المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌77 - (باب في الكبائر) - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد - جـ ٢

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌44 - (باب في التفكر في الله تعالى والكلام)

- ‌45 - (باب منزلة المؤمن عند ربه)

- ‌46 - (باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين)

- ‌47 - (باب المؤمن غِرٌّ كريم (مص: 122))

- ‌48 - (باب في مثل المؤمن)

- ‌49 - (باب إن الله لا ينام (مص: 123))

- ‌50 - (باب)

- ‌51 - (باب من سَرَّته حسنته فهو مؤمن)

- ‌52 - (باب في النصيحة)

- ‌53 - (باب فيمن حبهم إيمانٌ)

- ‌54 - (باب منه)

- ‌55 - (باب منه)

- ‌56 - (باب من الإيمان الحب لله والبغض لله)

- ‌57 - (باب في المنجيات والمهلكات)

- ‌58 - (باب ما جاء في الحياء)

- ‌59 - (باب ما جاء أن الصدق من الإيمان)

- ‌60 - (باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم)

- ‌61 - (باب الإسلام بالنسب (مص: 140))

- ‌62 - (باب فيمن أسلم على يديه أحد)

- ‌63 - (باب فيمن عمل خيراً ثم أسلم (مص: 141))

- ‌64 - (باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء)

- ‌65 - (باب لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

- ‌66 - (باب لا إيمان لمن لا أمانة له)

- ‌67 - (باب لا يفتك مؤمن)

- ‌68 - (باب فيمن خالف كمال الإيمان)

- ‌69 - (باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان

- ‌70 - (باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه)

- ‌71 - (باب ما جاء في الكبر)

- ‌72 - (باب في قوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ونحو هذا)

- ‌73 - (باب ما جاء في الرياء)

- ‌74 - (باب الشح يمحق الإسلام)

- ‌75 - (باب في الحقد وغير ذلك)

- ‌76 - (باب في المكر والخديعة)

- ‌77 - (باب في الكبائر)

- ‌78 - (باب لا يُكَفَّر أحد من أهل القبلة بذنب)

- ‌79 - (باب في ضعف اليقين)

- ‌80 - (باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين)

- ‌81 - (باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما

- ‌82 - (باب منه في المنافقين

- ‌83 - (باب تحشر كل نفس على هواها)

- ‌84 - (باب البراءة من النفاق)

- ‌85 - (باب في إبليس وجنوده)

- ‌86 - (باب فيمن يغويهم الشيطان)

- ‌87 - (باب في شيطان المؤمن)

- ‌88 - (باب في أهل الجاهلية)

- ‌كتاب العلم

- ‌1 - (باب في طلب العلم)

- ‌2 - (باب في فضل العلم)

- ‌3 - (باب منه)

- ‌4 - (باب في فضل العالم والمتعلم)

- ‌5 - (باب منه)

- ‌6 - (باب الخير كثير ومن يعمل به قليل)

- ‌7 - (باب حث الشباب على طلب العلم)

- ‌8 - (باب في فضل العلماء ومجالستهم)

- ‌9 - (باب)

- ‌10 - (باب في معرفة حق العالم)

- ‌11 - (باب فيمن سمع شيئاً فحدث بشره)

- ‌12 - (باب العلم بالتعلم)

- ‌13 - (باب المجالس ثلاثة)

- ‌14 - (باب في أدب العالم)

- ‌15 - (باب أدب الطالب)

- ‌16 - (باب وصية أهل العلم)

- ‌17 - (باب في قوله: عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا)

- ‌18 - (باب في طالب العلم وإظهار الْبِشْرِ له)

- ‌19 - (باب البكور في طلب العلم)

- ‌20 - (باب الجلوس عند العالم)

- ‌21 - (باب فيمن يخرج في طلب العلم والخير (مص: 207))

- ‌22 - (باب المشي في الطاعة)

- ‌23 - (باب الرحلة في طلب العلم)

- ‌24 - (باب أَخْذ كل علم من أهله)

- ‌25 - (باب معرفة معنى الحديث بلغة قريش)

- ‌26 - (باب منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا)

- ‌27 - (باب الزيادة من العلم والعمل به)

- ‌28 - (باب فيمن مرّ عليه يوم لا يزداد فيه من العلم)

- ‌29 - (باب في من كتب بقلم خيراً أو غيره)

- ‌30 - (باب كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة عليه لمن ذكره أو ذكر عنده)

- ‌31 - (باب في سماع الحديث وتبليغه)

