الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(لا تنهكي) أي: لا تبالغي في الخفض.
***
[باب في الرّجل يسبّ الدّهر]
(يقول الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر وأنا الدهرُ، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) قال الخطّابي: تأويله أنّ العرب كانوا يسبّون الدهر على أنَّه هو الفاعل بهم المصائب والمكاره، فيكون مرجع السبّ إلى الله تعالى إذ هو الفاعل لها فقيل على ذلك لا تسبّوا الدهر فإنّ الله هو الدهر، أي: إنّ الله هو الفاعل لهذه الأمور التي تضيفونها إلى الدهر، وكان ابن داود (1) ينكر رواية أصحاب الحديث هذا الحرف مضموم الراء، ويقول: لو كان كذلك لكان الدهر اسمًا معدودًا من أسماء الله تعالى عز وجل، وكان يرويه:"وأنا الدهرَ أقلّب الليل والنهار" مفتوح الراء على الظرف، يقول أنا طول الدهر والزمان أقلّب الليل والنهار، والمعنى الأول هو وجه الحديث (ومعناه)(2).
(1) في معالم السنن: "أبو بكر بن أبي داود".
(2)
غير موجود في معالم السنن. وفي ب: "معنا".
وقال الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام: يروى الدهر بالنصب أي: أنا المدبّر طول الدهر، ثمّ حذف الخبر والمصدر وأقيم المضاف إليه مقامه، والله أعلم.
[هذا آخر التعليق على سنن أبي داود.
قال مؤلفه رحمه الله: فرغت من تأليفه يوم الجمعة الرابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعمائة أحسن الله خاتمتها] (1).
(1) ما بين المعكوفين ورد في ج وغير موجود في أ، أمّا في ب فجاء ما نصّه:
"وقال المؤلف رحمه الله ما صورته: آخر التعليق على سنن أبي داود فرغت منه يوم الجمعة الرابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعمائة أحسن الله ختامها".