المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌88 - (باب في أهل الجاهلية) - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد - جـ ٢

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌44 - (باب في التفكر في الله تعالى والكلام)

- ‌45 - (باب منزلة المؤمن عند ربه)

- ‌46 - (باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين)

- ‌47 - (باب المؤمن غِرٌّ كريم (مص: 122))

- ‌48 - (باب في مثل المؤمن)

- ‌49 - (باب إن الله لا ينام (مص: 123))

- ‌50 - (باب)

- ‌51 - (باب من سَرَّته حسنته فهو مؤمن)

- ‌52 - (باب في النصيحة)

- ‌53 - (باب فيمن حبهم إيمانٌ)

- ‌54 - (باب منه)

- ‌55 - (باب منه)

- ‌56 - (باب من الإيمان الحب لله والبغض لله)

- ‌57 - (باب في المنجيات والمهلكات)

- ‌58 - (باب ما جاء في الحياء)

- ‌59 - (باب ما جاء أن الصدق من الإيمان)

- ‌60 - (باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم)

- ‌61 - (باب الإسلام بالنسب (مص: 140))

- ‌62 - (باب فيمن أسلم على يديه أحد)

- ‌63 - (باب فيمن عمل خيراً ثم أسلم (مص: 141))

- ‌64 - (باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء)

- ‌65 - (باب لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)

- ‌66 - (باب لا إيمان لمن لا أمانة له)

- ‌67 - (باب لا يفتك مؤمن)

- ‌68 - (باب فيمن خالف كمال الإيمان)

- ‌69 - (باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان

- ‌70 - (باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه)

- ‌71 - (باب ما جاء في الكبر)

- ‌72 - (باب في قوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ونحو هذا)

- ‌73 - (باب ما جاء في الرياء)

- ‌74 - (باب الشح يمحق الإسلام)

- ‌75 - (باب في الحقد وغير ذلك)

- ‌76 - (باب في المكر والخديعة)

- ‌77 - (باب في الكبائر)

- ‌78 - (باب لا يُكَفَّر أحد من أهل القبلة بذنب)

- ‌79 - (باب في ضعف اليقين)

- ‌80 - (باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين)

- ‌81 - (باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما

- ‌82 - (باب منه في المنافقين

- ‌83 - (باب تحشر كل نفس على هواها)

- ‌84 - (باب البراءة من النفاق)

- ‌85 - (باب في إبليس وجنوده)

- ‌86 - (باب فيمن يغويهم الشيطان)

- ‌87 - (باب في شيطان المؤمن)

- ‌88 - (باب في أهل الجاهلية)

- ‌كتاب العلم

- ‌1 - (باب في طلب العلم)

- ‌2 - (باب في فضل العلم)

- ‌3 - (باب منه)

- ‌4 - (باب في فضل العالم والمتعلم)

- ‌5 - (باب منه)

- ‌6 - (باب الخير كثير ومن يعمل به قليل)

- ‌7 - (باب حث الشباب على طلب العلم)

- ‌8 - (باب في فضل العلماء ومجالستهم)

- ‌9 - (باب)

- ‌10 - (باب في معرفة حق العالم)

- ‌11 - (باب فيمن سمع شيئاً فحدث بشره)

- ‌12 - (باب العلم بالتعلم)

- ‌13 - (باب المجالس ثلاثة)

- ‌14 - (باب في أدب العالم)

- ‌15 - (باب أدب الطالب)

- ‌16 - (باب وصية أهل العلم)

- ‌17 - (باب في قوله: عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا)

- ‌18 - (باب في طالب العلم وإظهار الْبِشْرِ له)

- ‌19 - (باب البكور في طلب العلم)

- ‌20 - (باب الجلوس عند العالم)

- ‌21 - (باب فيمن يخرج في طلب العلم والخير (مص: 207))

- ‌22 - (باب المشي في الطاعة)

- ‌23 - (باب الرحلة في طلب العلم)

- ‌24 - (باب أَخْذ كل علم من أهله)

- ‌25 - (باب معرفة معنى الحديث بلغة قريش)

- ‌26 - (باب منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا)

- ‌27 - (باب الزيادة من العلم والعمل به)

- ‌28 - (باب فيمن مرّ عليه يوم لا يزداد فيه من العلم)

- ‌29 - (باب في من كتب بقلم خيراً أو غيره)

- ‌30 - (باب كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة عليه لمن ذكره أو ذكر عنده)

- ‌31 - (باب في سماع الحديث وتبليغه)

- ‌32 - (باب أخذ الحديث من الثقات)

- ‌33 - (باب النصح في العلم)

