الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه بشير بن محمد الكندي (1) -أو بشر- فإن كان بشيراً، فقد ضعفه ابن المبارك، ويحيى بن معين (2)، والدارقطني، وإن كان بشراً فلم أر من ذكره. قلت: والأحاديث في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تأتي في الأدعية.
31 - (باب في سماع الحديث وتبليغه)
586 -
عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تَسْمَعُونَ، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ".
ثُمَّ قَالَ: "يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ قَبْلَ أنْ يُستَشْهَدُوا".
رواه البزار (3)، والطبراني في الكبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من ثابت بن قيس.
= عمداً أو سهوًا. ويقال: خطئ بمعنى: أخطأ أيضاً.
وقيل: خطئ إذا تعمد، وأخطأ إذا لم يتعمد، ويقال لمن أراد شيئاً ففعل غيره -أو فعل غير الصواب-: أخطأ".
(1)
هكذا في أصولنا جميعها وهو خطأ، وقد تقدم أنه ليس في الإسناد من اسمه بشير بن محمد الكندي بل انقلب "محمد بن بشر الكندي" على الهيثمي رحمه الله. الذي ضعفه ابن المبارك، ويحيى بن معين، والدارقطني إنما هو محمد بن بشير الكندي، وانظر التعليق السابق.
(2)
جملة "إن" بشرطها وجوابه، إلى هذا المكان تكررت في (ش).
(3)
البزار 1/ 87 - 88 برقم (146)، والطبراني في الكبير 2/ 71 برقم (132)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (206) برقم (91) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، =
587 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَالَ في حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فَقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ: ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ لله، وَالْمُنَاصَحَةُ لَأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإنَّ دُعَاءَهُمْ يُحِيطُ مِنْ وَرَائهم".
رواه البزار (1)، ورجاله موثقون إلا أن يكون شيخ سليمان بن
= عن عيسى أخيه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت بن قيس بن شماس
…
وهذا إسناد ضعيف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو منقطع أيضاً، عبد الرحمن لم يدرك ثابت بن قيس والله أعلم.
ولكن يشهد له حديث ابن عباس عند ابن حبان -موارد الظمآن- برقم (77) بتحقيقنا، وعند الرامهرمزي برقم (92)، وفي "جامع بيان العلم" 1/ 43، وصححه الحاكم 1/ 95 ووافقه الذهبي، وقد استوفيت تخريجه في صحيح ابن حبان برقم (62) نشر مؤسسة الرسالة.
وانظر مقدمتي لموارد الظمآن.
وقال الحاكم: "وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن مسعود. وثابت بن قيس بن شماس".
(1)
في كشف الأستار 1/ 86 - 87 برقم (141) من طريق سليمان بن سيف الحراني، حدثنا سعيد بن سلام، حدثنا عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن أبِي سعيد الخدري
…
وهذا إسناد فيه سعيد بن سلام العطار، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وضعفه النسائي، والدولابي، والساجي، والعقيلي، وابن السكن، وابن =
سيف سعيد بن بزيع، فإني لم أر أحداً ذكره، وإن كان سعيد بن الربيع، فهو من رجال الصحيح فإنه روى عنهما والله أعلم (1).
588 -
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (مص: 216) قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مقَالَتِي هذِهِ فَبَلَّغَها (2) فَرُبَّ حَامِلِ فَقْهٍ (3) إلى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ (4):
ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ لله، وَالْنَّصِيحَةُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإن دُعَاءَهُمْ
= الجارود، وكذبه ابن نمير، وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث، وانظر لسان الميزان 3/ 31 - 32.
وقال البزار: "سعيد وعمر لم يتابعا على حديثهما". وعمر هو ابن محمد بن زيد العمري.
(1)
على هامش (مص) ما نصه: "شيخ سليمان هو سعيد بن سلام، فإن البزار رواه بالإسناد الذي روى به حديث أبي سعيد التقدم. وقد تقدم أن الشيخ نقل أن أحمد كذب سعيداً".
