ما يكون في الحياة، بل تعترضه عوامل الضعف في أغلب أحايينه فهو ينام، ويمرض، ويعجز، ويجهل، ويكسل، ويظلم، والحياة الدنيا ليست بدار قرار، وإنما دار امتحان واختبار، فهو دائما في حاجة الله. وأقرب طريق إلى عون الله وتوفيقه ورزقه وتفريج كرباته هو كونه

(1) انظر صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 48 وصححه

(2)

ذكره الوصابي في كتابه (البركة في فضل السعي والحركة) ص 177

ص: 281