الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حياءهن، أو فعل يهين كرامتهن.
والمرأة التي تعمل خارج بيتها لا يعدو كونها متزوجة أو غير متزوجة، وإذا كانت متزوجة: فإما أن تكون ذات عيال أو عقيما. ومن فقدت زوجها والعانس تصنفان كالسابقتين، فخروج ذات الزوج والعيال إما أن يكون لحاجة، كزيادة دخل الأسرة ومساعدة الزوج، أو لغير حاجة، وإنما للتقليد والمحاكاة والمباهاة، فيكون نوعا من التسلية والترف، ينعكس أثره السلبي على أفراد الأسرة وخاصة الأطفال.
أثر هذا العمل في الطلاق:
ولتغيب المرأة عن بيتها بسبب العمل أثر في تحديد النسل وتحجيم عدد أفراد الأسرة، لشعورها بأن في الحمل والولادة والإرضاع ما يعوقها عن عملها، ويهدد استقرارها فيه. وكذلك لعمل المرأة خارج بيتها ما يمكن أن يهدد العلاقة بين الزوجين، فما يبقى للمرأة من وقت تقضيه في بيتها، وما ينتظرها من أعمال تجاه أسرتها وأطفالها يأتي على البقية الباقية من نشاطها، وحيويتها، فمن
أين تجد القدرة على إرضاء زوجها، والقيام بواجباته على الوجه المناسب؟
بذلك، وبمرور الوقت تفقد العلاقة الزوجية لونها، وطعمها بين الزوجين، ويطفو على سطح علاقتهما التوتر العام، وتتسع الهوة بينهما، ويزداد الضغط على الأعصاب، والبحث عن مبررات واهية (1).
ويأتي على رأس الآثار السلبية لخروج المرأة خارج بيتها للعمل: تأثير ذلك على النشء وتربيته، والتقصير في هذا الواجب يجعل زوج هذه المقصرة في حق أولادها يفكر في الطلاق أو يسارع إليه.
وكثيرا ما يقع الخلاف بين الزوجين أيضا بسبب خروج المرأة للوظيفة والعمل، عندما يكون ذلك بغير رضى من الزوج، وعندما يقع الخلاف بينهما على الراتب، وتحميل الزوجة قسطا من النفقة لأنها ذات دخل، وهي تمتنع من ذلك، أو عندما يطالب الزوج بجزء من الراتب نظير ما يقوم به من أعباء، ونظير ما يقع من تقصير الزوجة بواجباتها البيتية والزوجية لانشغالها بالعمل، كل ذلك قد يكون سببا من أسباب الطلاق.
وإذا لاحظنا أن عمل المرأة في بعض البلاد الإسلامية سار على خطوات عمل المرأة الغربية وتأثر بكل المؤثرات الغربية أو ببعضها، فإن ذلك يبرز عاملا آخر في الطلاق وهو ما قد تتعرض له المرأة من
(1) قوامة الرجل وخروج المرأة للعمل، د. محمد بن سعد، ص 68 وما بعدها.