- ‌34 - (باب الاحتراز في رواية الحديث)

- ‌35 - (باب في ذم الكذب)

- ‌36 - (باب فيمن كذب على رسول الله)

- ‌37 - (باب فيمن كذب بما صح من الحديث)

- ‌38 - (باب في الكلام في الرواة)

- ‌39 - (باب الإمساك عن بعض الحديث)

- ‌40 - (باب معرفة أهل الحديث بصحيحه وضعيفه (مص: 236))

- ‌41 - (باب: طلب الإسناد مِمَّن أرسل)

- ‌42 - (باب كتابة العلم

- ‌43 - (باب عرض الكتاب بعد إملائه)

- ‌44 - (باب عرض الكتاب على من أمر به)

- ‌45 - (باب في كُتّاب الوحي)

- ‌46 - (باب في الخبر والمعاينة)

- ‌48 - (باب لا تضر الجهالة بالصحابة، لأنهم عدول)

- ‌49 - (باب فيمن حدث حديثاً كذب فيه غيره)

- ‌50 - (باب رواية الحديث بالمعنى)

- ‌51 - (باب في الناسخ والمنسوخ)

- ‌52 - (باب الأدب مع الحديث)

- ‌53 - (باب في المعضلات والمشكلات)

- ‌54 - (باب السؤال عما يشك فيه)

- ‌55 - (باب ما جاء في المراء)

- ‌56 - (باب في الاختلاف)

- ‌57 - (باب الأمور ثلاثة)

- ‌58 - (باب في كثرة السؤال (مص: 250))

- ‌59 - (باب سبب النهي عن كثرة السؤال)

- ‌60 - (باب السؤال للانتفاع وإن كثر (مص: 252))

الفصل: ‌88 - (باب في أهل الجاهلية)

‌88 - (باب في أهل الجاهلية)

460 -

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إن أَوَّلَ

مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ (1) وَعَبَدَ الأصْنَامَ أَبُو خُزَاعَةَ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، وَإنِّي رَأَيْتُهُ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ في النَّارِ".

رواه أحمد (2)

= ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 145 برقم (706) إلى أحمد، والحكيم، وابن أبي الدنيا في "مكايد الشيطان".

(1)

قال ابن الأثير في النهاية 2/ 431: "كان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر، أو برءٍ من مرض، أو غير ذلك قال: ناقتي سائبة، فلا تمنع من ماء، ولا مرعى، ولا تحلب، ولا تركب

وأصله من تسييب الدواب وهو إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت". وهذا شيء أبطله الإسلام، وانظر السيرة لابن هشام 1/ 89.

(2)

في المسند 1/ 446 من طريقين عن إبراهيم بن مسلم أبي إسحاق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم

وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم الهجري.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 82 برقم (34089) إلى أحمد.

وأخرجه الطبراني في الأوائل ص (46) برقم (19) من طريق مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة

وهذا شاهد لحديثنا.

ويشهد للحديثين معاً حديث عائشة عند البخاري في التفسير (4624) باب: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} .

وانظر فتح الباري 8/ 283 - 285 ففيه كثير من الفوائد. وسيرة ابن هشام 1/ 76.

ص: 200

وفيه إبراهيم الهجري (1)، وهو ضعيف.

461 -

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ دِينَ إبْرَاهِيمَ عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ (2) بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدَفٍ أَبُو خُزَاعَةَ".

رواه الطبراني (3) في الكبير، والأوسط، وفيه صالح مولى التوأمة وضعفه بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه.

462 -

وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ عَائِشَةَ، فَدَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَتْ (مص: 180) أَنْتَ الَّذِي تُحَدِّثُ (4) أَنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ في

(1) في (ظ، م): "البحري"، وهو تحريف.

(2)

في (ظ، م، ش): "يحيى" وهو تحريف.

(3)

في الكبير 10/ 398 برقم (10808)، وفي الأوسط 1/ 161 برقم (203) -وهو في مجمع البحرين ص (17) - من طريق أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الله بن يزيد البكري، عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس

وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن يزيد البكري ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 201 وقال:"سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث".

وقال الطبراني: "لم يروه عن صالح إلا ابن أبي ذئب، ولا عنه إلا عبد الله تفرد به هشام".

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 83 برقم (34096) إلى الطبراني في الكبير، وانظر السيرة لابن هشام 1/ 76. وفتح الباري 8/ 284 - 285.

(4)

في (ش): "يحدث".

ص: 201

هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا؟.

فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ -يَعْنِي: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

فَقَالَتْ (1): هَلْ تَدْرِي مَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ؟ إنَّ الْمَرْأَةَ مَعَ مَا فَعَلَتْ كَانَت كَافِرَةً، وَإنَّ الْمُؤْمِنَ أَكْرَمُ عَلَى الله عز وجل مِنْ أَنْ يُعَذِّبَهُ في هِرَّةٍ. فَإذَا حَدَّثْتَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فانْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ.

رواه أحمد (2) ورجاله رجال الصحيح.

463 -

وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ (3)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: "أُمُّكَ في النَّارِ".

قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِن أَهْلِكَ؟

قَالَ: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ مَعَ أُمِّي؟ ".

رواه أحمد (4)، والطبراني في الكبير، ورجاله ثقات.

(1) في (مص). "فقال" والصواب ما في النسخ الأخرى.

(2)

في المسند 2/ 519 من طريق سليمان بن داود الطيالسي، حدثنا صالح بن رستم أبو عامر الخزاز، عن سيار أبي الحكم، عن الشعبي، عن علقمة

وهو عند الطيالسي 2/ 40 برقم (2067)، وإسناده حسن.

(3)

في (ظ) زيادة: "العقيلي".

(4)

في المسند 4/ 11، والطبراني في الكبير 19/ 208 برقم (471) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلي بن عطاء، عن وكيع بن حدس -قال أحمد: الصواب: حدس- عن أبي رزين

وهذا إسناد جيد، وكيع بن حدس وثقه ابن حبان، وصحح الحاكم حديثه 4/ 390 ووافقه الذهبي. وقد بسطنا الكلام فيه عند الحديث =

ص: 202

464 -

وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ (1) رَاكِبِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقَبْلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، فَقَامَ إلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَفَدَاهُ بِالأُمِّ وَالأبِ يَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، مَالَكَ؟.

قَالَ: "إنِّي سَأَلْتُ (2) رَبِّي عز وجل في الاسْتِغْفَارِ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ".

رواه أحمد (3) ورجاله رجال الصحيح.

465 -

وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إذَا كُنَّا

= (30) في "موارد الظمآن".

(1)

في (ش): "ألفا" وهو خطأ.

(2)

ساقطة من (ش).

(3)

في المسند 5/ 355 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في التفسير 3/ 460 - والحاكم 1/ 376 من طرق: حدثنا زهير، حدثنا زبيد بن الحارث اليامي، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه بريدة

وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

نقول: أما صحيح، فنعم، وليس على شرط أي منهما، قال البزار:"حيث روى علقمة بن مرثد، ومحارب، ومحمد بن جحادة عن ابن بريدة فسليمان -وأضاف ابن حجر إلى هؤلاء: الأعمش-. وأما من عداهم فهو عبد الله". وسليمان ليس من رجال البخاري، وعبد الله بن محمد النفيلي ليس من رجال مسلم.

وانظر كنز العمال 11/ 472 - 473.

ص: 203

بِوَدَّانِ (1) أَوْ بِالْقُبُورِ سَأَلَ الشَفَاعَةَ لِأُمِّهِ -أَحْسَبُهُ قَالَ: فَضرَبَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ وَقَالَ: "لَا تَسْتَغْفِرْ (2) لِمَنْ مَاتَ مُشْرِكاً".

رواه البزار (3)، وقال: لم يروه بهذا (مص: 181) الإسناد إلا محمد بن جابر، عن سماك بن حرب.

قلت: ولم أر من ذكر محمد بن جابر هذا (4).

466 -

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَقْبَلَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَاعْتَمَرَ، فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ ثَنِيَّةِ عُسْفَانَ، أَمَرَ أَصْحَابَهُ:"أَنِ اسْتَنِدُوا (5) إلَى الْعَقَبَةِ حَتَّى أَرْجِعَ إلَيْكُمْ". فَذَهَبَ، فَنَزَلَ عَلَى قَبْرِ

(1) وَدَّان -بفتح أوله وتشديد ثانيه- قرية من أمهات القرى بين مكة والمدينة، تبعد عن الأخيرة (250) كيلاً. وانظر معجم ما استعجم 2/ 1374، ومعجم البلدان 5/ 365، والمعالم الأثيرة للأستاذ محمد شراب ص (296).

(2)

في (ظ): "لا تستغفرن".

(3)

في كشف الأستار 1/ 66 برقم (96) من طريق سلمة بن شبيب، حدثنا عبد الله بن الوزير الطائفي، حدثنا محمد بن جابر، عن سماك بن حرب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه بريدة قال:

وهذا إسناد ضعيف محمد بن جابر هو اليمامي الحنفي، وقد بسطنا فيه القول عند الحديث (645) في "موارد الظمآن". وعبد الله بن الوزير الطائفي ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات.

