الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريف الانحراف الفكري بأنه الميل إلى غير الحق في أصول الدين فيما ينتجه عقل الإنسان من رأي.
فما الذي يمكن وصفه بأنه انحراف فكري؟
والجواب أنه كل ميل عن الحق في أصول الدين.
أما ضوابط الانحراف الفكري فيمكن إيجازها في الآتي:
- كل فكر ورأي مخالف أو مناقض لنص الكتاب والسنة.
- كل تأويل للنصوص المتصلة بالاعتقاد لم يقره الأئمة من أهل السنة والجماعة في القرون الثلاثة المفضلة.
وبهذه الضوابط يتحدد ما يمكن وصفه بالانحراف الفكري.
الفصل الأول: منهج القرآن الكريم والسنة النبوية في حماية المجتمع المسلم من الانحراف الفكري
المبحث الأول: تثبيت العقيدة الصحيحة في النفوس بالدلائل والبراهين
لا ريب أن تأصيل وترسيخ الاعتقاد الصحيح من أعظم وسائل الوقاية من الانحراف الفكري، والواقع في القديم والحديث يصدق هذه الحقيقة؛ إذ لا نكاد نلمس انحرافا فكريا فيمن كان لديه اعتقاد صحيح مبني على علم، فلا غرو أن يعنى الكتاب الكريم والسنة المطهرة بتثبيت العقيدة الصحيحة في النفوس بالدلائل والبراهين العقلية والنقلية، ومن ذلك:
أولا: تعريفه سبحانه نفسه لعباده بأسمائه وصفات كماله ونعوت جلاله وأفعاله، وأنه واحد لا شريك له، وما يتبع ذلك في كتابه وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: ما استشهد به على ذلك من آيات قدرته وآثار حكمته فيما خلق وذرأ في العالم الأعلى والأسفل من أنواع بريته وأصناف خليقته، محتجا به على من ألحد في أسمائه وتوحيده وعطله عن صفات كماله وعن أفعاله، وكذلك البراهين العقلية التي أقامها على ذلك والأمثال المضروبة والأقيسة العقلية.
ثالثا: بيانه سبحانه وتعالى لعباده في كتابه بدء الخلق وإنشاءه ومادته، وابتداعه له، وسبق بعضه على بعض، وعدد أيام التخليق، وخلق آدم، وإسجاد الملائكة، وشأن إبليس وتمرده وعصيانه وما يتبع ذلك.
رابعا: ذكره لحقائق المعاد والنشأة الأخرى، وكيفيته وصورته، وإحالة الخلق فيه من حال إلى حال، وإعادتهم خلقا جديدا.
خامسا: ذكر أحوالهم في معادهم وانقسامهم إلى شقي وسعيد، ومسرور بمنقلبه ومثبور به، وما يتبع ذلك.
سادسا: ذكر القرون الماضية والأمم الخالية وما جرى عليهم، وذكر أحوالهم مع أنبيائهم، وما نزل بأهل العناد والتكذيب منهم من المثلات، وما حل بهم من العقوبات، ليكون ما جرت عليه