- ‌32 - (باب أخذ الحديث من الثقات)

- ‌33 - (باب النصح في العلم)

- ‌34 - (باب الاحتراز في رواية الحديث)

- ‌35 - (باب في ذم الكذب)

- ‌36 - (باب فيمن كذب على رسول الله)

- ‌37 - (باب فيمن كذب بما صح من الحديث)

- ‌38 - (باب في الكلام في الرواة)

- ‌39 - (باب الإمساك عن بعض الحديث)

- ‌40 - (باب معرفة أهل الحديث بصحيحه وضعيفه (مص: 236))

- ‌41 - (باب: طلب الإسناد مِمَّن أرسل)

- ‌42 - (باب كتابة العلم

- ‌43 - (باب عرض الكتاب بعد إملائه)

- ‌44 - (باب عرض الكتاب على من أمر به)

- ‌45 - (باب في كُتّاب الوحي)

- ‌46 - (باب في الخبر والمعاينة)

- ‌48 - (باب لا تضر الجهالة بالصحابة، لأنهم عدول)

- ‌49 - (باب فيمن حدث حديثاً كذب فيه غيره)

- ‌50 - (باب رواية الحديث بالمعنى)

- ‌51 - (باب في الناسخ والمنسوخ)

- ‌52 - (باب الأدب مع الحديث)

- ‌53 - (باب في المعضلات والمشكلات)

- ‌54 - (باب السؤال عما يشك فيه)

- ‌55 - (باب ما جاء في المراء)

- ‌56 - (باب في الاختلاف)

- ‌57 - (باب الأمور ثلاثة)

- ‌58 - (باب في كثرة السؤال (مص: 250))

- ‌59 - (باب سبب النهي عن كثرة السؤال)

- ‌60 - (باب السؤال للانتفاع وإن كثر (مص: 252))

الفصل: ‌77 - (باب في الكبائر)

‌77 - (باب في الكبائر)

382 -

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَه صلى الله عليه وسلم: "اجْتَنِبُوا الْكَبَائِرَ".

رواه أحمد (1)، وفيه ابن لهيعة.

= ويرفع المراسيل، لا يحتج به فيما يرويه منفرداً، ضعفه يحيى بن معين".

وذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 586 قول أبي زرعة، وقال: "وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ثقة

قلت: ساق له ابن عدي أحاديث ما هي بالمنكرة جداً، وجاء عن ابن معين تليينه". وقال الساجي:"عنده مناكير".

ويشهد له حديث قيس بن سعد عند ابن عدي في الكامل 2/ 584، وحديث أنس بن مالك عند الحاكم 4/ 607.

وقال الحافظ في "فتح الباري" 4/ 356: "وأما حديث (الخديعة في النار) فرويناه في الكامل لابن عدي من حديث في بن سعد بن عبادة قال:

وإسناده لا بأس به.

وأخرجه الطبراني في الصغير من حديث ابن مسعود، والحاكم في المستدرك من حديث أنس، وإسحاق بن راهويه من حديث أبي هريرة، وفي إسناد كل منهما مقال، لكن مجموعها يدل على أن للمتن أصلاً

". وانظر "شعب الإيمان" 5/ 367.

(1)

في المسند 3/ 394 من طريق الحسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا الكبائر، وسددوا وأبشروا". وهذا إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة. ولكن المتن صحيح، وانظر أحاديث الباب.

ص: 136

383 -

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَقِيَ الله عز وجل لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، مُحْتَسِباً، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ: دَخَلَ الجَنَّةَ.

وَخَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارةٌ: الشِّرْكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَبُهْتُ (1) مُؤْمِنٍ، أَو الْفِرَارُ (2) مِنَ الزَّحْفِ، أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ (3) يَقْتِطَعُ بِهَا مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ".

(1) البهت: الكذب والافتراء.

(2)

في المكانين "أو" وهي تفيد الجمع المطلق -كالواو- كما قال الكوفيون، والأخفش، والجرمي، واحتجوا لذلك بأقوال منها:

قَوْمٌ إذَا سَمِعُوا الصَّرِيخَ رَأَيْتَهُمْ

مَا بَيْنِ مُلْجِمِ مُهْرِهِ أَوْ سَافِعِ

وقال ابن هشام في "مغني اللبيب" 1/ 67 بعد أن أورد معاني "أو" والشواهد لذلك: "التحقيق أن (أو) موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء، وهو الذي يقوله المتقدمون. وقد تخرج إلى معنى بل، وإلى معنى الواو، وأما بقية المعاني فمستفادة من غيرها

".

