الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضهم بعضا بذلك فتقوى أنفسهم) (1)، فهذا التثبيت عن طريق الملائكة يكون في وقت المعارك بأساليب منها: القتال معهم أو البشارة بالنصر، أو تقوية القلوب أو تصحيح العزائم، أو تكثير السواد ولا مانع أن تجتمع فلا تعارض بينها، والله عز وجل أكرم الأكرمين.
(1) تفسير ابن كثير 2/ 293
المطلب الثاني: عن طريق القصص
إن القصص من أساليب الدعوة وكذا من وسائل التثبيت.
وقال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} (1).
(يقول تعالى وكل أخبار نقصها عليك من أنباء الرسل المتقدمين من قبلك مع أممهم، وكيف جرى لهم من المحاجات والخصومات، وما احتمله الأنبياء من التكذيب والأذى، وكيف نصر الله حزبه المؤمنين وخذل أعداءه الكافرين؛ كل هذا مما نثبت به فؤادك يا محمد، أي قلبك، ليكون لك بمن مضى من إخوانك من المرسلين أسوة)(2).
(1) سورة هود الآية 120
(2)
تفسير ابن كثير 2/ 466
المطلب الثالث: عن طريق إنزال القرآن منجما
أي (الآية بعد الآية).
القرآن هو المصدر الأول من مصادر التشريع، ولم ينزله الله على نبيه جملة ودفعة واحدة؛ بل نزل على حسب المواقع والمواضع والحاجة، وكان من أسباب ذلك أيضا تثبيت قلب الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (1).
وقال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} (2).
قال الطبري: (قال الله {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} (3)(أي) تنزيله عليك، الآية بعد الآية، والشيء بعد الشيء؛ لنثبت به فؤادك. . . عن ابن عباس {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} (4) قال: كان الله ينزل عليه الآية فإذا علمها نبي الله نزلت آية أخرى، ليعلمه الكتاب عن ظهر قلب ويثبت به فؤاده. . . ويعني بقوله:{لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} (5) لنصحح به عزيمة قلبك ويقين نفسك ونشجعك به (6).
(1) سورة الفرقان الآية 32
(2)
سورة النحل الآية 102
(3)
سورة الفرقان الآية 32
(4)
سورة الفرقان الآية 32
(5)
سورة الفرقان الآية 32
(6)
تفسير الطبري 19/ 10