الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: تعريف المال والتمول
المطلب الأول: بيان المراد بالمال عند أهل اللغة
المال مشتق من (مول) فعينه واو، ويطلق في اللغة على كل ما يملكه الإنسان من الأشياء.
وبعضهم يطلقه على الذهب والفضة خاصة، وكانت العرب تطلقه غالبا على الإبل خاصة أو على النعم.
والذي يبدو لي أن مصطلح المال عند العرب تطور استعماله باختلاف الأزمنة، وأنه تأثر أيضا بالأعراف والبيئات.
وقد أشار إلى هذا ابن الأثير في النهاية فقال: (المال في الأصل ما يملك من الذهب والفضة، ثم أطلق على كل ما يقتنى ويملك من الأعيان، وأكثر ما يطلق المال عند العرب على الإبل؛ لأنها كانت أكثر أموالهم) وهذا يفيد في رأيي ألا يخضع المصطلح الشرعي في المال لأي من هذه الاستعمالات اللغوية بمفرده، وكذلك المصطلح العرفي فلا تحمل ألفاظ الناس في عقودهم ودعاواهم على أي من هذه الاستعمالات، إلا لوجود القرينة التي تفيد مناسبته دون غيره، قال
ابن الأثير: (وقد تكرر ذكر المال على اختلاف مسمياته في الحديث ويفرق فيها بالقرائن).
والمال يجمع على: أموال، وتصغيره: مويل، وهو مذكر ومؤنث، يقال: هو المال، و: هي المال، ومنه قول حسان بن ثابت:
المال تزري بأقوام ذوي حسب
…
وقد تسود غير السيد المال
ويقال: مال الرجل يمول ويمال مولا ومؤولا إذا صار ذا مال، ومثله: تمول، و: مول فلان فلانا إذا أعطاه المال، و: رجل مال: أي كثير المال كأنه قد جعل نفسه مالا، وحقيقته: ذو مال ومنه للمرأة: امرأة مالة، وللجمع: مالة ومالون. و: ما أموله: أي ما أكثر ماله (1).
واشتقاقه كما ذكرت آنفا من (مول) فعينه واو لا ياء، وهذا ينفي صحة ما يذكره بعضهم من سبب تسميته، قال النووي:(روينا في حلية الأولياء عن سفيان الثوري -رحمه الله تعالى- قال: سمي المال لأنه يميل القلوب، قلت: وهذه مناسبة في المعنى، وإلا فليس مشتقا من ذلك، فإن عين المال واو، والإمالة من الميل ياء، ومن شروط الاشتقاق الاتفاق في الحروف الأصلية).
(1) المصباح المنير، ولسان العرب، الصفحات السابقة