الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهذا في الدعاء. الذي. . . عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد (1)» وهاتان الكلمتان هما جماع الفلاح وما أوتي العبد إلا من تضييعهما أو تضييع أحدهما، فما أوتي أحد إلا من باب العجلة والطيش، واستفزاز البداآت له أو من باب التهاون والتماوت وتضييع الفرصة بعد مواتاتها، فإذا حصل الثبات أولا والعزيمة ثانيا أفلح كل الفلاح) (2).
(1) سبق تخريجه.
(2)
مفتاح السعادة، ابن القيم: 1/ 142.
المطلب الثاني: الثبات في النفس
النفس الثابتة هي المطمئنة المؤمنة الذي استقر فيها الإيمان بثواب الله عز وجل فهي غير شاكة أو ظانة بل مصدقة به كأنها تراه أمامها، عكس الكافر أو المنافق.
قال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ} (1).
يقول القرطبي: " تثبيتا أي أنفسهم موقنة بوعد الله على تثبيتهم في ذلك، وقيل تثبيتا من أنفسهم أي يقرون بأن الله تعالى يثبت عليها، أي وتثبيتا من أنفسهم لثوابها بخلاف المنافق الذي لا يحتسب الثواب "(2).
(1) سورة البقرة الآية 265
(2)
تفسير القرطبي، 3/ 315.
وقال السيوطي: " وتثبيتا من أنفسهم. . . تصديقا ويقينا "(1).
فالنفوس المطيعة المتذللة لله عز وجل يثبتها - سبحانه - على الطاعة وعلى التصديق واليقين بوعده - سبحانه -.
يقول ابن تيمية: " وقوله من أنفسهم أي ليس المقوى له من خارج كالذي يثبت وقت الحرب لإمساك أصحابه له "(2) فإن الروح غالية وكذلك المال فيمنع الله بفضله وكرمه المؤمن في البخل والشح - طلبا للأجر - تحتسب ما عنده فتبذله رخيصا لا تتبعه منة ولا أذى لكن التثبيت على الإنفاق نابع من نفس المؤمن ذاته.
قال قتادة: " تثبيتا من أنفسهم احتسابا من أنفسهم، وقال
(1) الدر المنثور، السيوطي: 2/ 46.
(2)
مجموع الفتاوى / ابن تيمية: 14/ 95.