الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووصلت إلى أعلى معدل في الارتفاع عام 1404 هـ حيث وصلت إلى (683) حالة طلاق، ووصلت عام 1405 هـ (351) حالة طلاق (1).
وتقدم الدراسات الإحصائية عن الطلاق بدولة الإمارات العربية المتحدة مؤشرات صارخة، تعود في جذورها إلى حالة المرأة والرجل معا، وإلى سلوكهما الباثولوجي، كما يقرر بعض الباحثين (2)
(1) انظر: إحصائيات المحكمة الكبرى بمدينة جدة، والمراجع السابقة.
(2)
دراسة تشخيصية لظاهرة الطلاق في دولة الإمارات العربية، د. فيصل الزراد، ود. عطوف ياسين، ص 16.
العوامل المؤثرة في انتشار الطلاق:
حدثت في المجتمعات والبلاد الإسلامية كثير من المتغيرات الاجتماعية في مجال التعليم، والفكر والاقتصاد، وفي كثير من المفاهيم والتصورات التي كانت سائدة. وكثيرا ما يؤدي التغير إلى صراع يكون له أثره في الأسرة والمجتمع.
ويعني التغير الاجتماعي بالنسبة لعلم الاجتماع: ظهور اختلاف يمكن ملاحظته في البناء الاجتماعي - أي بناء وظائف المجتمع - وفي العادات المعروفة، أو في معدات وآليات لم تكن موجودة من قبل. وذلك بالمقارنة بحالات وأوضاع سابقة. فالمقصود بالتغير: هو تلك التحولات التي تحدث في التنظيم
الاجتماعي، أي بناء وظائف المجتمع.
فالتغير الاجتماعي له صلة وثيقة بالتحولات العديدة التي تحدث في مختلف أنماط الحياة الإنسانية. فما دام الإنسان مخلوقا اجتماعيا، فإن التغير له أبعاده الإنسانية، وكل تغير في المجتمع تنعكس آثاره على الإنسان بالضرورة. ومن ثم يجب النظر في التجربة الماضية للإنسان في أبعادها الثقافية والاجتماعية من خلال مجتمع معين، لأنها هي التي تجعله قادرا على تكوين الثقافة ونقلها في شكل اجتماعي من جيل إلى جيل، فالتغير الاجتماعي لا بد أن يكون تغيرا في آلية الترابط الإنساني. فهو نمط من العلاقات الاجتماعية في وضع اجتماعي معين، يظهر عليه التغير خلال فترة محدودة من الزمان.
وغالبا يعنى الباحثون بدراسة انتشار التعليم، والتحول في بعض القيم والاتجاهات، والجوانب الدينية، والالتزام بالدين والسلوك الفاضل، والوضع الصحي والاقتصادي وعمل المرأة واستقلالها الاقتصادي، وعدم التوافق بين الزوجين، ونحو ذلك من المتغيرات التي يفرضها الباحثون الاجتماعيون وعلماء النفس، لدراسة أسباب الطلاق والعوامل التي تؤثر في انتشاره وازدياده، ثم يجرون الدراسات الميدانية، ويحللون النتائج لمعرفة مدى صحة تلك الافتراضات وثباتها وقيمتها (1).
(1) انظر: الطلاق والتغير الاجتماعي في المجتمع السعودي، د. ثروت محمد شلبي ص 11، 12.