(3)

قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 255: "يمين الصبر وهو أن يحبس السلطان الرجل على اليمين حتى يحلف بها. ولو حلف إنسان من غير إحلاف ما قيل: حلف صبراً". وأَصل الصبر: الحبس. وجاءت باسم الفاعل: لأنها تصبر صاحبها، وقيل: مصبورة اسم المفعول والمراد به اسم الفاعل، والله أعلم.

ص: 137

رواه أحمد (1)، وفيه بقية، وهو مدلس (2)، وقد عنعنه.

384 -

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَعَنَ الله مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ الله، وَلَعَنَ الله مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الأرْضِ (3)، وَلَعَنَ الله مَنْ

(1) في المسند 2/ 361 - 362 من طريق زكريا بن عدي، أنبأنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي المتوكل، عن أبي هريرة

وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن بقية بن الوليد قد عنعن وهو مدلس.

وذكر المنذري الجزء الأول من الحديث في "الترغيب والترهيب" 2/ 302 - 303 وقال: "رواه أحمد وفيه بقية بن الوليد".

وذكر الجزء الثاني منه في "الترغيب والترهيب" أيضاً 3/ 516 وقال: "رواه أحمد من طريق بقية، وهو قطعة من حديث".

ونسب المتقي الهندي الجزء الأول منه في الكنز 1/ 81 برقم (331) إلى أحمد، بينما نسب الثاني فيه 16/ 79 برقم (44007) إلى أحمد، وأبي الشيخ في التوبيخ".

(2)

في (ظ، م): "وهو ضعيف مدلس"، نقول: هو ليس ضعيفاً بل هو ثقة إذا صرح بالتحديث.

(3)

تخوم الأرض: معالمها وحدودها، واحدها تَخْم وزان فَلْس. وقال ابن الأعرابي، وابن السكيت: الواحد تَخُوم، والجمع تُخُم، مثل رسول ورسل.

وقال ابن الأثير في النهاية 1/ 184: "وقيل: أراد بها حدود الحرم، وقيل: هو عام في جميع الأرض، وأراد المعالم التي يهتدى بها في الطرق، وقيل: هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلماً". وأرى -والله أعلم- أنها عامة في كل ما تقدم.

ص: 138

كمَّهَ أَعْمَى (1) عَنِ السَّبِيلِ، وَلَعَنَ الله مَنْ يَسُبُّ وَالِدَيْهِ، وَلَعَن الله مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيِه".

رواه أحمد (2) ورجاله رجال الصحيح.

385 -

وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الْكَبَائِرُ أَوَّلُهُنَّ الإشْرَاكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَفِرَارٌ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَاتِ، وَالانْتِقَالُ إلَى الأعْرَابِ بَعْدَ هِجْرَتِهِ".

رواه البزار (3)،

(1) كَمَّهَ الأعمى: جعله يتحير في وجهته، ولم يرشده إلى ما يريد بل أضله.

(2)

في المسند 1/ 217، 309، 317، والطبراني في الكبير 11/ 218 برقم (1546)، وابن حبان في "موارد الظمآن" برقم (53) بتحقيقنا، والحاكم 4/ 356، والبيهقي في الحدود 8/ 231 باب: ما جاء في تحريم اللواط من طرق: عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس

وهذا إسناد صحيح.

ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي (2521، 2539)، وكنز العمال 16/ 91 برقم (542، 544). وشعب الإيمان برقم (5373).

(3)

في كشف الأستار 1/ 72 برقم (109) من طريق خالد بن يوسف بن خالد، حدثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة

وهذا إسناد فيه خالد بن يوسف السمتي، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 648:"أما أبوه فهالك، وأما هو فضعيف".

وتابعة على ذلك ابن حجر في لسان الميزان 2/ 49 وأضاف "وذكره ابن حبان في الثقات

". =

ص: 139

وفيه (مص: 157) عمر (1) بن أبي سلمة، ضعفه شعبة وغيره (2)، وثقه أبو حاتم، وابن حبان، وغيرهما.

386 -

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟.

الإشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ". وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُحْتَبِياً فَحَلَّ حَبْوَتَهُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِطَرَفِ لِسَانِهِ وَقَالَ (3):"أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ".

رواه الطبراني (4) في الكبير، وفيه عمر بن المساور، وهو

= وأورد له ابن عدي في الكامل 3/ 915 حديث وجوب الحج والعمرة على كل فرد، ثم قال:"وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل". وفي إسناد الموقوف، والمرفوع عنعنة ابن جريج. ثم قال:"وكل ما ذكرت من رواية خالد بن يوسف هذا فلعل البلاء فيه من أبيه يوسف بن خالد فإنه ضعيف".

وقال الذهبي في المغني: "فيه تضعيف، وأبوه ساقط".

وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 226 وقال: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه"، فالإسناد حسن إن شاء الله. وانظر الأنساب 7/ 132 - 133 ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 543 برقم (7811) إلى البزار.

(1)

في (ظ، ش): "عمرو" وهو تحريف.

(2)

في (ظ): "وعروة" وهو تحريف.

(3)

في (ظ، م). "فقال".

(4)

هو في الجزء المفقود من معجمه الكبير. واحتبى: جلس على أَلْيَتَيْهِ وضمّ فخذيه وساقيه إلى بطنه بذراعيه ليستند.

ص: 140

منكر الحديث.

387 -

وَعَنْ عِمْرَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَرَأَيْتُمُ الزَّانِيَ، وَالسَّارِقَ، وَشَارِبَ الْخَمْرِ، مَا تَقُولُونَ فِيهِمْ؟ ".

قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

قَالَ: "هُنَّ فَوَاحِشُ وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ. أَلَا أُنَبِّئكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟

الإشْرَاكُ بِالله ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48]، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، ثُمَّ قَرَأَ:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ (1) إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14] وَكَانَ مُتَّكِئاً فَاحْتَفَزَ (2) وَقَالَ (3): أَلَا وَقَوْلُ الزُّوِرِ".

وقال ابن عباس: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة.

رواه الطبراني (4) في الكبير، ورجاله ثقات إلا أن الحسن مدلس وعنعنه.

(1) في (ظ): "ولوالدي" وهو خطأ شنيع.

(2)

احتفز: تضامَّ وتجمع، وقال ابن الأثير في النهاية 1/ 407:"أي: قلق وشخص به، وقيل: استوى جالساً على وركيه كأنه ينهض".

(3)

في (ظ): "فقال".

(4)

في الكبير 18/ 140 برقم (293)، وابن مردويه -ذكره ابن كثير في التفسير 2/ 313 - من طريقين: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين

وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن لم يسمع من عمران وقد فصلنا ذلك عند الحديث =

ص: 141

388 -

وَعَنْ سَهْلِ بْنِ أبِي حَثْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اجْتَنِبوا الْكَبَائِرَ السَّبْعَ". فَسَكَتَ النَّاسُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تسْأَلُونِي عَنْهُنَّ؟.

الشِّرْكُ بِالله، وَقَتْل النَّفْسِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ".

رواه الطبراني (1) في الكبير، وفيه ابن لهيعة.

= (1270) في "موارد الظمآن". وسعيد بن بشير هو الأزدي وليس بذاك.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 832 برقم (8886) إلى أبي سعيد النقاش في القضاة.

(1)

في الكبير 6/ 103 برقم (5636) من طريق أحمد بن رشدين، حدثنا عمرو بن خالد الحراني، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه سهل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا الحديث من مسند سهل، وليس من مسند أبيه كما جاء عندنا. ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 540 برقم (7801) إلى الطبراني في الكبير من حديث سهل بن أبي حثمة أيضاً وليس من حديث أبيه.

نقول: وإسناده فيه ضعيفان: شيخ الطبراني، وابن لهيعة. وانظر حديث أبي هريرة المتقدم برقم (385).

وقال ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 182: "وللطبراني من حديث سهل بن أبي حثمة -تحرفت إلى: خيثمة- عن علي رفعه: اجتنب الكبائر السبع". كذا قال والله أعلم.

ص: 142

389 -

وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو (مص: 158) قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ الله (1) صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ فَقَالَ: "لَا أُقْسِمُ لَا أُقْسِمُ" ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: "أَبْشِرُوا، أَبْشِرُوا، مَنْ صَلَّى الصَّلَواتِ الْخَمْسَ، وَاجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوابِ الْجَنَّةِ شَاءَ".

قَالَ الْمُطَّلِبُ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْأَلُ عَبْدَ الله بْنَ عَمْروٍ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يذْكُرُهُنَّ؟.

قَالَ: نَعَمْ: "عُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وَالشِّرْكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَقَذْفُ المُحْصنَاتِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَأَكلُ الرِّبَا".

