الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - (باب كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة عليه لمن ذكره أو ذكر عنده)
582 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ في كِتَابٍ، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا دَامَ اسْمِي في ذَلِكَ الْكِتَابِ".
رواه الطبراني (1) في الأوسط،
(1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (24)، ومن طريق الطبراني هذه أورده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 204 - ، وابن الجوزي في الموضوعات 1/ 228 من طريقين: حدثنا إسحاق بن وهب العَلَاَّف، حدثنا بشر بن عبيد الدارمي، حدثنا حازم بن بكر، عن يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن أبي هريرة
…
وهذا إسناد فيه يزيد بن عياض وقد كذبه مالك وغيره، وبشر بن عبيد الدارمي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 362 وكتب عنه أبو حاتم، ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. ووثقه ابن حبان 8/ 141 - 142.
وقال ابن عدي في الكامل 2/ 447، 448:"منكر الحديث عن الأئمة". ثم أورد له عدداً من الأحاديث، ثم قال:"وبشر بن عبيد الدارمي هذا هو بَيِّن الضعف أيضاً، ولم أجد للمتقدمين فيه كلاماً، ومع ضعفه أقل جرحاً من بشر بن إبراهيم، لأن بشر بن إبراهيم إذا روى عن ثقات الأئمة أحاديث موضوعة يضعها عليهم، وبشر بن عبيد إذا روى إنما يروى عن ضعيف مثله، أو مجهول، أو محتمل، أو يروى عمن يرويه أمثالهم".
نقول: إن ما قاله ابن عدي لا يؤدي إلى الاطمئنان بالحكم بالضعف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على بشر بن عبيد، فابن عدي لم يطلع على ما قاله القدماء فيه، ولم يسبقه أحد إلى تضعيفه، وكلامه الأخير كأنه يفيد أن هناك رجلين من الرواة يحمل كلاً منهما هنا الإسم حتى قاده ذلك إلى القول:"وبشر بن عبيد الدارمي هذا هو بين الضعف أيضاً". والله أعلم.
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 1/ 320: "كذبه الأزدي" ثم أورد كلام ابن عدي، ثم قال: "وله عن يزيد بن عياض، عن الأعرج
…
" وذكر هذا الحديث وقال: "وهذا موضوع".
وأورد الحافظ ابن حجر ما قاله الذهبي في "لسان الميزان" 2/ 26 ثم أورد ما قاله ابن حبان في ثقاته.
نقول: إن اتهام الأزدي له ما دام لم يسبق إليه. ولم يتابع عليه، لا يضع من قيمة المجروح، ومن ذلك نخرج إلى أن بشر بن عُبيد الدارسي حسن الحديث والله أعلم. وانظر من تابعه عليه عند السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" 1/ 204، وتنزيه الشريعة المرفوعة 1/ 260 - 261. وحازم بن بكر ما وقعت له ترجمة.
وقال محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي في "جلاء الأفهام" ص (410): "ورواه إسحاق بن وهب العلاف، عن بشر بن عبيد، عن حازم بن بكر، عن يزيد بن عياض، عن الأعرج.
ويروى من غير هذين الوجهين أيضاً عن الأعرج".
وأخرجه الزرعي أيضاً من طريق أسيد بن عاصم، حدثنا بشر بن عبيد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن الأعرج، عن أبي هريرة
…
وهذا إسناد ضعيف. محمد بن عبد الرحمن القرشي ضعيف، وشيخه ما عرفته.
وقال: "قال أبو موسى: رواه غير واحد عن أسيد كذلك".
وقال: "وفي الباب عن أبي بكر الصديق، وابن عباس، =
وفيه بشر بن عبيد الدارسي (1) كذبه الأزدي وغيره.
583 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذَكرَنِي، فَلْيُصلِّ عَلَيَّ".
رواه أبو يعلى (2)، وفيه الأزرق بن علي، وثقه ابن حبان وقال: يغرب، وبقية رجاله رجال الصحيح.
584 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ ذُكِرتُ عِنْدَهُ، فَلْيُصَلِّ عَلَيَّ".
رواه أبو يعلى (3)، ورجاله رجال الصحيح.
= وعائشة". ثم ساق حديث ابن عباس وهو لا يصلح شاهداً لأن في إسناده كذابين. وانظر "اللآلئ المصنوعة" 1/ 204 - 205.
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 507 برقم (2243) إلى الطبراني في الأوسط.
وقال العجلوني في "كشف الخفاء" 2/ 257: "رواه الطبراني في الأوسط، وابن أبي شيبة، والمستغفري في الدعوات بسند ضعيف".
وانظر "جلاء الأفهام" ص (410 - 413).
(1)
الدارسي- بفتح الدال المهملة، وكسر الراء والسن المهملتين-: هذه النسبة إلى درس العلم، والمشهور بهذه النسبة أبو علي بشر بن عبيد
…
وانظر الأنساب 5/ 244، واللباب 1/ 482.
(2)
في المسند 6/ 354 برقم (3681)، وهو حديث صحيح، وهناك استوفينا تخريجه بما أعاننا الله عليه، وعلقنا عليه تعليقاً حبذا لو عدت إليه، كما ذكرنا ما يشهد له هناك أيضاً. وانظر الحديث التالي.
(3)
في المسند 7/ 75 برقم (4002) وهناك خرجناه، وانظر سابقه. وجلاء الأفهام ص (383).
585 -
وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ (مص: 215) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذُكرْتُ عِنْدَهُ فَخَطِئَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ".
رواه الطبراني (1) في الكبير،
(1) في الكبير 3/ 128 برقم (2887) من طريق يوسف بن الحكم الضبي، حدثنا محمد بن بشير الكندي، حدثنا عبيدة بن حميد، حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي جعفر بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده حسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وهذا إسناد ضعيف قال ابن الجنيد في سؤالاته لابن معين ص (353) برقم (327): "سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن بشير القاص ليس بثقة". وقال الدارقطني: "ليس بالقوي في حديثه". وانظر تاريخ بغداد 2/ 98 - 99، وميزان الاعتدال 3/ 491، ولسان الميزان 5/ 94.
وباقي رجاله ثقات، شيخ الطبراني يوسف بن الحكم هو ابن سعيد الضبي الخياط، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 312 ونقل عن الدارقطني أنه قال:"صدوق".
وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 508 وقال: "رواه الطبراني، وروي مرسلاً عن محمد بن الحنفية".
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 491 برقم (2158) إلى الطبراني في الكبير. وانظر "جلاء الأفهام" ص (382 - 445) وسيأتي هذا الحديث أيضاً في الأدعية، باب: فيمن ذكر عنده فلم يصل عليه. وانظر أيضاً "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، ص (44 - 46).
وقوله: "خطئ" قال ابن الأثير في النهاية 2/ 44: "يقال: خطئ في دينه إذا أثم فيه
…
وأخطأ، يُخطئ إذا سلك سبيل الخطأ =