الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله أيضا:
لما رأتني سليماً قاصر البصر
…
عنها، وفي الطرف عن أمثالها زور
قالت: عهدتك مجنوناً فقلت لها
…
إن الشباب جنون برؤه الكبر
وله أيضا يرثي بعض أولاده:
أصبحت خدي للدموع رسوم
…
أسفاً عليك وفي الفؤاد كلوم
والصبر يحمد في المواطن كلها
…
إلا عليك فإنه مذموم
وفيها توفي مسدد بن مسرهد الحافظ أبو الحسن البصري.
تسع وعشرين ومائتين
فيها توفي الإمام أبو محمد خلف بن هشام شيخ القراء والمحدثين رحمهم الله.
وفيها توفي نعيم بن حماد بن المرزوي القرطبي الحافظ رحمهم الله.
وفيها توفي يزيد بن صالح الفراء النيسابوري العبد الصالح، وكان ورعاً قانتاً مجتهداً في العبادة رحمة الله عليه.
ثلاثين ومائتين
فيها توفي إبراهيم بن حمزة الزبيري المدني الحافظ " وأمير المشرق " عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي. وكان شجاعاً مهيباً عاقلاً جواداً كريماً، يقال أنه دفع على قصص صلات بلغت أربعة آلاف ألف درهم، وخلف من الدراهم خصوصاً أربعين ألف درهم، وكان قد تاب قبل موته، وكسر آلات الملاهي، وبعثه المأمون إلى خراسان، فلما دخلها مطرت مطراً كثيراً، وكان المطر قد انقطع عنها تلك السنة، فقام إليه رجل بزاز من حانوته وأنشد:
قد قحط الناس في زمانهم
…
حتى إذا جئت جئت بالدرر
غيثان في ساعة لنا قدماً
…
فمرحباً بالأمير والمطر
فاستفك أسارى بألفي درهم، وتصدق بأموال كثيرة، وكان أبو تمام الطائي قد قصده من العراق، فلما انتهى إلى قومس، وطالت به الشقة، وعظمت عليه المشقة قال:
تقول في قومس صحبي وقد أخذت
…
مني السرى وخطا المهرية القود
أمطلع الشمس تنوي أن تؤم بنا
…
فقلت: كلآ ولكن مطلع الجود
وقيل: هذان البيتان أخذهما أبو تمام من أبي الوليد مسلم بن الوليد الأنصاري المعروف بصريع الغواني الشاعر المشهور حيث يقول:
يقول صحبي وقد جدوا على عجل
…
والخيل يفتن بالركبان في اللحم
أمغرب الشمس تنوي أن توم بنا
…
فقلت: كلا ولكن مطلع الكرم
فإنه أغار على اللفظ والمعنى جميعاً، ولما وصل أبو تمام إليه أنشده قصيدته الثانية البديعة التي يقول فيها:
وركب كأطراف الأسنة عرسوا
…
على مثلها، والليل تستر غياهبه
وفي هذه السفرة ألف أبو تمام " كتاب الحماسة " وكان سبب ذلك أنه لما وصل إلى همدان أشتد البرد، فأقام ينتظر زواله، وكان نزوله عند بعض الرؤساء بها، وفي دار ذلك الرئيس خزانة كتب فيها دواوين العرب وغيرها، فتفرغ لها أبو تمام، وطالعها واختار منها ما ضمنه كتاب الحماسة، وكان ابن طاهر المذكور مع أوصافه المتقدمة أديباً ظريفاً، وله شعر مليح ورسائل ظريفة، ومما قال فيه بعض الشعراء:
يقول الورى لي أن مصر بعيده
…
وما بعدت مصر، وفيها ابن طاهر
وأبعد من مصر رجال تراهم
…
بحضرتنا، معروفهم غير حاضر
عن الخير موتى، ما تبالي أزرتهم
…
على طمع أزرت أهل المقابر
قلت: والمصراع الأول من البيت الأول غيرته بعض الفضلاء لخلل الوزن في الأصل المنقول منه.
وذكر بعض المؤرخين أن البطيخ المسقى بعبد اللاوي الموجود في الديار المصرية منسوب إلى عبد الله المذكور، قيل ليلة كان يستطيبه، أو أنه أول من زرعه هناك، وقيل أنه وقومه خزاعيون بالولاء، فإن جدهم رزيق مولى أبي محمد طلحة بن عبد الله المعروف بطلحة الطلحات الخزاعي المتولي على سجستان من قبل سالم بن زياد بن أبيه، وفيه يقول ابن الرقتات:
رحم الله أعظماً دفنوها
…
بسجستان طلحة الطلحات