رواه الطبراني (2) في الكبير، وفيه مسلم بن الوليد بن

(1) في (م): "النبي صلى الله عليه وسلم".

(2)

في الجزء المفقود من معجمه الكبير.

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 182: "ولإسماعيل القاضي (في أحكام القرآن) من طريق الطلب بن عبد الله بن حَنْطب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: صعد

" وذكر هذا الحديث. وهذا إسناد منقطع، المطلب لم يسمع من عمرو شيئاً والله أعلم.

وذكره المنذرى في "الترغيب والترهيب" 2/ 303 وقال: "رواه الطبراني وفي إسناده مسلم بن الوليد بن العباس لا يحضرني فيه جرح ولا تعديل".

ونسبه المتقي في الكنز 3/ 544 برقم (7817) إلى الطبراني في الكبير، غير أن الصحابي عنده "ابن عمر".

ص: 143

العباس، ولم أر من ذكره.

390 -

وَعَنْ ثَوْبَان، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ثَلَاثَةٌ لَا يَنْفَعُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ: الشِّرْكُ بِالله، وعُقُوقُ الْوَالِدَينِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ".

رواه الطبراني (1) في الكبير (2)، وفيه يزيد بن ربيعة، ضعيف جداً.

391 -

وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّمَا هِي أَرْبَعٌ". فَمَا أَنَا الْيَوْمَ بِأَشَحَّ عَلَيْهِنَ مِنِّي يَوْمَ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا لَا تُشْرِكُوا (ظ: 16) بِالله شَيْئاً، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التِي حَرَّمَ الله إلَاّ بِالْحَقِّ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا".

(1) في الكبير 2/ 95 برقم (1420) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر، حدثنا يزيد بن ربيعة، حدثنا أبو الأشعث، عن ثوبان

وهذا إسناد ضعيف جدًا يزيد بن ربيعة الدمشقي قال أبو حاتم -الجرح والتعديل 9/ 261 - : "ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث، وفي روايته عن أبي الأشعث، عن ثوبان تخليط كثير". وقال دحيم: "لَيِّنٌ، لا شيء" وأنكر أحاديثه. وشيخ الطبراني له عن أبيه مناكير، وقال أبو أحمد الحاكم فيه نظر، وقال أبو الجهم:"قد كان كبر فكان يلقن ما ليس من حديثه فيتلقن".

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 302: "رواه الطبراني في الكبير".

ونسبه المتقي في الكنز 16/ 35، 60 برقم (3824، 43937) إلى الطبراني في الكبير.

(2)

سقطت من (ظ).

ص: 144

رواه الطبراني (1) في الكبير، ورجاله ثقات.

392 -

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ، فَإنَّ الله يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِالله شَيْئاً، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِراً يَتَّبعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيه".

رواه الطبراني (2)(مص: 159) في الكبير، والأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم.

(1) في الكبير 7/ 39 برقم (6317)، والنسائي في الكبرى -قاله المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 51 - من طريقين: حدثنا أبو الأحوص وجرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس

وهذا إسناد صحيح، منصور هو ابن المعتمر، وجرير هو ابن عبد الحميد. وأبو الأحوص هو سلام بن سليم.

(2)

في الكبير 12/ 243 - 244 برقم (13004)، وفي الأوسط 1/ 501 برقم (921) -وهو في مجمع البحرين ص (14) - من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان، عن أبي شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس،

وهذا إسناد ضعيف فيه ليث بن أبي سليم. وباقي رجاله ثقات. أبو فزارة هو راشد بن كيسان، وسعيد بن سليمان هو الواسطي.

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 461: "رواه الطبراني في الكبير، والأوسط من رواية ليث بن أبي سليم".

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 15/ 839 - 840 برقم (43337) إلى الطبراني في الأوسط، وإلى ابن النجار.

ص: 145

393 -

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: الإشْرَاكُ بِالله، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ الله إلَاّ بِالْحَقِّ، وَقَذْفُ (1) المُحْصَنَةِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالرجُوعُ إلَى الأعْرَابِيَّةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ".

رواه الطبراني في الأوسط (2) وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف.

394 -

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ:"الشِّرْكُ بِالله، وَالإيَاسُ مِنْ رَوْحِ الله، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله".

رواه البزار (3)، والطبراني في الأوسط، ورجاله موثقون.

395 -

وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: الْكَبَائِرُ: الإشْرَاكُ بِالله، وَالأمْنُ مَنِ مَكْرِ الله، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ (4)

(1) في (مص): "قتل" وهو خطأ.

(2)

ما وقعت عليه في مجمع البحرين، في مظانه.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 541 برقم (7805) إلى الطبراني في الأوسط. وانظر فتح الباري 12/ 182.

(3)

في كشف الأستار 1/ 71 برقم (106) من طريق عبد الله بن إسحاق العطار، حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس

وهذا إسناد رجاله ثقات خلا شيخ البزار فما وجدت له ترجمة، وشبيب بن بشر فصلنا القول فيه عند الحديث (272) في معجم شيوخ أبي يعلى. وما وقعت عليه في "مجمع البحرين" في مظانه. وانظر كنز العمال 3/ 832 برقم (8885).

(4)

على هامش (مص) ما نصه: "رواه الطبراني في الكبير صح" بخط =

ص: 146

الله (1). وفي رواية "أَكبَرُ الْكَبَائِرِ"(2)، وإسناده صحيح.

396 -

وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لَأصْحَابِهِ:

"أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكوا بِالله شَيْئاً، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ

= الناسخ، ثم بعده بخط مغاير:"وهو ساقط من خطه فلعله سها".

وعلى هامش (م) ما نصه: "عن الحافظ السخاوي: رواه الطبراني في الكبير". والقنوط درجة أشد من اليأس. ويقال: قَنِطَ، يَقْنِطُ.

(1)

أخرجه عبد الرزاق 10/ 459 - 460 برقم (19701) -ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه الطبراني في الكبير 9/ 171 برقم (8784) - من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن وبرة، عن عامر بن الطفيل، عن ابن مسعود

موقوفاً عليه، وإسناده ضعيف، معمر لم يذكر في الرواة عن أبي إسحاق قبل اختلاطه. ووبرة هو ابن عبد الرحمن.

وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (8783) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا مسعر، عن وبرة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي العقيل، بالإسناد السابق. وهذا إسناد صحيح.

ومسعر هو ابن كدام.

وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (8785) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود موقوفاً عليه. وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وعارم هو محمد بن الفضل السدوسي.

(2)

قال الحافظ في الفتح 12/ 182 - 183: "وعند عبد الرزاق، والطبراني عن ابن مسعود: أكبر الكبائر

وهو موقوف".

ص: 147

الله إلَاّ بِالْحَقِّ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَشْرَبوا مُسْكِراً فَمَنْ فَعَلَ مِنْ ذلِكَ شَيْئاً فَأُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّهُ، فَهوَ كَفَّارةٌ (1) وَمَن سَتَرَ الله عَلَيْهِ فَحِسَابُهُ عَلَى الله عز وجل وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ مِنْ لِكَ شَيْئاً، ضَمِنْتُ لَهُ عَلَى الله الْجَنَّةَ".

رواه الطبراني (2) في الأوسط، ورجاله موثقون إلا أنه من رواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.

397 -

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (مص: 160) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تُطْفَأُ نَارُهُ، وَلَا تَمُوتُ دِيدَانُهُ، وَلَا يُخَفَّفُ عَذَابُهُ: الَّذِي يُشْرِكُ بِالله عز وجل وَرَجُلٌ جَرَّ رَجُلاً إلَى سُلْطَانٍ بِغَيْرِ ذَنْبٍ فَقَتَلَهُ، وَرَجُلٌ عَقَّ وَالِدَيْهِ".

رواه الطبراني (3) في الأوسط وفيه العلاء بن سنان ضعفه أحمد.

(1) في (ظ): "فهو كفارة ذلك".

(2)

في الأوسط 1/ 503 - 504 برقم (927)، وابن عدي في الكامل 6/ 2200 - 2201 من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو

وهذا إسناد حسن، عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فصلنا القول فيه عند الحديث (5762) في مسند الموصلي، وبينا أن الطفاوي ثقة عند الحديث (1179) في "موارد الظمآن".

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا الطفاوي، تفرد به عمرو. وهو ثقة ولا يضر تفرده بالحديث إن شاء الله.

(3)

في الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - من طريق محمد بن عمران الناقط البصري، حدثنا الحسن بن يحيى الأزدي، حدثنا عاصم بن مِهْجَع، =

ص: 148

398 -

وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَني، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ الشِّرْكُ بِالله واَلْيَمِينُ الْغَمُوسُ".