(4)

على هامش (مص) ما نصه: "فائدة: محمد بن جابر هذا هو اليمامي، ضعفه أحمد بن حنبل وغيره".

(5)

في (مص): "يستسندوا". وفي (ش): "يستنسدوا"، وفي (ظ، م): "يستندوا" والذي أثبتناه هو ما يقتضيه السياق، والله أعلم.

ص: 204

أُمِّهِ فَنَاجَى رَبَّهُ طَوِيلاً، ثُمَّ إنَّهُ بَكَى فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، وَبَكَى هؤُلَاءِ لِبُكَائِهِ، وَقَالُوا: مَا بَكَى نَبِي الله صلى الله عليه وسلم بِهذَا الْمَكَانِ إلَاّ وَقَدْ حَدَثَ في أُمَّتِهِ شَيْءٌ (1) لَا تُطِيقُهُ، فَلَمَّا بَكَى هؤُلَاءِ، قَامَ فَرَجعَ إلَيْهِمْ.

فَقَالَ: "مَا يُبْكِيكُمْ؟ ".

قَالُوا: يَا نَبيَّ الله، بَكَيْنَا لِبُكائِكَ. قُلْنَا: لَعَلَّهُ حَدَثَ في أُمَّتِكَ شَيْءٌ (1) لَا تُطِيقُهُ؟.

قَالَ: "لا، وَقَدْ كَانَ بَعْضُهُ، وَلكِنْ نَزَلْتُ عَلَى قَبْرِ أُمِّي (2) فَدَعَوْتُ الله أَنْ يَأْذَنَ لِي في شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَبَى الله أَنْ يَأْذَنَ لِي، فَرَحِمْتُهَا، وَهِيَ أُمِّي، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ جَاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 114] فَتَبَرَّأْ مِنْ أُمِّكَ كَمَا تَبَرَّأَ إبْرَاهِيمُ مِنْ أَبِيه، فَرَحِمْتُهَا وَهِي أُمِّي، فَدَعُوْتُ رَبِّي أَنْ يَرْفَعَ عَنْ أُمَّتِي أَرْبَعاً (3)، فَرَفَعَ عَنْهُمْ اثْنَتَيْنِ [وَأَبَى أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمْ اثْنَتَيْنِ] (4): دَعَوْتُ رَبِّي أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمُ الرَّجْمَ مِنَ السَّمَاءِ، وَالْغَرَقَ مِنَ الأرْضِ، وَأَنْ لَا يُلْبِسَهُمْ شيعَاً، وَأَنْ لَا يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَرَفَعَ عَنْهُمْ الرَّجْمَ مِنَ السَّمَاءِ، وَالْغَرَقَ مِنَ الأَرْضِ، وَأَبَى الله أَنْ تُرْفَعَ عَنْهُمُ اثْنَتَانِ: الْقَتْلُ، وَالْهَرْجُ".

(1) في جميع الأصول: "شيئاً" ولكنها صوت على هامش (ظ).

(2)

لفظ "أمي" ساقط من (ش).

(3)

في جميع أصولنا: "أربع".

(4)

ما بين حاصرتين ساقط من (ش).

ص: 205

وَإنّمَا عَدَلَ إلَى (1) قَبْرِ أُمِّهِ لأنَّهَا مَدْفُوَنَةٌ تَحْتَ كَذَا وَكَذَا، وَكَانَ عسْفَانُ (2) لَهُمْ.

رواه الطبراني (3) في الكبير، وفيه أبو الدرداء، وعبد (مص: 182)

(1) في (ظ، م): "عن".

(2)

عسفان -بضم العين وسكون السين المهملتين-: بلدة جامعة كانت لبني المصطلق، كثيرة الآبار والحياض، تبعد عن مكة ثمانين كيلاً على طريق المدينة. روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاة الخوف بين عسفان وضجنان.

انظر معجم ما استعجم للبكري 2/ 942 - 943، ومعجم البلدان 4/ 121 - 122 وفيه: وقال أعرابي:

لَقَدْ ذَكَرَتْنِي عَنْ حُبَاب حَمَامَةٌ .... بِعُسْفَانَ أَهْلِي فَالفُؤَادُ حَزِينُ

فَوَيْحَكِ كَمْ ذَكَرْتِني الْيَوْمَ أَرْضَنَا!!

