الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البشري الذي عرف الزواج بداية لتكوين البيت والأسرة، وعرف الطلاق نهاية للحياة الزوجية غير الناجحة أو التي استحالت بين الزوجين، فالطلاق يعتبر ملازما للزواج، أقرته الشرائع الإلهية لما فيه من حكمة تشريعية وواقعية، كما أخذت به القوانين الوضعية، وعادت إليه المذاهب التي كانت تشدد فيه أو تمنعه، كل ضمن شروط وضوابط وتوجيهات.
ازدياد نسبة الطلاق:
وتزداد نسبة الطلاق في كل بلاد العالم، سواء في العالم الإسلامي أو العالم الغربي، ولكنها تختلف من بلد لآخر، باختلاف الأسباب والظروف والعوامل
…
أو باختلاف التغيرات الفكرية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية. والنظر في الدراسات الاجتماعية والإحصاءات الخاصة بالطلاق يعطى مؤشرا على تفاقم هذه الظاهرة وازديادها عاما بعد عام في كل المجتمعات. .
ففي المجتمع الأمريكي: بلغت حوادث الطلاق نسبة عالية لا يظهر لها مثيل في أي بلد في العالم، فقد ارتفعت نسبة الطلاق من (6%) عام 1890 م، فبلغت (40%) عام 1948 م، وأصبحت هذه النسبة - عام 1983 م (114) حالة طلاق لكل ألف حالة زواج ثم
ارتفعت إلى (250) حالة لكل ألف زواج، أي (25%). فكم تبلغ النسبة منذ ذلك العام إلى أيامنا هذه بعد التحلل والفساد؟
وارتفعت معدلات الطلاق ارتفاعا خطيرا في بريطانيا، وفي المجتمعات الصناعية بوجه عام، فكان معدل الطلاق في بريطانيا عام 1961 م (3) حالات طلاق لكل ألف حالة زواج، أما في عام 1981 م فوصل معدل الطلاق إلى (12) حالة لكل ألف حالة زواج، وتشير بعض الدراسات المنشورة في المجلات العربية إلى ارتفاع نسبة الطلاق عام 1991 م بواقع (3%) عن حالات الطلاق في العام الأسبق 1990، وبزيادة (9%) عن حالات الطلاق قبل عشرة أعوام أي عام 1980 م. وهذا رغم الشروط والقيود التي تفرضها الكاثوليكية على الطلاق.
وهكذا الحال في المجتمعات الأخرى مثل فرنسا، والاتحاد السوفياتي (روسيا فيما قبل وفيما بعد)، وسويسرا، وغيرها من الدول الأوربية.
ولم يختلف المجتمع المصري عن المجتمعات والدول الأخرى في
ذلك، فقد بلغت نسبة الطلاق (3.5) حالة لكل ألف حالة زواج في عام 1965 م وفي مدينة القاهرة وحدها تصل عدد حالات الطلاق إلى (60) ألف حالة سنويا، حيث تصل نسبتها إلى حالة طلاق لكل أربع حالات زواج في عام 1960 م ولاحظ الباحثون أن نسبة الطلاق تزداد قبل نهاية سنة من الزواج، وتقل بعد سنة ثم بعد سنتين لأسباب اجتماعية.
وفي المغرب العربي: زادت نسبة الطلاق من (4646) حالة في عام 1988 م إلى (5513) حالة في عام 1992 (1).
وفي المملكة العربية السعودية: تختلف صكوك الطلاق باختلاف المناطق، وبلغ عدد صكوك الطلاق في مدينة الرياض (2825) صكا في عام 1413 وتمثل الرياض أعلى نسبة في الطلاق بالنسبة لمدن المملكة، ووصلت حالات الطلاق في مدينة جدة عام 1400 هـ 1980 م (179) حالة، وفي عام 1402 هـ 1982 م وصل عدد المطلقين من السعوديين (55) حالة طلاق.
(1) مجلة الجندي المسلم، المرجع نفسه.