رواه الطبراني (1) في الأوسط، وهو بتمامه في "الأَيمان

= حدثنا ماهان بن سراج أبو خالد، حدثني العلاء بن برد، عن أنس بن مالك

وهذا إسناد فيه محمد بن عمران الناقط، وماهان بن سراج ما وجدت لهما ترجمة.

وعاصم بن مهجع ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 350 وقال: "سألت أبا زرعة عنه فقال: ثقة". وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 506.

والعلاء بن برد هو ابن سنان، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 353 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 502.

وقال الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 97، والمغني 2/ 439:"ضعفه أحمد بن حنبل".

وأضاف ابن حجر في "لسان الميزان" 4/ 183: "وذكره ابن حبان في الثقات، وقال محمود بن غيلان: ضرب أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة عليه وأسقطوه. ولم أر له ذكراً في تاريخ البخاري، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحًا. وقال الأزدي: العلاء بن برد البصري أبو عبد الله ضعيف مجهول. فهو ضعيف والله أعلم.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 43 برقم (43852) إلى الطبراني في الأوسط.

(1)

في الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - وأحمد 3/ 495، والترمذي في التفسير (3023) باب: ومن سورة النساء، من طريق الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، عن أبي =

ص: 149

والنذور"، ورجاله موثقون (1).

399 -

وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: أتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، عَلِّمْنِي عَمَلاً إذَا أَنَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ.

قَالَ: "لَا تُشْرِكْ بِالله وإنْ عُذِّبْتَ وَحُرِّقْتَ.

أَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإنْ أَخْرَجَاكَ مِنْ مَالِكَ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ لَكَ.

لَا تَتْرُكِ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً، فَإنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً، بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله.

لَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ، فَإنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ.

لَا تُنَازعِ الأمْرَ أَهلَهُ وَإنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ لَكَ.

= أمامة البلوي -تحرفت في مجمع البحرين إلى: الباهلي- الأنصاري، عن عبد الله بن أنيس الجهني

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وأبو أمامة الأنصاري هو ابن ثعلبة

".

وصححه الحاكم 4/ 256 ووافقه الذهبي.

نقول: إسناده حسن، هشام بن سعد فصلنا القول فيه عند الحديث (5601) في مسند الموصلي. وانظر كنز العمال 3/ 541 - 542 برقم (7809).

(1)

في هامش (مص) ما نصه: "فائدة: قال شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي: حديث عبد الله بن أنيس رواه الترمذي في التفسير وفيه مع ذلك: وعقوق الوالدين".

وعلى هامش (م) أيضاً مثل هذه العبارة تمامًا.

ص: 150

أَنْفِقْ مِنْ طَوْلِكَ عَلَى أَهْلِكَ وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ، أَخِفْهُمْ في الله".

رواه الطبراني (1) في الأوسط، وفيه عمرو بن واقد ضعفه البخاري، وجماعة وقال الصوري: كان صدوقًا.

(1) في الكبير 20/ 82 برقم (156)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (14) - من طريق موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، حدثنا محمد بن المبارك الصوري، حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل

وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن واقد أبو حفص متروك الحديث. وباقي رجاله ثقات، خلا شيح الطبراني موسى بن عيسى، كتب عنه النسائي وقال:"حمصي لا أحدث عنه شيئاً، ليس هو شيئاً".

ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في "معجم الشاميين" برقم (2204).

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 306 من طريق الطبراني السابقة، وقد تحرف فيه "عمرو بن واقد" إلى "هارون بن واقد".

وأخرجه أحمد 5/ 238 من طريق أبي اليمان، أنبأنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن معاذ قال: أوصاني رسول الله

وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش. قال أحمد، والبخاري وغيرهما: "ما روى عن الشاميين صحيح

". وهذا من روايته عنهم، صفوان بن عمرو هو السكسكي الحمصي.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 94 برقم (44048) إلى أحمد، والطبراني في الكبير، وأبي نعيم في حلية الأولياء. وسيأتي مختصراً برقم =

ص: 151

400 -

وَعَنْ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ أَكبَرَ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوق الوَالِدَيْنِ، وَمَنْعُ فَضْلِ الْمَاءِ، وَمَنْعُ الْفَحْلَ".

رواه البزار (1)، وفيه (مص: 161) صالح بن حيان (2) وهو ضعيف، ولم يوثقه أحد.

401 -

وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثَةٌ لَا يُسْأَلُ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِياً، وَأَمَةٌ أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ سَيِّدِهِ فَمَاتَ، وَامْرَأَةٌ غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدْ كفَاهَا أَمْرَ الدُّنْيَا فَتَبَرَّجَتْ بَعْدَهُ.