لَعَلَّ حِمَامِي بِالْحِجَازِ يَكُونُ

فَوَالله لَا أَنْسَاكِ مَا هَبَّتِ الصِّبَا

وَمَا اخْضَرَّ مَنْ عُودِ الأرَاكِ فُنُونُ

(3)

في الكبير 11/ 374 - 375 برقم (12049) -ومن طريق الطبراني هذه أورده ابن كثير في التفسير 3/ 461 - من طريق محمد بن علي المروزي، حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس

وهذا إسناد ضعيف، إسحاق بن عبد الله لينه أبو أحمد الحاكم، وقال البخاري في الكبير 5/ 178 ترجمة عبد الله بن كيسان:"وله ابن يسمى إسحاق، منكر ليس من أهل الحديث". وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 143 ترجمة عبد الله بن كيسان: "وإسحاق ابنٌ لعبد الله بن كيسان، سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث".

وأبوه عبد الله بن كيسان المروزي ترجمه البخاري في الكبير 5/ 178 =

ص: 206

العزيز (1) بن المنيب (2)، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبيه، عن عكرمة، ومن عدا عكرمة لم أعرفهم، ولم أر من ذكرهم.

467 -

وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ أَبَاهُ الْحُصَيْنَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً كَانَ يَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ مَاتَ قَبْلَكَ وَهُوَ أَبُوكَ؟.

فَقَالَ: "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ، وَأَنتَ في النَّار" فَمَاتَ حُصَيْنٌ مُشْرِكًا.

رواه الطبراني (3) في الكبير، ورجاله رجال الصحيح.

= ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 143، وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 33 وقال:"يُتَّقى حديثه من رواية ابنه عنه". وقد تصحف فيه "يتقى" إلى "يبقى". وباقي رجاله ثقات، عبد العزيز بن منيب فصلنا القول فيه عند الحديث (2107) في "موارد الظمآن".

ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 3/ 283 إلى الطبراني، وإلى ابن مردويه.

وقال ابن كثير: "هذا حديث غريب، وسياق عجيب

" وانظر بقية كلامه هناك.

(1)

في أصولنا جميعها "عبد الغفار" وهو خطأ.

(2)

في (م، ظ): "المسيب" وهو خطأ.

(3)

في الكبير 18/ 220 برقم (548، 549) من ثلاثة طرق: حدثنا داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن، عن عمران بن الحصين

وهذا إسناد فيه عباس بن عبد الرحمن مولى بني هاشم، =

ص: 207

468 -

وَعَنْ سَعْدٍ -يَعْني: ابن أبي وقاص- أَنَّ أَعْرَابِياً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَيْنَ أَبِي؟

قَالَ: "في النَّارِ".

قَالَ: فَأَيْنَ (1) أَبُوكَ؟

قَالَ: "حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقبْرِ (2) كَافِرٍ، فَبَشَرْهُ بِالنَّارِ".

رواه البزار (3)، والطبراني في الكبير وزاد "فَأَسْلَمَ الأعْرَابِيُّ

= ترجمه البخاري في الكبير 7/ 5 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 211، وما رأيت فيه جرحاً، فهو على شرط ابن حبان. وانظر تاريخ دمشق لأبي زرعة 1/ 143 - 144، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 251 وقد تحرف في الأخير "عن كندير" إلى "بن كندير".

وقد صحح الحاكم حديثه على شرط مسلم في المستدرك 2/ 603 - 604 ووافقه الذهبي، والحال ليس كما قالا. ولكن ربما رفع هذا شأن عباس فيصبح حديثه حسنًا. وأما قول الهيثمي "ورجاله رجال الصحيح" فليس بصحيح.

(1)

سقطت من (م).

(2)

سقطت من (م).

(3)

في كشف الأستار 1/ 64 - 65 برقم (93)، والطبراني -في الكبير 1/ 145 - 146 برقم (326)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 191 - 192، وابن السنيّ في "عمل اليوم والليلة" بدون رقم بعد الحديث (595) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص

وهذا إسناد صحيح.

وقال البزار: "لا نعلم روى هذا إلا سعد، ولا عن إبراهيم إلا =

ص: 208

بَعْدُ فَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم تعَبَاً (1): مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إلَاّ بَشَرْتُهُ بِالنَّار".

ورجاله رجال الصحيح.

469 -

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ (2): أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيَأخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَيُقَطِّعَنَّهُ نَاراً يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.

قَالَ: فَيُنَادَى: إنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ. إنَّ الله قَدْ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْركٍ.

قَال: فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَبِي؟

قَالَ: فَيَتَحَوَّلُ في صُورَةٍ قَبيحَةٍ، وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ، فَيَتْرُكُهُ".

قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم (مص: 183) يَرَوْنَ أنَّهُ إبْرَاهِيمُ، وَلَمْ يَزِدْهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى ذلِكَ (3).

رواه أبو يعلى، والبزار، ورجالهما رجال الصحيح.

= يزيد" يعني: ابن هارون.

