الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الحديث من مسند الإمام أحمد ومن مسند أبي يعلى وغيرهما كلّهم من هذا الوجه وهو المعتمد، وصحّح الحديث ابن حبّان والحاكم أيضًا. انتهى.
وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: أخطأ ابن الجوزي في إيراد هذا الحديث في الموضوعات خطأً فاحشًا، وكأنه اعتمد على قول بعضهم: إنّ عبد الكريم هذا هو ابن أبي المخارق أبو أميّة، وهو متكلّم فيه كثيرا، وليس الأمر كذلك بل هذا هو عبد الكريم بن مالك الجزريّ، أحد الثّقات المتّفق عليهم في الصحيحين، كذا صرح بنسبه البيهقي في كتاب الأدب له فزال ذلك الظنّ، وأيضًا فعبد (1) الكريم أبو أميّة من أهل البصرة نزل مكة، وعبد الكريم بن مالك جزريّ، وعبيد الله بن عمرو الرّاوي عنه جزريّ أيضًا وهو مشهور بالرّواية عنه، ثمّ لو سلّم له أنّه ابن أبي المخارق فلا يصحّ له الحكم على ما انفرد به بالوضع، لأنّ ابن أبي المخارق روى عنه الإمام مالك، وقد عُلم من عادته أنّه لا يروي إلَّا عن ثقة عنده، وإن كان غيره قد اطّلع منه على ما يقتضي جرحه، فقد أخرج له البخاري تعليقًا ومسلم في المتابعات، وهذا يدل على أنّه عندهما ليس بالواهي المطرح حتى يكون حديثه موضوعًا. انتهى.
***
[باب ما جاء في الانتفاع بالعاج]
(1) في أ: "لعبد".
(قلادة من عصب) قال الخطّابي: العصب في هذا الحديث إن لم يكن الثياب اليمانية فلا أدري ما هو، وما أرى أنّ القلادة تكون منها. وقال أبو موسى المديني: يحتمل عندي أنّ الرواية إنّما هي العصب بفتح الصّاد، وهي أطناب مفاصل الحيوان وهي شيء مدوّر، فيحتمل أنّهم كانوا يأخذون عصب بعض الحيوانات الطاهرة فيقطعونه ويجعلونه شبه الخرز، فإذا يبس يتّخذون منه القلائد، فإذا جاز وأمكن أن يتّخذ من عظام السلحفاة أو غيرها الأسورة، جاز وأمكن أن يتّخذ من عصب أشباهها خرز ينظم منها القلائد، قال: ثمّ ذكر لي بعض أهل اليمن أنّ العصب سنّ دابة بحريّة يسمّى فرس فرعون، يتّخذ منها الخرز وغير الخرز من نِصاب سكّين وغيره ويكون أبيض.
(وسوارين من عاج) قال الخطّابي: هو الذبل، ويقال: هو عظم ظهر السلحفاة البحريّة، فأمّا العاج الذي هو عظم أنياب الفيلة فهو ميّتة لا يجوز استعماله.
***