الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
80 - (باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين)
418 -
عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إنَّ لِلْمُنَافِقِينَ عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا: تَحْيَّتُهُمْ لَعْنَةٌ، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَةٌ، وَغَنِيمَتُهُمْ غُلُولٌ، لَا يَقْرَبُونَ الْمَسَاجِدَ إلَاّ هَجْراً، وَلَا يَأْتونَ الصَّلَاةَ إلَاّ دَبْراً، مُسْتَكْبِرِينَ (1) (مص: 165) لَا يَأْلَفُونَ وَلَا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ (2) "، وَقَالَ يَزيدُ مَرَّةً:"سُخُبٌ بِالنَّهَارِ".
رواه أحمد (3)، والبزار، وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.
= الرحمن بن عرق ترجمه البخاري في الكبير 5/ 336 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 270 وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 100، وما رأيت فيه جرحاً، وقال الذهبي في كاشفه:"وثق". وقال ابن حجر في التقريب: "مقبول".
وقال الطبراني: "لا يروى عن النعمان إلا بهذا الإسناد".
(1)
في (ظ) زيادة: "إلا بالقول".
(2)
الصخب -والسخب كذلك-: الضجة واضطراب الأصوات للخصام.
يقال: صَخِبَ الجمع صَخَباً: علت فيه الأصوات. واختلطت فهو صاخب، وصَخِبٌ.
(3)
في المسند 2/ 293، والبزار 1/ 61 - 62 برقم (85) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي، حدثنا إسحاق بن بكر، عن سعيد بن أبي =
419 -
وَعَنْ أَنسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم
= سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة
…
نقول: "إسحاق بن بكر" هكذا جاء عند البزار، ولكنه جاء في "تهذيب الكمال" وفروعه جميعها "إسحاق بن أبي الفرات واسمه بكر، المدني". وهكذا جاءت تسميته فيمن رووا عن سعيد المقبري. ظناً بأن أبا الفرات هو بكر.
وأما في رواية أحمد فقد جاء "إسحاق بن بكر بن أبي الفرات" وهذا هو الصواب، فقد جاء هكذا في شيوخ عبد الملك بن قدامة في "تهذيب الكمال" 2/ 859 مصورة دار المأمون للتراث.
وقد جاء هكذا أيضاً في كامل ابن عدي 5/ 1946 ولكن محققه حرفه فقال: "إسحاق بن بكر بن أبي العراد" فقد حرف "الفرات" إلى "العراد".
وجاء أيضاً في المستدرك 4/ 465 - ومصورة إحسان الله المعروف بصاحب اللواء ص (677) - هكذا: "إسحاق بن بكر بن الفرات" مما يدل على أن لفظة "أبي" قد سقطت سهواً منه. ولذلك فإننا نزعم أن إسحاق هو ابن بكر بن أبي الفرات، وقد نسبه صاحب التهذيب إلى جده، والله أعلم. وما رأيت فيه جرحاً فهو على شرط ابن حبان وما وقعت عليه في الثقات، غير أن البوصيري قال بعد الحديث (4036) في سنن ابن ماجة: "في إسناده إسحاق بن أبي الفرات قال الذهبي في الكاشف: مجهول، وقيل: منكر، وذكره ابن حبان في الثقات وصحح حديثه الحاكم 4/ 465 - 466 ووافقه الذهبي، فالإسناد عندنا حسن إن شاء الله.
وقال البزار: "لا نعرفه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد.
وإسحاق بن بكر لا نعلم حدث عنه إلا عبد الملك".
يَقُولُ: "ثَلَاثٌ مِنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإنْ صَامَ وصَلَّى وَحَجَّ واعْتَمَرَ وقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ: إِذَا حَدَّثَ، كذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ".
رواه أبو يعلى (1)، وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف.
420 -
وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "في الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ".
رواه البزار (2)، والطبراني في الأوسط، وفيه يوسف بن الخطاب، وهو مجهول.
(1) في المسند 7/ 136 برقم (4098) وإسناده ضعيف، وهناك خرجناه وذكرنا ما يشهد له.
وقال المنذري بعد أن أورده في "الترغيب والترهيب" 3/ 594: "رواه أبو يعلى من رواية الرقاشي، وقد وثق، ولا بأس به في المتابعات".