نقول: لقد تابع يزيد غير واحد، وانظر مصادر التخريج.

(1)

في (ظ، م): "لعنا" وهو خطأ.

(2)

في (ظ) زيادة: "الخدري".

(3)

هو في مسند الموصلي 2/ 315 برقم (1049) وإسناده صحيح. وهناك استوفينا تخريجه وذكرنا ما يشهد له أيضاً. وقد خرجناه أيضاً في صحيح ابن حبان برقم (252)، وفي موارد الظمآن برقم (69).

وانظر أيضاً فتح الباري 8/ 499، وكنز العمال 11/ 488 برقم (32303).

ص: 209

470 -

وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَلْقَى رَجُلٌ أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا أَبَتِ، هَلْ أَنْتَ مُطِيعِيَ الْيَوْمَ، وَهَلْ أَنْتَ تَابِعِيَ الْيَومَ؟

فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَأْخُذُ بيَدهِ فَيَنْطَلِقُ به حَتَّى يَأَتِيَ به الله تبارك وتعالى وَهُوَ يَعْرِضُ الخَلْقَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، إنَّكَ وَعَدْتَني أَنْ لا تُخْزِيَني، فَيُعْرِضُ الله تبارك وتعالى عَنْهُ، ثُمَّ يَقُولُ: مِثْلَ ذلِكَ فَيَمْسَخُ الله أَبَاهُ ضَبُعاناً فَيَهْوِي في النَّارِ فَيَقُولُ: أَبُوكَ! فَيَقُولُ: لَا أَعْرِفُكَ".

رواه البزار (1)، ورجاله ثقات.

471 -

وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إنَّكَ تَحُثُّ عَلَى صِلَةِ الرَّحِمِ وَالإحْسَانِ إلَى الْجَارِ، وَإيوَاءِ (2) اليَتِيمِ،

(1) في كشف الأستار 1/ 66 برقم (97)، والحاكم في المستدرك 4/ 589 من طريق آدم بن أبي إياس، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".

ووافقه الذهبي.

نقول: ليس هو على شرط أي من الشيخين: آدم بن أبي إياس من رجال البخاري وليس من رجال مسلم، وحماد بن سلمة لم يخرج له البخاري في صحيحه، وأما من بقي فرجال الشيخين.

وانظر كنز العمال 11/ 489 برقم (32305).

(2)

في (م): "وإلى" وهو خطأ.

ص: 210

وَإطْعَامِ الضَّيْفِ، وَإطْعَامِ الْمِسْكِينِ، وَكُلُّ هذَا كَانَ يَفْعَلُهُ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَمَا ظَنُّكَ بِهِ يَا رَسُولَ الله؟.

فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ قَبْرٍ (1) لَا يَشْهَدُ صَاحِبُهُ أَنْ لَا إِلَه إلَاّ الله، فَهُوَ جَذْوَةٌ مِن النَّارِ، وَقَدْ وَجَدْتُ عَمِّي أَبَا طَالِبٍ في طَمْطَامٍ مِنَ النَّارِ فَأَخْرَجَهُ الله لِمَكانِهِ مِنِّي وَإحْسَانِهِ إلَيَّ فَجَعَلهُ في ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ".

رواه الطبراني (2) في الأوسط والكبير، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو منكر الحديث، لا يحتجون بحديثه، وقد وثق.

472 -

وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ عَمِّي

(1) في (م، ظ) زيادة "قبر قبر".

(2)

في الكبير 23/ 405 برقم (972)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (16 - 17) - من طريقين: حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا عمرو -تحرفت في الكبير إلى: عمر- بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أم سلمة

وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن ثابت وهو ابن أبي المقدام، وأما عبد الله بن محمد بن عقيل فهو حسن الحديث كما قال الهيثمي غير مرة.

وقال الطبراني الأوسط: "لم يرو عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد".

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 12/ 151 برقم (34436) إلى الطبراني في الكبير.

ص: 211

هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَلَوْ أَدْرَكَكَ (مص: 184) أَسْلَمَ.

فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا وَحَمْدِهَا وَذِكرِهَا، وَمَا قَالَ يَوْماً قَط اللَّهُمّ اغْفِرْ لِي (1) يَوْمَ الدِّين".

رواه الطبراني (2) في الكبير، وأبو يعلى. ورجاله رجال الصحيح.

473 -

وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الجُعْفِيِّ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله إنَّ أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كَانَتْ تَصِلُ (3) الرَّحِمَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. هَلَكَتْ في الْجَاهِلِيَّةِ، فَهَلْ ذلِكَ نَافِعُهَا (4) شَيْئاً؟.