نقول: تقدم الحديث المشار إليه برقم (530).
وعلى هامش (ظ) ما نصه: "قال الحافظ ابن حجر: قلت: بل هو سعيد بن سلام العطار. وتقدم حديثه في باب: فضل العلماء".
وأخرجه البزار أيضاً. برقم (142) - ومن طريق البزار هذه أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 105.
(2)
في (م): "فوعاها".
(3)
في (م) زيادة "لا فقه له".
(4)
في (ش): "فقه "وهو خطأ.
يُحِيطَ مِنْ وَرَائِهِمْ" (1).
رواه الطبراني في الكبير (2)، ومداره على عبد الرحمن بن زبيد (3)، وهو منكر الحديث، قاله البخاري.
589 -
وَعَنْ عُبَيْدِ (4) بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (5): أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
(1) في (ش): "روايه" وهو خطأ. والمعنى: "تحدق بهم من جميع جوانبهم، يقال: حاطه، وأحاط به" قاله ابن الأثير في النهاية 1/ 461.
(2)
هو في الجزء المفقود من هذا المعجم، وأخرجه الدارمي في المقدمة 1/ 75 - 76 باب: الاقتداء بالعلماء، من طريق يحيى بن موسى، حدثنا عمرو بن محمد القرشي، حدثنا إسرائيل عن عبد الرحمن بن زبيد اليامي، عن أبي العجلان، عن أبي الدرداء، قال: خطبنا
…
وهذا إسناد ضعيف عندي، أبو العجلان المحاربي ما عرفت له رواية عن أبي الدرداء، وما رأيت أحداً وثقه، وقد نقل الحافظ في "تهذيب التهذيب" 12/ 166 عن العجلي قال:"أبو العجلان المحاربي شامي، تابعي، ثقة". وما وجدت ذلك في "تاريخ الثقات" للعجلي، والله أعلم.
وباقي رجاله ثقات، عبد الرحمن بن زبيد اليامي ترجمه البخاري في الكبير 5/ 286، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 235 ووثقه الحافظ ابن حبان 7/ 67 وانظر مقدمتنا لموارد الظمآن، وأحاديث الباب، والمحدث الفاصل برقم (3، 4، 5، 6، 7، 8، 9) وجامع بيان العلم 1/ 38 - 42.
(3)
في (ش): "زيد" وهو خطأ.
(4)
في (ظ): "عبيدة" وهو خطأ.
(5)
في أصولنا جميعها زيادة "عن أبيه" وهي مقحمة إقحاماً، وانظر التعليق التالي.
خَطَبَهُمْ، قَالَ:"نَضَّرَ الله امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ".
رواه الطبراني (1) في الكبير، ورجاله موثقون، إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني في الأوسط.
590 -
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ الله عَبْداً سَمِعَ كَلَامِي ثُمَّ لَمْ يَزِدْ فِيهِ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ (2) أَوْعَى مِنْهُ:
ثَلَاثٌ لَا يَغِلَّ عَلَيهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ لله، وَالْمُنَاصَحَةُ لأولِي الأَمْرِ، وَالاعْتِصَامُ (3) بِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإنَّ دَعْوَتُهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ".
رواه الطبراني (4) في الكبير، والأوسط، إلا أنه قال في
(1) في الكبير برقم، 17/ 49 برقم (106)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق محمد بن نصر العطار الهمداني، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا شهاب بن خراش الحوشبي، عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم
…
وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وباقي رجاله ثقات.
وقال الطبراني: "لا يروى عن عمير بن قتادة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام". وانظر هامش الإحياء 3/ 398، وأحاديث الباب.
(2)
سقط من (ظ، ش): "من هو".
(3)
في (ش): "والاعتقاد".