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 169، 171 برقم (855، 895) إلى رسته في الإيمان، وإلى أبي الشيخ في "التوبيخ" وإلى ابن النجار.
(2)
في كشف الأستار 1/ 62 - 63 برقم (87)، والطبراني في الأوسط -مجمع البحرين ص (16) - والبخاري في الكبير 8/ 385 - 386، من طريق شبابة بن سوار، عن يوسف بن الخطاب، عن عبادة بن الوليد، عن جابر
…
وهذا إسناد جيد، يوسف بن الخطاب ترجمه البخاري في الكبير 8/ 385 - 386 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال أبو حاتم في =
421 -
وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "آيَاتُ الْمُنَافِقِ: إذَا حَدَّثَ، كذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ".
رواه الطبراني (1) في الأوسط، وفيه زَنْفَلٌ الْعَرَفِيّ (2) كذاب.
= الجرح والتعديل" 9/ 221: "هو مجهول"، وقال "الحطاب" بالحاء المهملة. وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 638.
وقال البزار: "وهذا لا نعلمه يروى عن جابر إلا من هذا الوجه، ويوسف مجهول".
نقول: ليس بمجهول إلا للبعض، وقد عرفه آخرون ووثقه إمام من أئمة هذا الشأن.
وقال الطبراني: "لا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به شبابة".
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 169 برقم (851) إلى البزار.
(1)
في الأوسط -مجمع البحرين ص (15) - من طريق موسى بن هارون، حدثنا سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي، حدثنا زنفل بن شداد - (ويقال بن عبد الله) - العرفي من أهل عرفة: سمعت (عبد الله بن عبيد الله) بن أبي مليكة، عن عائشة، عن أبي بكر
…
وهذا إسناد ضعيف فيه زنفل بن شداد وهو ضعيف.
وقال الطبراني: "لا يروى عن أبي بكر إلا بهذا الإسناد".
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 168 برقم (843) إلى الطبراني في الأوسط.
(2)
العرفي -بفتح العين والراء المهملتين، وبعد الراء فاء-: هذه النسبة إلى عرفات
…
وانظر الأنساب 8/ 431، واللباب 2/ 335.
422 -
وَعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ خِلَالِ المُنَافِقِ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ".
فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَهُمَا ثَقِيلَانِ فَرَأَيتُهُمَا (1)(مص: 166) فَقُلْتُ: مَا لِي أَرَاكُمَا ثَقِيلَيْنِ؟
فَقَالَا: حَدِيثاً سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "مِنْ خِلَالِ الْمُنَافِقِ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا اؤتُمِنَ، خَانَ".
قَالَ: أَوَلَا سَأَلْتُمَاهُ؟.
قَالَا: هِبْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: لكِنِّي سَأَسْأَلُهُ. فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما وَهُمَا ثَقِيلَانِ، وَذَكَرْتُ مَا قَالَا، فَقَالَ:"قَدْ حَدَّثْتُهُمَا وَلَمْ أَضَعْهُ عَلَى الْمَوْضِع الَّذِي يَضَعَانِهِ، وَلكِنَّ الْمُنَافِقَ إذَا حَدَّثَ بِحَدِيث وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنَّهُ يَكْذِبُ، وإذَا وَعَدَ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنَّهُ يُخْلِفُ، وَإذَا اؤْتُمِنَ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ أَنَّهُ يَخُونُ".
رواه الطبراني (2) في الكبير،
(1) في (ظ، م، ش): "فلقيتهما".
(2)
في الكبير 6/ 270 برقم (6186) من طريق أحمد بن زهير التستري، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا مهران بن أبي عمر، حدثنا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= علي بن عبد الأعلى، عن أبي النعمان: حدثني أبو الوقاص، حدثني سلمان الفارسي
…
وهذا إسناد ضعيف. أبو الوقاص مجهول، وأحمد بن زهير التستري هو أحمد بن يحيى بن زهير المحدث الثقة البارع، وقد نسب إلى جده. وانظر الأنساب للسمعاني 3/ 55. ومهران بن أبي عمر قال البخاري:"فيه اضطراب". وقال ابن معين: "كان شيخاً مسلماً كتبت عنه، وكان عنده غلط كثير في حديث سفيان".
وقال أيضاً: "ثقة". وقال النسائي: "ليس بالقوي". وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالمتين عندهم". وقال العقيلي: "روى عن الثوري أحاديث لا يتابع عليها".