قَالَ: "لَا".

قَالَ: فَإنَّهَا كَانَتْ وَأَدَّتْ أُخْتاً لَنَا، فَهَلْ ذلِكَ نَافِعُهَا شيْئاً؟

قَالَ: "الْوَائِدَةُ وَالْمَوْؤُودَةُ في النَّارِ، إلَاّ أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ

(1) في (ظ، م) زيادة: "قبر" إلى الأولى.

(2)

في الكبير 23/ 391 برقم (932)، وأبو يعلى في المسند 12/ 401 - 402 برقم (6965) من طريقين: عن منصور، عن مجاهد، عن أم سلمة

وهذا إسناد صحيح. وقد بينا صحة سماع مجاهد من أم سلمة عند الحديث (6959) في المسند المذكور. ولتمام التخريج انظر مسند الموصلي.

(3)

في (ش): "كان يصل" وهو خطأ.

(4)

في (ظ): "نفعها".

ص: 212

الإسْلَامَ لِيَعْفُوَ (1) الله عَنْهَا" (2).

رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، والطبراني في الكبير، بنحوه.

474 -

وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتَمٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيفْعَلُ كَذَا وَكَذَا؟.

قَالَ: "إنَّ أَبَاكَ أَرَادَ أَمْراً فَأَدْرَكهُ - يَعْنِي: الذِّكْرَ".

رواه أحمد (3)، ورجاله ثقات، والطبراني في الكبير.

(1) في (م): "ليغفر".

(2)

أخرجه النسائي في التفسير -ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 55 برقم (4564) -والطبراني في الكبير 7/ 139 - 140 برقم (16319) من طرق عن حجاج بن منهال.

وأخرجه البخاري في الكبير 4/ 72 - 73 من طريق مسدد بن مسرهد. كلاهما حدثنا: معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة بن قيس، عن سلمة بن يزيد الجعفي

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه أحمد 3/ 478 من طريق ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، بالإسناد السابق.

وانظر كنز العمال 1/ 72 برقم (281)، و15/ 25 - 26 برقم (39913).

(3)

في المسند 4/ 258، والطبراني في الكبير 17/ 104 برقم (250) من طريقين: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت مري بن قطري يحدث عن عدي بن حاتم قال:

وإسناده حسن، ومري بن =

ص: 213

475 -

وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتَمٍ أَتَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيحْمِلُ الْكَلَّ، وُيطْعِمُ الطَّعَامَ؟. قَالَ (1):"فَهَلْ أَدْرَكَ الإسْلَامَ؟ ".

قَالَ: لَا، قَالَ:"فَإنَّ أَبَاكَ كَان يحِبُّ أَن يُذكَرَ، فَذُكِرَ".

رواه الطبراني (2) في الكبير، وفيه رشدين بن سعد، وهو متروك الحديث.

476 -

وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ (3) قَالَ: ذُكِرَ حَاتَمٌ عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "ذَاكَ رَجُلٌ أَرَادَ أَمْراً فَأَدْرَكَهُ".

= قطري فصلنا القول في توثيقه عند الحديث (1715) في "موارد الظمآن". نشر دار الثقافة العربية.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 451 برقم (16495) إلى أحمد، والطبراني في الكبير.

(1)

ساقطة من (ش).

(2)

في الكبير 6/ 197 برقم (5687) من طريق أحمد بن رشدين المصري: حدثني أبي: محمد بن الحجاج بن رشدين، عن أبيه، عن جده رشدين، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال: أن أبا حازم أخبره: أن سهل بن سعد الساعدي حدثه: أن عدي بن حاتم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهذا إسناد فيه ثلاثة ضعفاء: شيخ الطبراني، وأبوه، وجد أبيه.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 6/ 451 برقم (16496) إلى الطبراني في الكبير.

(3)

سقط "ابن عمر" من (م، ش).

ص: 214

رواه البزار (1)، وفيه عبيد بن واقد (2) القيسي، ضعفه أبو حاتم.

477 -

وَعَنْ سَلْمَان (3) بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (مص: 185) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَفِي بِالذِّمَّةِ؟

قَالَ: "وَلَمْ يُدْرِكْ الإسْلَامَ؟ ".

قَالَ: لَا. فَلَمَّا وَلَّيْتُ، قَالَ:"عَلَيَّ بِالشَّيْخِ". قَالَ: "يَكُونُ لِكَ في عَقِبِكَ (4)، فَلَنْ يَذِلُّوا (5) أَبَداً، وَلَنْ يَتَفَرَّقُوا (6) أَبَداً".