(4)
في الكبير 20/ 82 برقم (155)، وفي الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - والقضاعي في مسند الشهاب 2/ 307 - 308 برقم (1422) =
الأوسط: "رُبَّ حَامِلِ كَلِمَةٍ" بَدَلَ "فِقْهٍ"، وفيه عمرو بن واقد رمي بالكذب، وهو منكر الحديث.
591 -
وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّهُ قَالَ في خُطْبَةٍ خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَقَالَ: "نَضَّرَ الله وَجْهَ عَبْدٍ (1) سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَمَلهَا، رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ:
ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ لله، (مص: 217) وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإنَّ دَعوَتُهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ".
= من طريق هشام بن عمار، حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ بن جبل
…
وهذا إسناد فيه عمرو بن واقد وهو متروك، واتهمه بعضهم.
وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 308 من طريق
…
محمد بن المبارك، حدثنا عمرو بن واقد، بالإسناد السابق.
وقال الطبراني: "لا يروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو".
ونسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في مسند الشاميين برقم (2210).
كما نسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 228 برقم (29201)، وفي 10/ 288 برقم (29466) إلى الطبراني في الكبير، وإلى أبي نعيم في "حلية الأولياء"، وإلى ابن عساكر. وانظر أحاديث الباب.
(1)
ساقطة من (ش).
رواه الطبراني في الكبير (1)، وفيه عيسى الخياط وهو متروك الحديث.
592 -
وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَحِمَ الله عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي َفحَفِظَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ:
ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ لله،
(1) في الجزء المفقود من هذا المعجم. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (168) برقم (11) من طريق موسى بن زكريا، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا أبو أمية بن يعلى، حدثنا عيسى بن أبي عيسى الخياط، عن الشعبي قال: خطبنا النعمان بن بشير
…
وهذا إسناد فيه متروكان: أبو أمية إسماعيل بن يعلى، وشيخه عيسى (الحناط، الخياط، والخباط)، -قال ابن سعد: كان يقول: أنا خباط، وحناط، وخياط، وكلاً قد عالجت-، وفيه أيضاً موسى بن زكريا، قال الدارقطني:"متروك". قال ذلك في سؤالات الحاكم برقم (227).
ونقل ذلك عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال"، والمغني، وتبعه على ذلك ابن حجر في "لسان الميزان".
وأخرجه الحاكم 1/ 88 من طريق محمد بن يعقوب أبي العباس، حدثنا إبراهيم بن بكر المروزي، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير
…
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
وقال الحاكم: "وقد روي عن الشعبي، ومجاهد، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ".
رواه الطبراني (1) في الكبير، وفيه محمد بن كثير الكوفي ضعفه البخاري وغيره، ومشاه ابن معين.
(1) في الكبير 2/ 41 برقم (1224)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 287، وابن عدي في الكامل 6/ 2257 من طريق عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا محمد بن كثير الكوفي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن أبيه
…
وهذا إسناد فيه محمد بن كثير الكوفي. قال البخاري: "منكر الحديث". وضعفه أحمد، وابن المديني، وابن عدي 6/ 2257، وقال ابن معين "شيعي ولم يكن به بأس".
وقال ابن الجنيد في سؤالاته برقم (887). "قلت ليحيى: محمد بن كثير الكوفي؟ قال: ما كان به بأس
…
قلت: إنه روى أحاديث منكرات؟ قال: ما هي؟
قلت: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، يرفعه: نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغ بها.
وبهذا الإسناد مرفوعاً: اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه.
فقال: من روى عنه هذا؟. فقلت: رجل من أصحابنا
…
فقال: هذا عسى سمعه من السندي ابن شاهك، وإن كان الشيخ روى هذا فهو كذاب، وإلا فإني رأيت حديث الشيخ مستقيماً".
وقال ابن عدي: "وهذا يرويه محمد بن كثير، عن إسماعيل بن أبي خالد، فهو غريب من وجهين:
أحدهما: من حديث ابن أبي خالد. والثاني: حيث قال: عن النعمان بن بشير، عن أبيه". =
593 -
وعَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ (1) جَنْدَرَةَ بْنِ خَيْشَنُةَ قَالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ الله امْرأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ عِلْمٍ إلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ:
ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ القَلْبُ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ، وَمُنَاصَحَةُ الوُلَاةِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ".
قالَ (2): وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْناً لأبِي قرْصَافَةَ أَسَرَتْهُ الرُّومُ فَكَانَ أَبُو قِرْصَافَةَ يُنَادِيهِ مِنْ سُورِ عَسْقَلَانَ في وَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ: يَا فُلَانُ، الصَّلَاةَ: فَيَسْمَعُهُ، فَيُجِيبُهُ، وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ (3) البَحْرِ".
= ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 228، 288 برقم (29202، 29464) إلى الطبراني في الكبير، وإلى ابن قانع، وأبي نعيم، وابن عساكر.
(1)
في (ش): "قرناصة" وهو تحريف. وقد جاءت هكذا محرفة في الأماكن كلها في هذا الحديث. وقد ضبطت في (مص) بضم القاف، وهو خطأ، وانظر "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص (202).
(2)
القائل هو: الطبراني، وفي الصغير:"قال أبو القاسم".
(3)
العُرْض -بضم العين المهملة، وسكون الراء المهملة أيضاً-: الناحية والجانب، وبفتح العين وسكون الراء: المتاع وكل شيء سوى الدراهم والدنانير. وخلاف الطول، والجبل، والجيش العظيم.
والعرض -بكسر العين وسكون الراء المهملتين-، البدن والنفس، وما يمدح ويذم من الإنسان.
والعَرَض -بفتح العين والراء المهملتين-: ما يطرأ على الإنسان ويزول كالمرض وغيره.
رواه الطبراني في الأوسط (1)، والصغير، وإسناده (2) لم أر من ذكر أحداً منهم.
594 -
وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ الله امْرأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُم بَلَّغَهَا، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ:
ثَلَاثٌ (3) لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إخْلَاصُ الْعَمَل لله (4)، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ المُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ" (ص: 218).
(1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) -، وفي الصغير 1/ 109 من طريق بشير بن موسى الغزي، حدثنا أيوب بن علي بن الهيصم، حدثنا زياد بن سيار، عن عزة بنت عياض، عن جدها أبي قرصافة جندرة بن خيشنة
…
وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة، وأيوب بن علي بن أبي هيصم روى عنه أكثر من واحد -منهم أبو حاتم الرازي- وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 252:"سئل أبي عنه فقال: شيخ". وما وجدت فيه جرحاً فهو على شرط ابن حبان.
وفيه زياد بن سيار الكناني ترجمه البخاري في الكبير 3/ 357 ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 534، وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 255.
وعزة بنت عياض ترجمها ابن حبان في الثقات 5/ 289 ونسبها إلى جدها، وما رأيت من جرحها، وانظر " أعلام النساء" 3/ 275.
(2)
في (ش): "والسناده" وهو خطأ.
(3)
سقطت من (ش).
(4)
سقطت من (ش).
رواه الطبراني (1) في الأوسط، وفيه محمد بن موسى البربري، قال الدارقطني: ليس بالقوى.
595 -
وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "نَضَّرَ الله امْرأً (2) سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ وَهُو غَيْرُ فَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ".
رواه الطبراني (3) في الأوسط،
(1) في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق محمد بن موسى البربري، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي.
وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 239 من طريقين: حدثنا محمد ابن عبيدة بن يزيد أبي عبد الله، حدثنا سليمان بن عمرو بن خالد.
كلاهما عن يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر
…
وهذا إسناد ضعيف محمد بن موسى بن حماد البربري قال الدارقطني: "ليس بالقوي". سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني، وانظر تاريخ بغداد 3/ 343، وميزان الاعتدال 4/ 51، ولسان الميزان 5/ 400.
