الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوقوف على القرآن
لفضيلة الدكتور/ بدر بن ناصر البدر (1)
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (2)، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (3)، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (4){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (5).
(1) عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين.
(2)
سورة آل عمران الآية 102
(3)
سورة النساء الآية 1
(4)
سورة الأحزاب الآية 70
(5)
سورة الأحزاب الآية 71
أما بعد:
فإن أعظم نعمة يمن الله بها على عبده هي نعمة الإسلام والإيمان، كما قال تعالى:{بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} (1)، هذا الدين العظيم الذي حوى كل خير واشتمل على كل ما يصلح أحوال البشر في صغير الأمور وكبيرها، وحرم عليهم ما يعود عليهم بالسوء والضرر في العاجل والآجل، وجعل شريعته كاملة صالحة لكل زمان ومكان، مصلحة لأحوال الأفراد والمجتمعات، تدعو إلى الصلاح والاستقامة والعدل، وتنبذ الشرك والشر والظلم والجور والغدر.
لقد أبان رسولنا عليه الصلاة والسلام ما نزل عليه من ربه بيانا كاملا شاملا، تركنا على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فهو المنة المسداة والرحمة المهداة، يقول تعالى:{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (2)، وقال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (3).
وقد حفظ الله تعالى كتابه وصانه، وهيأ له من الأسباب ما
(1) سورة الحجرات الآية 17
(2)
سورة آل عمران الآية 164
(3)
سورة الأنبياء الآية 107
كفل له انتشاره وتعلق القلوب به، واحترامه وتوقيره وتعظيمه، قال عز وجل:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (1)، والبشرية اليوم أحوج ما تكون إلى نوره وهديه، لتسعد في الدنيا والآخرة. ومن الأسباب المعينة على أداء هذه الرسالة والقيام بهذه الأمانة إقامة الأوقاف في خدمة القرآن الكريم، تلاوة وحفظا، تعلما وتعليما، تأملا في هداياته ونظرا في دلالاته، فقها بأحكامه وعلما بمسائله، عملا به وتحاكما إليه، سيرا على نهجه والتزاما بهديه.
وهذا ما أحببت الكتابة عنه في هذا البحث (الوقف على القرآن)، وذلك من خلال الخطة التالية:
- المقدمة.
- المبحث الأول: تعريف الوقف لغة واصطلاحا.
- المبحث الثاني: أهمية الوقف وأدلة مشروعيته.
- المبحث الثالث: أركان الوقف وشروطه.
- المبحث الرابع: أنواع الوقف.
- المبحث الخامس: الطرق والأساليب الداعمة للوقف.
- المبحث السادس: حاجة البشرية إلى نور القرآن وهدايته.
- المبحث السابع: مشروعية الوقف في خدمة القرآن.
- المبحث الثامن: مقاصد الواقفين على القرآن، وفيه مطالب:
(1) سورة الحجر الآية 9
- المطلب الأول: الوقف على المدارس القرآنية.
- المطلب الثاني: الوقف على القراء.
- المطلب الثالث: الوقف على تعليم القرآن وتحفيظه.
- الخاتمة.
وقد سرت في كتابته حسب المنهج التالي:
- عزوت الآيات إلى سورها، ذاكرا اسم السورة ورقم الآية.
- خرجت الأحاديث، مكتفيا بالصحيحين أو بأحدهما إن كان الحديث فيهما، فإن لم يكن خرجته باختصار من غيرهما.
- لم أترجم للأعلام الوارد ذكرهم في البحث، خشية الإطالة.
- عزوت الأقوال إلى أصحابها، ووثقتها من كتب أصحابها، فإن لم أستطع وثقتها من المصادر والمراجع الأخرى.
- ذكرت تفاصيل المصادر والمراجع في ثبت مستقل في آخر البحث.
وبكل حال فإنني لا أدعي الإحاطة بكتابتي في هذا الموضوع ولا شمول البحث فيه، لما يعتريني من النقص والقصور، ثم لتشعب الموضوع وسعته.
أسأله تعالى أن يمنحنا الفقه في الدين واتباع سنة سيد الأولين والآخرين، عليه الصلاة والسلام، كما أسأله عز وجل أن يجزي
المشايخ القائمين على مجلة البحوث الإسلامية خير الجزاء، وأن يوفقهم لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.