الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثبات على الحق فقال: (عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق)(1).
ومما يؤكد أهمية العلم كضمانة حقيقية ضد الانحراف ما نلحظه في الواقع من أنه كلما قل العلم بالكتاب الكريم والسنة المطهرة في مجتمع ما كلما بدت ظواهر الانحراف الفكري جلية واضحة وأبرزها الانحراف الفكري فنجد أن البيئات التي يقل فيها العلم يسهل على الدعوات المضللة والأفكار المنحرفة أن تجد فيها قبولا وتأثرا بها، وعلى العكس من ذلك البيئات التي ينتشر فيها العلم الشرعي وهذا ملاحظ في واقع الأمة فإن البيئات التي لم ينتشر فيها العلم الشرعي تكثر فيها البدع والانحرافات.
(1) الشاطبي، الاعتصام 1/ 79.
المبحث الأول: الأساليب العملية لعلاج الانحراف الفكري
وفيه ستة مطالب وهي:
المطلب الأول: الحكم بما أنزل الله في جميع جوانب الحياة:
لا ريب أن الحكم بما أنزل الله في جميع جوانب الحياة يحقق للمجتمع صلاحا في عقيدته، وتحقيقا لإيمانه قال تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (1).
(1) سورة النساء الآية 65
فالمجتمع المحكوم بشرع الله أقرب إلى التمسك بالدين والمحافظة عليه والتمسك بثوابته، وعدم الانحراف عنه، وكلما كان المجتمع محكوما بالشرع متحاكما إليه، قلت فيه دواعي الانحراف وأسبابه. وإن كان ذلك لا يختفي مطلقا، ولكن تكون نسبته أقل، كما هو الشأن في عصر علي رضي الله عنه حيث ظهرت الخوارج والرافضة، مع أن المجتمع كان محكوما بالشرع ومتحاكما إليه.
إذ المجتمع المسلم المحكوم بالشرع لا يسمح بالدعوة إلى العقائد الضالة والمذاهب المنحرفة، والفكر المناوئ للحق والمعادي له، فيقل تبعا لذلك من يبحث عنها ويعتنقها.
وكذلك مصادر هذه الأفكار والعقائد تكون معدومة أو لا يتسع نطاق تداولها فيقل تبعا لذلك التأثر بها.
ويبدو مثالا ظاهرا في هذا العصر وشاهدا على هذه الحقيقة مجتمع المملكة العربية السعودية نموذجا حيا لهذا النوع من المجتمعات التي تقل فيها الأفكار المنحرفة، وإن لم تكن معدومة. وذلك بسبب منع الدولة للأفكار المنحرفة والمذاهب الضالة مما انعكس إيجابا على الواقع الفكري بشكل عام وذلك إلى وقت قريب.
وقد يقول قائل ألم تجد الأفكار الضالة طريقها للشباب في