وفيه أيضاً ابن جريج وقد عنعن، وهو موصوف بالتدليس.
وقال الطبراني: "لم يروه عن ابن جريج إلا يحيى، تفرد به عبد الرحمن".
(2)
في (ظ، م، ش): "عبداً".
(3)
في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق محمد بن حماد الجوزجاني، حدثنا سعيد بن عبد الله أبو صالح الهمذاني، حدثنا أبو معاوية النحوي، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار: -لا =
وفيه سعيد بن عبد (1) الله، لم أر من ذكره.
596 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِمِسْجِدِ الْخَيْفِ مِنْ مِنًى، فَقَالَ: "نَضَّرَ الله امْرأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا، ثُمَّ ذَهَبَ بِهَا إلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقْيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ:
ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ (2): إخْلَاصُ الْعَمَلِ لله، وَالنُّصْحُ لِمَنْ وَلَاَّهُ (3) الله عَلَيْكُمْ الَأمْرَ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فَإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ".
رواه الطبراني (4) في الأوسط، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف.
= أعلمه إلا عن عامر بن سعد، عن أبيه (سعد) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
وهذا إسناد فيه شيخ الطبراني، وشيخ شيخه ما وجدت لهما ترجمة، وباقي رجاله ثقات، وانظر "ذكر أخبار أصبهان" 2/ 254.
وقال الطبراني: "لا يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو معاوية".
(1)
في (ش): "عبيد".
(2)
سقطت من (ظ).
(3)
في (ش): "والَاّه"، وهو خطأ.
(4)
في الأوسط -مجمع البحرين ص (23) - من طريق يعقوب بن إسحاق، حدثنا مخلد بن مالك، حدثنا عطاف بن خالد المخزومي، حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أنس
…
وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد، وشيخ الطبراني ما وجدت له ترجمة فيما =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طالته يدي من المصادر.
وقال الطبراني: "لم يروه عن زيد إلا ابنه تفرد به عطاف ومحمد بن شعيب بن شابور".
وأخرجه أحمد 3/ 225، وابن ماجه في المقدمة (236) باب: من بلغ علماً، وابن عبد البر في جامع بيان العلم" 10/ 42 من طرق عن معان -تحرفت في جامع بيان العلم إلى: معاذ بن رفاعة قال: حدثني عبد الوهاب بن بخت المكي، عن أنس بن مالك
…
وهذا إسناد فيه معان بن رفاعة السلامي، ترجمه البخاري في الكبير 8/ 70 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 422: "يكتب حديثه ولا يحتج به".
ونقل ابن عدي في الكامل 6/ 2329 عن الدوري، عن ابن معين قال:"معان بن رفاعة ضعيف". وما وجدت ذلك في تاريخ ابن معين رواية الدوري، والله أعلم. وانظر الضعفاء الكبير للعقيلي 4/ 256.
وقال الجوزجاني: "ليس بحجة". وقال النسوي في "المعرفة والتاريخ " 2/ 451: "لين الحديث".
وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 36: "منكر الحديث، يروي مراسيل كثيرة، ويحدث عن أقوام مجاهيل، لا يشبه حديثه حديث الأثبات، فلما صار الغالب على روايته ما تنكر القلوب، استحق ترك الاحتجاج به".
وقال ابن عدي في كامله 6/ 2330: "ومعان بن رفاعة عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وله غير ما ذكرت من رواية الشاميين عنه: مثل الوليد بن مسلم، وأبو حيوة شريح بن يزيد، ومبشر بن إسماعيل، وبقية، وغيرهم". وليس الوصف بالتفرد دليلاً على الضعف في كل =
597 -
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "إنِّي مُحَدِّثُكُمُ الْحَدِيثَ، فَلْيُحَدِّثِ الْحَاضِرُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ".
رواه الطبراني (1) في الكبير، ورجاله موثقون.
= الأحوال.
قال السيوطي في "تدريب الراوي" 1/ 332: "قد ينفرد بالحديث راو واحد، فلو لم يقبل، لفات على أهل الإسلام تلك المصلحة". وقال أبو الفتح الأزدي: "لا يحتج به".
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 422: "قيل لأحمد: معان بن رفاعة؟. فقال: لم يكن به بأس". وذلك من طريق محمد بن عوف، ونقله ابن حجر في تهذيب التهذيب، كما نقل عن مهنا، عن أحمد أنه قال: لا بأس به. وقال ابن المديني: "ثقة وقد روى عنه الناس". وقال عثمان الدارمي عن دحيم: "ثقة". وقال الآجري عن أبي داود: "ليس به بأس".
وقال الذهبي في "المغني" 2/ 665: "معروف، ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن المديني".
وأما في الكاشف فقد أورد قول أبي حاتم، وتضعيف يحيى، وتوثيق دحيم. وأضاف في الميزان 2/ 134 قوله:"وهو صاحب حديث ليس بمتقن".
وأزعم بعد الاطلاع على ما تقدم أنه من الواجب علينا أن نقول إنه حسن الحديث إن شاء الله.
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 10/ 220، 226 برقم (29163، 29194) إلى أحمد، الى ابن ماجه، وابن عساكر.
(1)
هو في الجزء المفقود من معجم الطبراني الكبير. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص (171) برقم (14) من طريق جعفر بن محمد =
598 -
وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِالْخَيْفِ: خَيْفِ مِنًى: "نَضَّرَ الله عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا وَبَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَا فِقْهَ لَهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إلَى مَنْ هُوَ أَفَقْهُ مِنْهُ:
ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إخْلَاصُ الْعَمَلِ لله، وَالنَّصِيحَةُ لأئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإن دَعْوَتَهُمْ تَحفظ (1) مَنْ وَرَاءَهمْ".
قلت: (مص: 219) رواه ابن ماجه باختصار (2). رواه
= الفريابي، حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني أبو محمد عيسى بن موسى، عن إسماعيل بن الحارث المذحجي.
أنه سمع عبادة بن الصامت
…
وهذا إسناد فيه سقط، صوابه عندنا -والله أعلم-: "حدثني
…
أبو محمد عيسى بن موسى، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، حدثنا قيس بن الحارث أنه سمع عبادة بن الصامت
…
". وهذا إسناد صحيح.
ورواية الرامهرمزي: "إني أحدثكم الحديث". وانظر مسند الفردوس 1/ 77 برقم (232).
ونسبه المتقي الهندي في "كنز العمال" 10/ 224، 229 برقم (29181، 29207) إلى الطبراني في الكبير، والديلمي في الفردوس.
(1)
هكذا جاءت في (مص) وفوقها "صح"، وهكذا هي في (ش)، ولكنها في (ظ، م) وعند الطبراني، وابن ماجه:"تحيط". وعند أبي يعلى، والطبراني (1543):"تكون من ورائهم".
(2)
في المقدمة برقم (231) باب: من بلغ علماً، ولكن أخرجه كاملاً في المناسك (3056) باب: الخطبة يوم النحر. وقال البوصيري في =
الطبراني (1) في الكبير، وأحمد، وفي إسناده ابن إسحاق، عن الزهري، وهو مدلس، وله طريق عن صالح بن كيسان، عن الزهري، ورجالها موثقون.
= الزوائد: "هذا إسناد فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد رواه بالعنعنة، والمتن على حاله صحيح". وانظر التعليق التالي.
(1)
في الكبير 2/ 126 - 127 برقم (1541)، والدارمي في المقدمة 1/ 74 باب: الاقتداء بالعلماء، وابن عبد البر في جامع بيان العلم" 1/ 41 من طرق عن ابن إسحاق، عن الزهري، عن محمد بن جبير ابن مطعم، عن أبيه
…
وهذا إسناد فيه ابن إسحاق وقد عنعن.
وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (1544) من طريق نعيم بن حماد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان.
وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 41، 42 من طريقين عن مالك.
كلاهما عن الزهري بالإسناد السابق. وهذا إسناد صحيح.
ولتمام تخريجه والإطلاع على ما يشهد له أيضاً انظر مسند الموصلي 13/ 408 برقم (7413)، وكنز العمال 10/ 220 - 221، والطبراني في الكبير برقم (1542، 1543، 1544).
وقال الرامهرمزي: "قوله صلى الله عليه وسلم: (نضر الله أمرأ) مخفف، وأكثر المحدثين يقوله بالتثقيل إلا من ضبط منهم، والصواب التخفيف، ويحتمل معناه وجهين:
أحدهما: يكون في معنى: ألبسه الله النضرة، وهي الحسن وخلوص اللون. فيكون تقديره: جَمَّله الله وَزيَّنَه.
والوجه الثاني: أن يكون: أوصله الله إلى نضرة الجنة، وهي نعمتها ونضارتها. قال الله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ =
599 -
وَعَنْ وَابِصَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يخْطُبُ في حُجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: "لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ".
رواه الطبراني (1) في الكبير، وفيه طلحة بن زيد وقد اتهم
= النَّعِيمِ} [المطففين: 24]، وقال:{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]، وفيه لغتان: تقول: نضر وجه فلان
…
ونَضَرَ الله وجهه، وأنضره لغتان
…
وقال ابن الأثير في النهاية 5/ 71: "نَضَرَهُ، ونَضَّرَهُ، وأنضره، أي: نَعَّمَهُ. ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه، والبريق
…
".
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 439: "النون، والضاد، والراء أصل صحيح يدل على حسن وجمال وخلوص: منه النضرة: حسن اللون، ونضُر، يَنْضُرُ، ونَضَّر الله وجهه: حَسَّنه ونوره، وفي الحديث نَضَّر الله
…
".
(1)
في الكبير 22/ 147 برقم (401) من طريق الحسن بن إسحاق، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا عبد الله بن عثمان بن عطاء، حدثنا طلحة بن زيد، عن راشد بن أبي راشد، عن وابصة بن معبد
…
وهذا إسناد فيه طلحة بن زيد القرشي، قال أحمد، وعلي بن المديني، وأبو داود:"كان يضع الحديث". وراشد مجهول. وباقي رجاله ثقات، شيخ الطبراني حافظ جليل القدر، وإبراهيم بن محمد هو ابن يوسف الفريابي، وعبد الله بن عثمان بن عطاء الخراساني ترجمه البخاري في الكبير 5/ 146 - 147 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 113:"سئل أبي عن عبد الله بن عثمان بن عطاء، فقال: صالح". ولم يدخله أحد في الضعفاء فيما نعلم، وذكره =
بوضع الحديث، وقد رواه البزار مطولاً بإسناد أحسن من هذا، يأتي (1).
600 -
وَعَنْ وَابِصَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ لِلنَّاسِ بِالرَّقَةِ في الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ (2) يَوْمَ الْفِطْرِ وَيوْمَ النَّحْرِ، فَقَال: إنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم في حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ شَهرٍ أَحْرَمُ؟ ". قَالُوا: هذَا.
قَال: "أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ؟ ". قَالُوا: هذَا.
قَالَ: "فَإنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ محَرَمَةٌ عَلَيْكُمْ كحُرمَةِ يَوْمِكُمْ هذَا، في شَهْرِكُمْ هذَا، في بِلَدِكُمْ هذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَونَ رَبَّكُمْ. هَلْ بَلَّغْتُ؟ ".
قَالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فَرَفَعَ يَدَيْهِ صلى الله عليه وسلم إلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: "الَّلهُمَّ اشْهَدْ". ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ" فَادْنُوا نُبَلِّغْكُمْ كَمَا قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم.
