الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله:
ما تطعمت لذة العيش حتى
…
صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء أعز عندي من العلم
…
فما أبتغي سواه أنيسا
إنما الذل في مخالطة الناس
…
فدعهم وعش عزيزا رئيسا
قال ابن خلكان: وشعره كثير، وطريقه سهل، وله " كتاب الوساطة " بين المتنبي وخصومه، أبان فيه من فضل عزيز، وإطلاع كثير، ومادة متوفرة.
وفيها توفي الرجل الصالح المقرىء أبو الحسن محمد النيسابوري السراج. قال الحاكم: قل من رأيت أكثر اجتهاداً وعبادة منه. توفي يوم عاشوراء رحمه الله.
سبع وستين وثلاثمائة
فها توقني الشيخ الكبير العارف بالله الشهير أبو القاسم النصرأباذي، شيخ الصوفية والمحدثين في خراسان صحب الشبلي وأبا علي الروذباري، وسمع ابن خزيمة وابن صاعد وكان صاحب فنون من الفقه والحديث والتاريخ وعلم سلوك الصوفية. وحج وجاور بمكة سنتين، ومات بها قال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت أبا القاسم النصرأباذي يقول: إذا بدا لك شيء من بوادي الحق، فلا تلتفت معه إلى جنة، ولا إلى نار، فإذا رجعت عن تلك الحال، فعظم ما عظمه الله تعالى.
وقيل أن بعض الناس يجالس النسوان، ويقول: أنا معصوم في رؤيتهن، فقال: ما دامت الأشباح باقية فالأمر والنهي باق أو قال: باقيان والتحليل والتحريم مخاطب به.
وقال: التصوف ملازمة الكتاب والسنة، وترك الأهواء والبدع، وتحريم حرمات المشايخ، وروية أعذار الخلق، والمداومة على الأوراد، وترك ارتكاب الرخص والتأويلات.
وفيها توفي معز الدولة الديلمي، والغضنفر عمدة الدولة ابن الملك ناصر الدولة بن حمدان.
وفيها توفي القاضي محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن قريعة " بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحت وبعدها عين مهملة " البغدادي قاضي السندية " بكسر
السين والدال المهملتين وسكون النون بينهما وتشديد الياء المثناة من تحت وبعدها هاء " وهي قرية بين بغداد والأنبار، وينسب إليها سندواني، ليحصل الفرق بين هذه النسبة والنسبة إلى بلاد السند المجاورة لبلاد الهند.
وقال ابن خلكان: وكان من أحد عجائب الدنيا في سرعة البداهة بالجواب في جميع ما يسأل عنه، في أصح لفظ وأملح سجع، وله مسائل وأجوبة مدونة في كتاب مشهور بأيدي الناس. وكان رؤساء ذلك العصر وفضلاؤه يلاعبونه، ويكتبون إليه بالمسائل الغريبة المضحكة، فيكتب الجواب، من غير توقف ولا تلبث، مطابقاً لما سألوه، وكان الوزير أبو محمد المهلبي، يغري به جماعة يضعون له من الأسئلة الهزلية على معان شتى من النوادر الظريفة، ليجيب عنها بتلك الأجوبة.
فمن ذلك ما كتبه إليه العباس بن المعلى الكاتب، ما يقول القاضي وفقه الله تعالى في يهودي زنى بنصرانية، فولدت ولداً جسمه للبشر، ووجهه للبقر وقد قبض عليها فيما يرى القاضي فيهما؟ فكتب جوابه بديهاً، هذا من أعدل الشهود على الملاعين اليهود بأنهم أشربوا حب العجل في صدورهم؟ حتى خرج من أيورهم، وأرى أن يناط برأس اليهود رأس العجل، ويصلب على عنق النصرانية الساق مع الرجل، ويسحبا على الأرض، وينادى عليهما: ظلمات بعضها فوق بعض والسلام.
ولما قدم الصاحب بن عباد إلى بغداد، حضر مجلس الوزير أبي محمد المهلبي وكان في المجلس القاضي أبو بكر المذكور فرأى من ظرفه وسرعة أجوبته مع لطافتها ما عظم تعجبه، فكتب الصاحب إلى أبي الفضل بن العميد كتاباً يقول فيه: وكان في المجلس شيخ خفيف الروح يعرف بالقاضي ابن قريعة، جاراني في مسائل خفتها، يمنع من ذكرها، إلا أني استظرفت من كلامه، وقد سأله كهل بيطار بحضرة الوزير أبي محمد عن حد القفاء، فقال: ما اشتمل عليه جربانك، ومازحك فيه إخوانك، وأدبك فيه سلطانك، وباسطك فيه غلمانك، فهذه حدود أربعة وجميع مسائله على هذا الأسلوب، وقوله: جربانك " هو لفظ فارسي بضم الجيم والراء وتشديد الموحدة وبالنون بين الألف والكاف ": لينة الثوب، وهي: الخرقة العريضة التي فوق القب تستر القفا. قال ابن خلكان: ولولا خوف الإطالة لذكرت جملة منها، وقد سرد محمد بن شرف القيرواني الشاعر المشهور، في كتابه الذي سقاه " أبكار الأفكار " عدة مسائل، وجواباتها من هذه المسائل.
وفيها توفى ابن قوطية محمد بن عمر الأندلسي. كان منا أعلم زمانه باللغة