وقال أبو حاتم: "ثقة، صالح الحديث"، ووثقه ابن حبان، وقال الدارقطني:"لا بأس به". وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات". ص (234) برقم (1432): "صدرق، إلا أن أكثر روايته عن سفيان خطأ".
نقول: إذا تدبرنا ما تقدم نخلص إلى أن مهران بن أبي عمر جيد الحديث عامة، ضعيف في حديث الثوري، والله أعلم.
وأبو النعمان ترجمه البخاري في الكبير 9/ 76 ولم يورد فيه جرحاً، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 449:"مجهول". "وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 7/ 664. ولفهم المدلول لكلمة "مجهول" عند أبي حاتم انظر تعليقنا على الحديث (6784) في مسند الموصلي.
وعلى هامش (م) ما نصه: "أبو النعمان، عن أبي وقاص مجهولان، قاله الترمذي". وذلك بعد الحديث (2635) باب: ما جاء في علامات المنافق.
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 171 برقم (867) إلى الطبراني في الكبير. وانظر فتح الباري 1/ 89 - 91.
وفيه أبو النعمان (1)، عن أبي وقاص، وكلاهما مجهول -قاله الترمذي- وبقية رجاله موثقون.
423 -
وَعَنْ عَبْدِ الله -يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثٌ منْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ وَإنْ كَانَ (2) فِيهِ خَصْلَةٌ، فَفِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا اؤْتُمِنَ، خَانَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ".
رواه البزار (3)، ورجاله رجال الصحيح.
424 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: اعْتَبِرُوا الْمُنَافِقِينَ بِثَلَاثٍ: إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ، غَدَرَ. وَأَنْزَلَ الله عز وجل تَصدِيقَ ذلِكَ في كِتَابِهِ {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 75] إلَى آخِرِ الَايَةِ (4).
(1) في (ظ، ش): "العجان" وهو تحريف.
(2)
في (ظ): "وإذا".
(3)
في كشف الأستار 1/ 62 برقم (86) من طريق عمرو بن علي، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
…
وهذا إسناد صحيح.
وقال البزار: "وهذا لا نعلم أسنده إلا أبو داود بهذا الإسناد، وغيره يرويه موقوفاً".
نقول. أبو داود الطيالسي ثقة، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم.
(4)
لقد ذكر بعض المفسرين أن سبب نزول هذه الآية الكريمة في ثعلبة بن حاطب الأنصاري، وأوردوا في ذلك حديثاً أخرجه الطبري في التفسير =
رَوَاهُ الطَّبرانِي (1) في الْكَبِيرِ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.
425 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مِنْ أَعْلَامِ الْمُنَافِقِ (مص: 167): إذَا حَدَّثَ، كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ، أَخْلَفَ، وَإذَا ائْتَمَنْتَهُ، خَانَكَ".
= 10/ 189 - 190، وابن أبي حاتم في التفسير -ذكره ابن كثير في التفسير أيضاً 3/ 428 - ، والواحدي في أسباب النزول ص (189 - 191) وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 284 من طريق معاذ بن رفاعة السلمي، عن أبي عبد الملك علي بن يزيد الألهاني أنه أخبره عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي. عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال لرسول الله، -وعند الواحدي عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وهذا إسناد ضعيف، علي بن يزيد ضعفه أحمد وأبو زرعة، وأبو حاتم، والترمذي، والبخاري وقال:"منكر الحديث ضعيف"، كما ضعفه النسائي، والحاكم أبو أحمد، وابن يونس، وقال الأزدي، والدارقطني، والبرقي:"متروك الحديث". وقال يحيى بن معين: "علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، ضعاف كلها".
وقد اتفق مؤرخو الصحابة على أن ثعلبة بن حاطب بدري، وقال ابن حجر في الإصابة 2/ 20:"وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل النار أحد شهد بدراً والحديبية)، وحكى صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال لأهل بدر: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، فمن يكون بهذه المثابة كيف يُعْقبه الله نفاقاً في قلبه وينزل فيه ما نزل؟ ". وانظر ما قاله ابن الأثير في أسد الغابة أيضاً.
(1)
في الكبير 9/ 252 برقم (9075) من طريق محمد بن علي الصائغ، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن =