الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذه البرامج وأمثالها ما هي إلا باب لترويج البدعة، وتشكيك دهماء الناس فيما عندهم بأسلوب المكر والحيل مدعين أن هذه " حرية الفكر " فلا نحجر على الناس عقولهم، فكل شخص يأتي بما عنده ويناقش ويجادل، وليس في هذا مخالفة شرعية، فما على من أراد أن ينشر الفساد ويضل الناس إلا أن يلبسه ألفاظا مزخرفة فيجعله تحت مسمى:" حرية الفكر " أو " الحرية الشخصية " وما أشبه ذلك من ألفاظ.
المطلب الثالث: بيان وكشف العقائد والمذاهب الباطلة والأساليب المسببة للانحراف الفكري والتصدي لها:
يعد التحصين الفردي تجاه صور الانحراف الفكري ووسائله ومسبباته أهم سبل الوقاية من الانحراف، وكما سبقت الإشارة لذلك فيما مضى.
ولعل من سبل التحصين المؤثرة الفاعلة دحض الضلالات الفكرية، وكشف الشبهات وتعرية المذاهب الباطلة، وكشف ريف العقائد الضالة. وذلك ببيان لا يدع شبهة إلا كشفها، ولا حجة إلا أجاب عنها. ولنا في كتاب ربنا القرآن الكريم أسوة فقد حكى العقائد الضالة وبين المذاهب الباطلة، ودحض حججها، وكشف زيفها.
المطلب الرابع: التصدي لوسائل التأثير الفكري النظرية والعملية:
الوسائل التي تتم بها عملية التأثير الفكري السلبي متنوعة
ومتعددة ويمكن تقسيمها إلى قسمين:
الأول: وسائل التأثير النظرية والمقصود بها الكتب والنشرات والصحف والمجلات.
والثاني: وسائل التأثير العملية: والمقصود بها تحرك المبطلين للدعوة لمذاهبهم عمليا عبر الاتصال الشخص والحوار والجدل والتدريس وغير ذلك من الوسائل كالتطبيب وأعمال الإغاثة.
وإذا أخذنا التنصير كنموذج تطبيقي فإن من المعلوم أن للنصارى جهودا مكثفة في هذه المجالات حققوا بها نجاحا في بعض البلاد الإسلامية التي يغلب عليها الجهل، فكيف يمكن التصدي للفكر التنصيري وما يسعى لنشره من عقائد باطلة وأفكار مضللة تجاه دين الإسلام؟
إن أمامنا مجالا رحبا للعمل المتنوع للتصدي والمواجهة ومما يمكن اقتراحه في هذا المجال:
في مجال الإعلام والتوجيه:
المواجهة الإعلامية وأهميتها في التحصين الفكري:
إن توجه أصحاب الأديان المحرفة والفرق المنحرفة والمذاهب الضالة إلى امتلاك القنوات التلفزيونية والإذاعية وتوجيهها لشتى بقاع العالم الإسلامي عبر البث المباشر بقصد زعزعة عقيدته وردة أهله عن دينهم، يوجب ولا ريب البحث عن وسائل الوقاية وطرقها، لا سيما
مع تصدر البث الفضائي وهيمنته على وسائل التأثير والتربية من خلال الأسرة والمدرسة ومكان العبادة، ومع تطور طرق ووسائل هذا البث وتجدد أجهزته مما يحول دون التحكم فيه بالمنع أو التصفية، وما يتوقع من تأثير سيئ لهذه القنوات على ناشئة المسلمين في الجانب الفكري، ومن صور ذلك في الواقع المعاش ما تبثه بعض تلك القنوات دعايات نصرانية صريحة أو مستترة، وما يبثه بعضها من أرقام هاتفية للكهانة، وما أجرته بعضها من مقابلات ولقاءات مع بعض السحرة، وما تبثه بعضها من برامج تشكك في بعض مسائل العقيدة الإسلامية، فإن مما يقترح للحماية من هذه الوسيلة على مستوى الأفراد والمؤسسات:
1 -
توسيع النشاط الإعلامي الإسلامي عن طريق طباعة الكتب والأشرطة والكتيبات والنشرات بشتى اللغات ولكافة الطبقات والمستويات وفي جميع الموضوعات بل وشراء واستئجار الإذاعات والتلفزة للدعوة لدين الإسلام.
2 -
توعية المسلمين بخطر التنصير على مستوى العامة ومن ذلك مثلا:
- إعداد الخطب عن طرق التنصير بين المسلمين ووسائله الجديدة.
- إعداد مطويات مختصرة بلغات شتى عن التنصير وخطره.
دعوة بعض المتهمين بموضوع التنصير إلى لقاءات مع الطلاب
ومع المثقفين ومع أساتذة الجامعات ومع عامة المسلمين لبيان مخططات النصارى، ويضاف إلى ذلك إعداد المقالات والملاحق الصحفية عن هذا الموضوع.
من وسائل الدفاع والوقاية المهمة (الهجوم) ومن طرق ذلك بيان ضلال النصارى وفساد معتقدهم في موقفهم من حقائق العلم بوسائل وطرق متعددة، منها على سبيل المثال: إعداد فيلم أو برنامج حاسوبي يحكي قصص محاكم التفتيش وتعذيب رجال الدين النصارى لمخالفيهم في الرأي، وموقفهم من العلم والمنتسبين إليه ويمكن أن يوجد بالفعل أفلام غربية تحكي ذلك فترويجها ونشرها مع الترجمة والتعليق يعطي صورة حقيقية لدين النصارى المحرف وممارسات رجال دينهم الإجرامية المؤلمة.