= (1658) فانظره لتمام التخريج، وفي الوصايا أيضاً باب: وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1)

في كشف الأستار 1/ 71 برقم (107) من طريق عمرو بن مالك الشرعبي، حدثنا عمر بن علي المقدمي، حدثنا صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة

وهذا إسناده ضعيف، صالح بن حيان القرشي ضعيف، وكذلك عمر بن علي المقدمي، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (1917) موارد الظمآن.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 3/ 541 برقم (7803) إلى البزار.

وانظر فتح الباري 12/ 182 - 184 فقد أورد الكثير من هذه الأحاديث للوصول إلى حصر الكبائر وتعريفها، وقد جمع الكثير المفيد فعد إليه إن كنت تبغي الفائدة.

(2)

في (ظ، ش): "حبان" بالموحدة من تحت وهو تصحيف.

ص: 152

وَثَلَاثَةٌ لا يَسْأَلُ الله (1) عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ الله رِدَاءَهُ، فَإنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ (2)، وَإزَارَهُ الْعِزُّ، وَرَجُلٌ كَانَ في شَكٍّ مِنْ أَمْرِ الله، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ الله".

رواه البزار (3)، والطبراني في الكبير، فجعلهما حديثين (4) ورجاله ثقات.

402 -

وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ الْمَرْأَةُ تَلْعَنُهَا الْمَلَائِكَةُ، وَيَلْعَنُهَا الله وَمَلائِكَتُهُ وَخُزَّانُ الرَّحْمَةِ، وَخُزَّانُ الْعَذَابِ مَا انْتَهَكَتْ مِنْ مَعَاصِي الله شَيْئاً".

رواه البزار (5)، وفيه عبيد (6) بن سلمان الأغر، وثقه ابن

(1) في (ظ، ش، م): "لا يسأل عنهم".

(2)

في (ظ، ش، م): "الكبر".

(3)

وغيره، والحديث صحيح وقد تقدم برقم (361). وسيأتي أيضاً في الخلافة، باب: لزوم الجماعة وطاعة الأئمة والنهي عن قتالهم.

(4)

جملة "والطبراني في الكبير فجعلهما حديثين" كتبت على هامش (مص). وفوقها ما نصه: "هذه الزيادة بخط شيخنا الحافظ عبد الرحيم العراقي، هكذا وجدتها بخطه في حاشية الأصل".

(5)

في كشف الأستار 1/ 73 برقم (110) من طريق حمدان، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا فضيل بن سليمان، أنبأنا موسى بن عقبة، عن عبيد بن سلمان الأغرّ، عن أبيه، عن معاذ بن جبل

وهذا إسناد رجاله ثقات ما خلا حمدان فإنني ما عرفته.

ونسبه المتقي في الكنز 16/ 401 برقم (45107) إلى البزار وقال: "وحسن".

(6)

في (ظ): "عبيد الله" وهو تحريف.

ص: 153

حبان، وذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو حاتم: يُحوَّل من كتاب الضعفاء: لم أر له حديثاً منكراً.

403 -

وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ الْمُتَقَذِّرُونَ (1) ".

قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ في "النِّهَايَةِ": الْمُتَقَذِّرُونُ (1): الَّذِين يَأْتُونَ الْقَاذُورَاتِ.

رواه الطبراني (2) في الأوسط، وفيه عبد الله بن سعيد

(1) في (ش): "المقتدرون" في المكانين وهو خطأ.

(2)

في الأوسط -مجمع البحرين ص (457) - من طريق محمد بن الحسن، حدثنا يزيد بن موهب الرملي، حدثنا ابن وهب، حدثنا إبراهيم بن سَعْدٍ، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عائشة

وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري متروك الحديث، وباقي رجاله ثقات، وإبراهيم بن سعد -تحرفت في مجمع البحرين إلى سعيد- هو الزهري.

وقال الطبراني: "لم يرو عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن وهب".

ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 379 من طريق أحمد بن محمد بن يوسف (بن دوست). حدثنا أحمد بن أبي عوف -تحرفت إلى عون- (البزوري) حدثنا عمرو الناقد، حدثنا وكيع، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هلك المتقذرون". وهذا إسناد جيد. وقال أبو نعيم: "تفرد به عبد الله بن سعيد، عن أبيه".

ولا يضر تفرده بالحديث وهو من رجال الشيخين.

ص: 154