الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وينشأ من هذا رغبة في التغيير بالقوة وتوجيه المجتمع بالقوة إلى ما يظنه الحق وإنما هو الهوى -والعياذ بالله - والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إياكم والغلو في الدين (1)» ، ويقول صلى الله عليه وسلم:«إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق (2)» .
والحق ظاهر لمن أراده {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} (3) ولم يقل الله عز وجل: (فاستقم كما تهوى) فالاستقامة حقا هي الموافقة لأمر الله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (4){اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (5){صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (6).
(1) سنن ابن ماجه المناسك (3029)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 215).
(2)
مسند أحمد بن حنبل (3/ 199).
(3)
سورة هود الآية 112
(4)
سورة الفاتحة الآية 5
(5)
سورة الفاتحة الآية 6
(6)
سورة الفاتحة الآية 7
من آداب المعلم والمعلمة:
1 -
التواضع: فلا بد أن يكون المعلم والمعلمة متواضعا للعلم طلبا وتحصيلا وبذلا وتعليما، متواضعا للطلاب، فلا يرى في نفسه أنه أعلى منهم وأنه يستحق كذا وكذا بل يكون متطامنا متواضعا لله عز وجل، ومن تواضع لله رفعه، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان متواضعا مع الناس في تعليمهم ودعوتهم وفي سائر أحواله، تقف معه امرأة في عقلها شيء في بعض سكك المدينة فيقوم معها حتى يقضى حاجتها، ويأتي للصغير فيداعبه ويسليه ويمشي بين أصحابه لا يتميز
عنهم إلا بما فضله الله من النبوة والعلم والخلق والسمت والهدي. فليكن هو قدوتنا صلى الله عليه وسلم.
2 -
الحرص على نفع المتعلم: فالتعليم ليس حملا ثقيلا عليك أيها المعلم وعليك أيتها المعلمة؛ إنما هو أمانة فاحرصوا على أدائها والقيام بها حق القيام، وليكن حرصكم دائما على نفع المتعلم وهذا يتطلب منكم تفقد الطلاب واختبارهم ومعرفة مستوياتهم ومراعاة الفروق الفردية بينهم حتى تكون رسالة التعليم واصلة إليهم على خير حال والنبي صلى الله عليه وسلم كان هذا هديه يقول الله عز وجل:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (1) فلتكونوا حريصين على طلابكم رفقاء بهم رحماء اقتداء بنبيكم صلى الله عليه وسلم.
3 -
إيصال المعلومة الصحيحة دون الخاطئة: ويتبين لك أهمية ذلك حين تعلم أن ما تقوله يؤخذ على وجه التسليم والانقياد من قبل طلابك وينطبع في عقولهم، فاحرص على تحري الدقة والتأكد من صحة ما تطرحه، وإلا فعليك بالسكوت يقول الله عز وجل:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (2).
(1) سورة التوبة الآية 128
(2)
سورة الإسراء الآية 36
4 -
تركيز الكلام وتقليله مع الحرص على تكراره: وذلك أن الطلاب متفاوتة قدراتهم في الحفظ والفهم والاستيعاب وسرعة البديهة فاقتد بأضعفهم، وركز الكلام يفهم، وكرره حتى يحفظ فيكون حينئذ عموم النفع، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:«إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث الحديث لو شاء العاد أن يحصيه أحصاه (1)» أخرجه أبو داود.
ويقول أنس رضي الله عنه: «كان إذا سلم سلم ثلاثا، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا (2)» وفي رواية بزيادة (حتى تفهم منه).
5 -
المحافظة على وقت الطلاب: فلا تشغل- أخي المعلم أختي المعلمة- وقت الطلاب بالقيل والقال أو بالفكاهة والمزاح، بل عليك بالحرص على وقتهم وإعطائهم ما ينفعهم بأسلوب غير مخل ولا ممل.
6 -
عند الدخول في الدرس فعليك بتطبيق السنة في ذلك فابدأ بالسلام تحية أهل الإسلام، ثم قبل الشروع في درسك سم الله عز وجل واحمده وصل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم اشرع في درسك حتى تنغرس هذه الآداب الحسنة في نفوس الطلاب وحتى تحل البركة فيما تقوم بتعليمه وتدريسه.
(1) صحيح البخاري المناقب (3568)، صحيح مسلم الزهد والرقائق (2493)، سنن الترمذي المناقب (3639)، سنن أبو داود العلم (3654)، مسند أحمد بن حنبل (6/ 157).
(2)
صحيح البخاري العلم (94)، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2723)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 213).
7 -
واجه الطلاب بوجه طلق: ومن الآداب العامة وهي في شأن المعلم والمعلمة آكد التبسم وطلاقة الوجه ففيها عدة فوائد:
- منها تطبيق السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق (1)» .
- ومنها بعث الطمأنينة والراحة في نفوس الطلاب فيتقبلون ما تلقيه إليهم بانشراح وسعة صدر.
- ومنها أن التخلق بهذا الخلق حتى يكون لك ديدنا يجعلك أكثر انبساطا وأبعد عن الهموم ويحبب إليك الناس وغير ذلك من الفوائد التي لا تخفى.
8 -
عليكم بحث الطلاب والطالبات على الحرص على الدروس واستغلال الوقت إخلاصا لله عز وجل، وقصدا للنهوض بالأمة وتعليم الجهال وهذا من خير ما انصرفت الهمم إليه.
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح في ذلك أظهر من أن يذكر.
9 -
عند مواجهة أخطاء من الطلاب أو الطالبات لا يكن الضرب هو مفزعكم ولا هو أول الحلول عندكم فليس هذا من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم.
فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: «ما ضرب
(1) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2626)، سنن الترمذي الأطعمة (1833).