الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في مدحه، فأذن له، فمدحه بقصيدة من غرر القصائد، أولها:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
…
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وما أحسن القول فيها:
كفاتك ودخول الكاف منقصة
…
كالشمس قلت وما للشمس أمثال
لما توفي رثاه المتنبي، وكان قد خرج من مصر، بقصيدة أولها:
الحزن يعلق والتحمل يردع
…
والدمع بينهما عصي طيع
وما أرق قوله:
إني لأجبن من فراق أحبتي
…
وتمس نفسي بالحمام فأشجع
ويزيدني غضب الأعادي قسوة
…
ويلم بي عتب الصديق فأجزع
تصفو الحياة لجاهل أو غافل
…
عما مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسه
…
ويسومها طلب المحال فتطمع
وفيها توفي الفقيه أبو علي الحسن بن القاسم الطبري الفقيه الشافعي، أخذ عن أبي علي بن أبي هريرة، وسكن ببغداد، ودرس بها بعد شيخه أبي علي بن أبي هريرة، وصنف التصانيف " كالمحرر في النظر " وهو أول كتاب صنف في الخلاف "، و " المجرد في الخلاف "، و " الإيضاح "، و " العدة " كلاهما في الفقه، وصنف كتابا في أصول الفقه " والطبري " نسبة إلى طبرستان، والنسبة إلى طبرية طبراني، وهو صاحب وجه في المذهب.
وفيها توفي خليفة الأندلس الناصر لدين الله أبو المظفر عبد الرحمن بن محمد الأموي وكانت دولته خمسين سنة، وقام بعده ولده المستنصر بالله، وكان كبير القدر كثير المحاسن أنشأ " مدينة الزهراء "، وهي عديمة الحسن في النظير، غرم أهلها من الأموال ما لا يحصى، ولما بلغه ضعف أحوال الخلافة بالعراق، ورأى أنه أمكن منهم والي تلقب باللقب المذكور.
وفيها توفي فاتك أبو شجاع الرومي الإخشيذي، رفيق الأستاذ كافور وأحد أمراء الدولة، وكان كافور يخافه، وقد مدحه المتنبي، فوصله فاتك بألف دينار.
إحدى وخمسين وثلاث مائة
فيها نازل طاغية الروم مدينة عين زربة بضم الزاي وسكون الراء وفتح
الموحدة في مائة ألف وستين ألفاً، فأخذها وقتل خلقاً لا يحصون، وأحرقها ومات أهلها في الطرقات جوعاً وعطشاً، إلا من نجا بأسوأ حال، وهدم حولها نحواً من خمسين حصناً أخذ بعضها بالأمانة، ورجع فجاء سيف الدولة على عين زربة، وأخذ بتلافي الأمر، وبلم شملها، واعتقد أن " بعضها بالأمان " الطاغية لا يعود، فدهمه الملعون، ونازل حلب بجيوشه، فلم يقاومه سيف الدولة، ونجا في نفر يسير. وكانت داره بظاهر حلب، فدخلها الملعون، ونزل بها، واحتوى على ما فيها من الخزائن، وحاصر أهل حلب، إلى أن انهدمت ثلمة من السور، فدخلت الروم منها، فدفعهم المسلمون عنها، وبنوها في الليل، ونزلت أعوان الوالي إلى بيوت العوام، فنهبوا فوقع الصائح في الأسوار: الحقوا منازلكم، فنزلت الناس حتى خلت الأسوار، فبادرت الروم، فتسلقوا، وملكوا البلد، ووضعوا السيف في المسلمين حتى كلوا وملوا، واستباحوا حلب، ولم ينج إلا من صعد إلى القلعة.
وأما بغداد، فرفعت المنافقون رؤوسها، وقامت دولة الرافضة، وكتبوا على أبواب المساجد لعن معاوية، ولعن من غصب فاطمة حقها، ولعن من نفى أبا ذر، فمحاه أهل السنة بالليل، فأمره معز الدولة بإعادته، فأشار إليه الوزير المهلبي أن يكتب: ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد، ولعن معاوية فقط.
وأنزل الروم من منبج الأمير أبا فراس بن سعيد بن حمدان، وبقي في أسرهم سنين.
وفيها توفي قاضي الحرمين وشيخ الحنفية في عصره أبو الحسين أحمد بن محمد النيسابوري، ولي قضاء الحجاز مدة، وكان تفقه على أبي الحسين الكرخي، وبرع في الفقه.
وفيها توفي المهلبي الوزير في قول.
وفيها توفي دعلج أبو محمد السجزي. قال الحاكم: أخذ عن أبي خزيمة مصنفاته، وكان يفتي بمذهبه، وقال الدارقطني: لم أر في مشايخنا أثبت من دعلج، وقال الحاكم: لم يكن في الدنيا أيسر منه، اشترى بمكة دار العباس بثلاثين ألف دينار، وقيل: