الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بخمسة آلاف أشرفي، فمجموعها نحو ستين ألف دينار، ومنها ستة لكوك ونصف لأهل مكة، وأربعة لكوك ونصف لأهل المدينة المشرفة، غير قماش وبضائع وهدايا للشريف.
وقرر في خدمة المصحف بمكة كاتب هذه الرسالة، وجعلوا له في كل عام معلوم ستين دينارا، ويوضع في المدرسة التي أمر السلطان بعمارتها بمكة، وأرسل السلطان لكين تنكة غير الأحد عشر لكا يشترى بها بيوت وتعمر وتوقف على المدرسة، ويقرر فيها عشرة أنفس شيخهم إمام الحنفية السيد عبد الله البخاري، وعشرة أنفس من الحنفية يدرسون بها وشيخهم القاضي الحنفي. . . وعشرة أنفس يقرءون القرآن وشيخهم إمام الحنفية، ورتب لكل واحد منهم اثني عشر أشرفيا، ولشيخهم عشرين أشرفيا، وللداعي عشرة أشرفية) (1).
(1) نيل المنى بذيل بلوغ القرى لتكملة إتحاف الورى، القسم الأول، ص 138 - 140.
المطلب الثالث: الوقف على تعليم القرآن وتحفيظه
إن تعلم القرآن الكريم والقيام بتعليمه وبيان معانيه وأحكامه للناس من أفضل الأعمال وأجل القرب، يحظى متعلمه ومعلمه بالخير والفضل في الدنيا والآخرة.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه (1)» ، وفي رواية أخرى:«إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه (2)» رواه البخاري.
(1) صحيح البخاري فضائل القرآن (5027)، سنن الترمذي فضائل القرآن (2907)، سنن أبو داود الصلاة (1452)، سنن ابن ماجه المقدمة (211)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 69)، سنن الدارمي فضائل القرآن (3338).
(2)
صحيح البخاري فضائل القرآن (5028)، سنن أبي داود الصلاة (1452).
وقد حرص نبينا صلى الله عليه وسلم على تبليغ هذا الدين ونشره بين العالمين، وبذل الجهود وصرف الأوقات من أجله، امتثالا لأمر الله عز وجل بقوله:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} (1)، وما أنزل إليه هو القرآن الكريم، وأوتي مثله معه، وهي السنة المطهرة.
ولعنايته عليه الصلاة والسلام بتعليم الصحابة القرآن الكريم ورعايتهم صور متعددة وأمثلة متنوعة، ثم حرص سلفنا الصالح - رحمهم الله تعالى - ومن بعدهم ممن رغب في هذا الخير والفضل على تعلم القرآن وتعليمه، فاستثمروا أوقاتهم في ذلك، وعمروا به مجالسهم، وبذلوا جهودهم من أجله، وأوقفوا الأوقاف العظيمة من أجل استمرارية عطائه، وصور ذلك في سيرهم كثيرة.
ومن أشهر المؤسسات العلمية الرفيعة في العصر الحديث دار الحديث الحسنية بالمغرب، ففي عام 1388 هـ وقف الحاج إدريس بن الحاج محمد البحراوي قصره الرائع الأنيق على القرآن والحديث (2)، وقد جاء نص خطابه لدى إعلان الوقفية:
(إنني أحبس هاته الدار على القرآن والحديث، ولا أريد أن تكون في المستقبل إلا لهاته الغاية، ولا تحول إلى أية غاية أخرى،
(1) سورة المائدة الآية 67
(2)
الوقف في الفكر الإسلامي، ج 1، ص 358.