رواه البزار (3)، ورجاله موثقون.
= ابن حبان في الثقات 8/ 347 وقال: "يعتبر حديثه إذا روى عن غير الضعفاء".
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 1/ 101 برقم (451) إلى الطبراني في الكبير.
(1)
ليست في (ش).
(2)
في (ش): "الجامع الأعظم".
(3)
في كشف الأستار 1/ 87 برقم (145) من طريقين: حدثنا عبد =
601 -
وَعَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبيبِ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ بِحِمْصَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: إنَّ مَجْلِسَكُمْ هَذَا مِنْ بَلَاغِ الله لَكُمْ وَاحْتِجَاجِهِ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم (مص: 220) قَدْ بَلَّغَ، فَبَلِّغُوا.
رواه الطبراني (1) في الكبير، وفِي رِوَايةٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إلَى أَبِي أُمَامَةَ فَيُحَدِّثُنَا حَديثاً كَثِيراً عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَإذَا سَكَتَ، قَالَ: أَعَقَلْتُمْ؟. بَلِّغُوا كَمَا بُلِّغْتُمْ.
= السلام بن عبد الرحمن الأسدي، حدثني أبي، عن جعفر بن برقان، حدثني شداد مولى عياض، عن وابصة بن معبد
…
وهذا إسناد حسن، شداد مولى عياض ترجمه البخاري في الكبير 4/ 226 ولم يورد فيه جرحاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 329، ووثقه ابن حبان 4/ 358.
وعبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر أحسن أحمد القول فيه وقال: "ما بلغني عنه إلا خير". ووثقه ابن حبان 8/ 428.
وأبوه عبد الرحمن ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 246 ولم يورد فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان 8/ 376.
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 5/ 129 - 130 برقم (12355) إلى البزار. وفيه أكثر من شاهد.
(1)
في الكبير 8/ 159 برقم (7614) من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا محمد بن المبارك الصوري، حدثنا الهيثم بن حميد، عن حفص بن غيلان، عن مكحول
…
وهذا إسناد جيد. =
رواهما الطبراني (1) في الكبير، وإسنادهما حسن.
602 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: في أَوَّلِ هذِهِ الأُمَّةِ يَسْمَعُ صِغَارُهُمْ مِنْ كِبَارِهِمْ، وَفِي آخِرِهِمْ يَسْمَعُ كِبَارُهُمْ مِنْ صِغَارِهِمْ.
قِيلَ لابْنِ عَبَّاسٍ: وَلمَ ذلِكَ؟. (2) قَالَ: لأنَّ الصِّغَارَ سَمِعُوا، وَلَمْ يَسْمَعِ الْكِبَارُ (3).
رواه الطبراني (4) في الكبير، وفيه النضر أبو عمر وهو متروك.
= وأخرج الطبراني أيضاً هذه الفقرة ضمن حديث طويل رقمه (7493) من طريق بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: خرجت غازياً، فلما مررت بحمص
…
نفرت إلى ثابت بن معبد، وابن أبي زكريا، ومكحول، ثم قالوا: نريد أبا أمامة الباهلي
…
فدخلنا عليه
…
وكان أول ما حدثنا أن قال: إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم
…
وهذا إسناد ضعيف. وانظر كنز العمال 5/ 129 - 130.
(1)
في الكبير 8/ 187 برقم (7673) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا أبو اليمان، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن سليم بن عامر قال: كنا نجلس
…
وهذا إسناد جيد، إسماعيل بن عياش قال أحمد والبخاري وغيرهما:"ما روى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح". وهذا من روايته عن شامي.
(2)
في (ظ): "ذاك".
(3)
هذا الأثر بكامله ساقط من (ش).
(4)
في الكبير 11/ 256 برقم (11662) من طريق جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، حدثنا المطلب بن زياد، =