الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دائما في عون إخوانه، وتسديد حاجاتهم، وقضائها، والموفق هو من وفقه الله لهذا الفضل العظيم.
16 -
الدعاء:
ومعنى الدعاء: استدعاء العبد ربه عز وجل العناية، واستمداده إياه المعونة. وحقيقته: إظهار الافتقار إليه والتبرؤ من الحول والقوة. وهو سمة العبودية واستشعار الذلة البشرية، وفيه معنى الثناء على الله وإضافة الجود والكرم إليه؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الدعاء هو العبادة (1)» .
ولصحة الدعاء وقبوله شروط، منها:
1 -
الإخلاص.
2 -
إظهار الفقر والمسكنة أمام الله.
3 -
التضرع والخشوع.
4 -
تقديم الثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله بين يدي الدعاء.
5 -
عدم الاستعجال، وعدم الاعتداء في الدعاء.
قال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (2)، وقال سبحانه:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (3).
أخرج البخاري بسنده من حديث أنس، قال: «كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
(1) ذكره الخطابي في كتابه (شأن الدعاء) ص 4
(2)
سورة غافر الآية 60
(3)
سورة البقرة الآية 186
عذاب النار (1)». وأخرج الترمذي بسنده من «حديث علي أن مكاتبا جاءه فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صبير دينا أداه الله عنك؟ قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك (2)» . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. وأخرج البخاري بسنده من حديث أنس، قال: كنت أسمعه يكثر أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال (3)» . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر (4)» . وأخرج الحاكم بسنده من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد ينصب وجهه إلى الله عز وجل في مسألة إلا أعطاه الله إياها؛ إما أن يعجلها، وإما أن يدخرها (5)» . ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرج البخاري ومسلم بسنديهما من حديث أبي هريرة، قال:
(1) انظر فتح الباري 11/ 191 رقم 6389، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2068 رقم 2688
(2)
جامع الترمذي 5/ 560 رقم 3563، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 538 ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
(3)
انظر فتح الباري 9/ 554 رقم 5425
(4)
أخرجه الترمذي من حديث سلمان، وأحمد في المسند 5/ 577، والحاكم في المستدرك 1/ 493 بإسناد صحيح، وتتمة الحديث: / 32 وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه / 32
(5)
المستدرك 1/ 497
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطعية رحم، ما لم يستعجل. . . (1)» وأخرج الترمذي في جامعه من حديث ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل (2)» . وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفرج الصبح (3)» . وأخرج الترمذي في جامعه من حديث أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت، فسلوني أرزقكم. . . (4)» الحديث، ثم قال: هذا حديث حسن. وأخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك، قال: «أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا؟ فرفع يديه- وما ترى في السماء قزعة- فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره
(1) انظر فتح الباري 11/ 140 رقم 6340، صحيح مسلم 4/ 2096 رقم 92
(2)
جامع الترمذي 4/ 563 رقم 2326
(3)
صحيح مسلم 1/ 522 رقم 170
(4)
جامع الترمذي 4/ 656 رقم 2495، وهو في صحيح مسلم معناه وزيادة