(1) في كشف الأستار 1/ 64 برقم (92) من طريق محمد بن معمر، حدثنا عبيد بن واقد القيسي: حدثنا أبو مضر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر

وهذا إسناد ضعيف لضعف عبيد بن واقد، وشيخه أبو مضر هو شيبة الناجي ما وجدت من ذكره غير المزي في شيوخ عبيد بن واقد.

ونسبه المتقي الهندي في الكنز 14/ 35 برقم (37867) إلى الدارقطني في الأفراد، وإلى ابن عساكر.

(2)

في (م): "واحد" وهو خطأ.

(3)

في أصولنا كلها "سلمة" وليس في الصحابة من سمي بسلمة بن عامر الضبي. وانظر أسد الغابة 2/ 416، والإصابة 4/ 222، والاستيعاب 4/ 220 على هامش الإصابة. والتاريخ الكبير للبخاري 4/ 136.

(4)

في (م، ش): "عقيل" وهو تحريف.

(5)

في أصولنا جميعها "يزلوا". وانظر الطبراني، والفسوي.

(6)

عند الطبراني "يفقروا". وعند الفسوي "يفتقروا".

ص: 215

رواه الطبراني (1) في الكبير، ورجاله موثقون.

478 -

وَعَنْ عَفِيفٍ الْكنْديِّ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذْ أَقْبَلَ وَفْدٌ مِنَ الْيَمَنِ فَذَكَرُوا امْرأَ الْقَيْسِ بْنَ حُجْرٍ الْكِنْدِيِّ، وَذَكَروا بيتَينِ مِن شِعْرِهِ، فِيهِمَا ذِكْرْ ضَارِجٍ (2) ماءٍ مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:"ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ في الدُّنْيَا، مَنْسِيٌّ في الآخِرَةِ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ، يَقُودُهُمْ إلَى النَّارِ".

(1) في الكبير 6/ 276 برقم (6213)، والبخاري في الكبير 4/ 136، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 321 من طرق: حدثنا أبو عاصم، حدثنا أبو نعامة العدوي، حدثنا عبد العزيز بن بُشَيْر، عن سلمان بن عامر الضبي

وهذا إسناد جيد، عبد العزيز بن بُشير -انقلب عند الطبراني إلى: بُشَيْر بن عبد العزيز- ترجمه البخاري في "الكبير 6/ 23 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 378 بإسناده إلى علي بن المديني أنه قال: "عبد العزيز بن بُشَيْر بن كعب مجهول لا نعرفه". ولكن ذكره ابن حبان في الثقات 5/ 125.

(2)

ضارج -وزان فاعل من ضرجه إذا شقه-: قال اليزيدي، وأبو زيد الضرير: ضارج: ماء لعبس

وقال الطوسي: ضارج: موضع باليمن، وروى إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أشياخه أنه أقبل قوم من اليمن يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فضلوا الطريق

إذ أقبل راكب ينشد:

وَلمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّها

وَأَنَّ اْلَبَيَاضَ مِنْ فَرَائِصِهَا دَام

تَيَمَّمَتِ اْلَعَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضَارِجٍ

يَفِيءُ عَلَيْها الظِّلُّ، عَرْمَضُهَا طَام

وانظر معجم ما استعجم 2/ 852 - 853، ومعجم البلدان =

ص: 216

رواه الطبراني (1) في الكبير، من طريق سعيد بن فروة بن عفيف، عن أبيه، عن جده، ولم أر من ترجمهم.

= 3/ 450، ولسان العرب، وتاج العروس -ضرج- وتاريخ بغداد 2/ 373 - 374 ورواية البيت الأول عنده:

وَلمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّرِيعَةَ هَمُّها

وَأَنَّ بَيَاضًا مِنْ فَرَائِصِهَا كَام

(1)

في الكبير 18/ 100 برقم (180)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 373 - 374 من طريقين: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي: حدثني سعيد بن فروة بن عفيف بن معدي كرب، عن أبيه، عن جده قال: بينا نحن

وهذا إسناد تالف. هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال الدارقطني وغيره: متروك. وعفيف -مصغراً- بن معدي كرب ترجمه البخاري في الكبير 7/ 75، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 29، وابن حبان في الثقات 5/ 283 في التابعين وقالوا:"يروي عن عمر، روى عنه هارون بن عبد الله" ومكان من روى عنه خال في "الجرح والتعديل".

وقال الحافظ في الإصابة 7/ 19: "عُفيف -بالتصغير- بن معدي كرب الكندي، فرق البغوي بينه وبين الأول -يعني ابن عم الأشعث- وكذا ابن أبي حاتم إلا أنه لم يذكر في هذا أنه صحابي، بل قال: روى عن عمر.

ص: 217