وفي مجال التعليم يمكن اتخاذ الخطوات التالية:
1 -
تيسير المنح الدراسية للطلاب المسلمين في الجامعات الإسلامية مع الحرص على تأهيلهم ليعودوا دعاة إلى الله عز وجل من خلال جهد دعوي مكثف.
إن مما يؤسف له أن ينجح النصارى في استقدام أعداد كبيرة من أبناء المسلمين ويربوهم بل وينفقوا عليهم من حساب الكنيسة في حين أن أهل الجامعات الإسلامية في الدول القادرة لا يستقبلون من هؤلاء إلا القليل وحتى الحالات التي يستقبل فيها بعض هؤلاء الطلاب فإنهم لا يلقون العناية اللازمة.
2 -
تأسيس الكليات والمعاهد والمدارس الأهلية الخيرية التي تعنى بالتربية الإسلامية ولا سيما في البلاد التي تفتقد ذلك وإعداد الأجيال إعدادا صحيحا وتخريج الدعاة إلى الله تعالى مع العناية بالمستوى العلمي والأكاديمي الذي تظهر به هذه المدارس. إن من الملاحظ أن الكثير من أولاد الأكابر والمسئولين يذهبون إلى الكليات والجامعات والمدارس الأجنبية في كثير من بلاد المسلمين بحجة أن هذه المدارس أكثر كفاءة وأنها تتوفر فيها الوسائل التعليمية والمختبرات ووسائل الترفيه ما لا يتوفر في غيرها وهذه الأمور ليست حكرا على طبقة بعينها بل يمكن أن تتوافر في مدارس إسلامية خيرية أهلية وتكون محاضن لأولاد المسلمين.
وفي المقابل يجب:
ضبط إنشاء المدارس الأجنبية في بلاد الإسلام، وفي حالة افتتاحها فيجب إخضاعها للرقابة الصارمة والإشراف المستمر من الجهات التعليمية، والحيلولة دون دخول أولاد المسلمين إلى تلك المدارس، ومنع تلك المدارس والقائمين عليها من كل ما يخالف الإسلام كالرقص والاختلاط والملابس الفاضحة والاحتفال بالأعياد البدعية والشركية، وضرورة تخصيص دروس في هذه المدارس للإسلام يتولاها الأكفاء، مع العناية بالمناهج والكتب في هذه المدارس لئلا تتضمن طعنا في الإسلام أو تشويها لحقيقته، أو الدعوة لما يضاده.
ومما يقترح الأخذ به في مناهج التعليم الخاص بالمسلمين:
1 -
تعزيز التربية الإيمانية في سن الطفولة والمراهقة المبكرة بطرق تربوية تعتمد الإقناع، لترسيخ حقائق الإيمان وتثبيتها في النفوس، وبث روح البغض والنفرة مما يناقض دين الإسلام من المعتقدات والأفكار والعبادات والسلوكيات والأشخاص والدول، وذلك ما دام النشء في مرحلة التأثير الممكن وسيطرة الأسرة وتوجيهها، كما أن بث روح التوجس مما يدعو إليه الكفار في نفوس الناشئة، وتعزيز ذلك ببيان ما فعله الكفار بالمسلمين من الأذى والتعذيب والقتل على مر العصور يوجد شيئا من الحصانة في نفس الناشئة تجاه ما يأتي من الكفار.
2 -
العناية بطبع ونشر الكتب الإسلامية المتخصصة في كشف ضلالات النصارى في دينهم، وخاصة الكتب المختصرة، وتوزيعها ونشرها بين المسلمين وخاصة الذين يحتكون بالنصارى في أماكن العمل.
3 -
توعية المبتعثين للدراسة أو العمل في الدول النصرانية بالمخاطر الدينية والفكرية المتوقعة ووسائل أهل الأهواء في نشر مذاهبهم (1).
4 -
اعتماد المنهج التربوي القائم على الحوار والمصاحب وبيان الحقائق للناشئة، والاستفادة من وسائل الإعلام في ذلك.
(1) سبل مواجهة التنصير مقال في مجلة الفرقان.
كما أن من المهم أن تنشأ في كل بلد إسلامي:
لجنة أو جمعية لدراسة موضوع التنصير ومتابعته وإعداد الدراسات والتقارير بشأنه وحفظ الوثائق المعلقة به وإصدار النشرات الدورية التي تلاحق كل جديد في هذا المجال.
2 -
أن تتبنى منظمة المؤتمر الإسلامي، أو رابطة العالم الإسلامي الدعوة إلى قيام مؤتمر إسلامي عالمي عام يناقش موضوع التنصير ويكون دوريا سنويا أو كل أربع أو خمس سنوات يناقش موضوع التنصير من جميع جوانبه وتقدم فيه الدراسات والبحوث والاقتراحات (1)
وعلى مستوى الدول التي لا يوجد بها مواطنون نصارى يمكن إصدار أنظمة صارمة تتعلق بالجرائم الماسة بدين الإسلام، تتضمن عقوبات رادعة لمن يمارس أعمال التنصير في البيئات الإسلامية، وقد يكون هذا في المستقبل مما يتعارض مع الاتفاقيات الدولية، وقد يحتج النصارى بسماحهم للمسلمين بالدعوة في بلادهم، وهنا يكون بتخصيص لجان فاعلة لمتابعة الأعمال التنصيرية والتصدي لها مباشرة وتقديم التوعية والإرشاد لمن يستهدفهم النصارى بالدعوة. والجد في نشر الكتب والنشرات، والأشرطة
(1) سلمان العودة، التنصير، بحث منشور بموقع صيد الفوائد.